خسائر شركات النفط تتواصل رغم تحسن الأسعار

11 اغسطس 2020
تراجع الطلب على النفط مدفوعاً بتداعيات تفشي فيروس كورونا(فرانس برس)
+ الخط -

تكبدت شركات النفط والغاز العالمية خسائر كبيرة خلال الربع الثاني من العام 2020 بسبب تداعيات فيروس كورونا وانخفاض الطلب وارتفاع المعروض.

وأعلنت الشركات أخيراً عن خسائر هائلة بعشرات مليارات الدولارات، ويقول المحللون إنّ عودة إصابات فيروس كورونا للارتفاع تظل القضية المحورية لأسواق النفط، إذ سيحدد ذلك مدى سرعة انتعاش الطلب على الوقود.

رغم عودة سعر برميل النفط إلى ما فوق 40 دولارا فهو لا يزال أدنى من السعر الذي كان عليه خلال الفترة نفسها من 2019.

وقال ستيفن إينس، استراتيجي السوق في "أكسي كورب"، في تصريحات سابقة لوكالة "رويترز"، إن "الأمر يرجع في الحقيقة إلى وضع الطلب"، متابعاً: "نحاول جمع شتات أفكارنا حيال شكل منحنى فيروس كورونا. هل استقرار منحنى الإصابات في الولايات المتحدة سيطغى على الطفرات في أنحاء العالم؟".

ويتوقع أن تتراجع نسبة الموافقة على مشاريع نفطية وغازية جديدة بأكثر من 75% هذه السنة بالمقارنة مع 2019، وفق مكتب "رايستاد إينرجي" للدراسات الذي كان يتوقع مطلع العام استقرار السوق.

خسائر متتالية

أعلنت شركة النفط الأميركية أوكسيدنتال بتروليوم، أمس الاثنين، عن رابع خسارة فصلية على التوالي مع قيامها بتجنيب 6.6 مليارات دولار لمخصصات انخفاض القيمة، معظمها لشطب قيمة أصول للنفط والغاز في أعقاب انهيار في أسعار الخام.

وبلغ صافي الخسارة القابلة للتوزيع على حملة الأسهم العاديين 8.35 مليارات دولار، أو 9.12 دولارات للسهم، في الربع الثاني مقارنة مع أرباح بلغت 635 مليون دولار، أو 84 سنتا للسهم، في الفترة نفسها من العام الماضي.

وبلغت عائدات شركة "غازبروم" الروسية من صادرات الغاز الطبيعي، 11.3 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الحالي، مسجلة تراجعاً بنسبة 51.2 بالمائة، وذلك مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.

كما هوت أرباح شركة أرامكو النفطية السعودية بنسبة 73.4% في الربع الثاني من العام الجاري.

وبلغت أرباح أرامكو بحسب بيان نشرته الشركة على موقع سوق "تداول" المالي المحلي، أول من أمس الأحد، 24.62 مليار ريال (6.56 مليارات دولار)، مقابل 92.59 مليار ريال في الفترة ذاتها من العام الماضي، 2019.

وسجلت الشركات النفطية الخمس الكبرى "بي بي" و"شيفرون" و"إيكسون موبيل" و"رويال داتش شيل" و"توتال" خسائر صافية يقارب مجموعها 53 مليار دولار في الفصل الثاني من السنة، بحسب نتائجها الصادرة أخيراً.

وأعلنت شركة توتال بعد بي بي وشيل خفضاً استثنائياً في قيمة أصولها قدره 8.1 مليارات دولار.

وخفضت شركة البترول البريطانية "بي.بي" توزيعاتها في أغسطس/آب الجاري للمرة الأولى خلال عشرة أعوام عقب تكبدها خسارة قياسية بلغت 6.7 مليارات دولار في الربع الثاني من العام، مقارنة مع أرباح قيمتها 2.8 مليار دولار في الفترة المقابلة قبل عام و791 مليون دولار في الربع الأول من العام الحالي.

وأعلنت مجموعتا "إكسون موبيل" و"شيفرون" عن خسائر ضخمة في الفصل الثاني من العام الجاري.

وأعلن نيل شابمان، نائب رئيس "إكسون موبيل"،  في تصريحات سابقة، أنه "لم نشهد يوماً تراجع طلب السوق إلى هذه الدرجة وبهذه السرعة".

وكشفت "إكسون موبيل" عن خسائر بقيمة 1.1 مليار دولار في الربع الثاني، وهي الأكبر منذ دمج إكسون موبيل" في 1999، بينما تكبدت "شيفرون" خسائر بقيمة 8.3 مليارات دولار خلال الفترة نفسها.

وحذّر مايك ويرث، الرئيس التنفيذي لـ"شيفرون"، في تصريحات سابقة، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، من أن الظروف الاقتصادية الضعيفة قد تنعكس سلباً على نتائج المجموعة "خلال الفصل الثالث" بسبب "التراجع الكبير" على الطلب على المنتجات البترولية.

وأعلنت شركة الطاقة الفرنسية الكبرى توتال، في يوليو/تموز الماضي، عن انخفاض صافي ربح الربع الثاني من العام 96 بالمائة إلى 126 مليون دولار.

ورسمت شركة خدمات الطاقة الإيطالية سايبم صورة قاتمة للتوقعات بعد إعلانها عن تكبد خسارة صافية بلغت 616 مليون يورو (723 مليون دولار)، في الربع الثاني، بعد شطب أصول. وقالت إن القطاع يواجه طلبا ضبابيا على النفط والغاز.

وفقدت إيني 4.4 مليارات يورو في الربع الثاني من 2020 بسبب تدهور أسواق النفط عالمياً، وانخفضت أرباح رويال داتش شيل المعدلة في الربع الثاني 600 مليون دولار.

وأعلنت عملاق تقديم خدمات الحقول النفطية شلمبرغير عن تكبد ثاني خسارة فصلية على التوالي مع صافي خسارة بقيمة 3.43 مليارات دولار في الربع الثاني المنتهي في 30 يونيو /حزيران، مقارنة مع ربح بلغ 492 مليون دولار.

كما أعلنت شركة بيكر هيوز لخدمات حقول النفط أنها تكبدت ثاني خسارة فصلية لها هذا العام، حيث زاد صافي الخسارة العائد للشركة إلى 201 مليون دولار.

وسجل عملاق خدمات الحقول النفطية هاليبرتون ثالث خسائره الفصلية على التوالي، وأعلنت الشركة، التي مقرها هيوستون، عن خسارة فصلية قدرها 1.7 مليار دولار، مقارنة مع ربح بلغ 75 مليون دولار قبل عام.

وأعلنت مجموعة النفط والغاز "أو.إم.في" النمساوية، الشهر الماضي، عن انخفاض أرباح التشغيل 86 بالمائة في الربع الثاني.

وقالت المجموعة إن الأرباح قبل اقتطاع الفوائد والضرائب، والتي تستثني بنودا معينة ومكاسب أو خسائر المخزون، بلغت 145 مليون يورو (170 مليون دولار)، في ثلاثة أشهر تنتهي في يونيو /حزيران.

وقالت شركة "تولو أويل" البريطانية أنها ستجنب ما بين 1.4 و1.7 مليار دولار لانخفاض القيمة قبل الضرائب في نتائج أعمالها لنصف السنة، إذ تقتفي أثر منافسين أكبر حجما في تقليص توقعات سعر النفط.

المساهمون