إلى الشرق من مدينة نابلس في الضفة الغربية، تتناثر بيوت أطلق عليها ساكنوها اسم "خربة الطويل". هي قرية صغيرة تبدو في غربة رغم فلسطينية الأرض والهوية والإنسان، تحاصرها المستوطنات مثل أفعى أكملت التفافها على الضحية. وبات سكانها يعيشون في أجواء عسكرية مطلقة، بعدما حوّل الاحتلال جزءاً كبيراً من الأرض إلى معسكرات تدريب لجنود ينشرون الرعب في المكان، ويحرمون طفلاً من الذهاب إلى مبنى كان أهالي خربة الطويل يسمونه "مدرسة".
القرية الفلسطينية ليست عادية، عدد سكانها لا يتجاوز 150 نسمة، يمثلون 18 أسرة، ولدى أهلها قدرات هائلة على تحدي الاحتلال بإعادة بناء ما يتم تدميره، رغم علمهم أن الجرافات ستعود في أي لحظة لتدمير ما بنوه من جديد. وتستهدف سلطات الاحتلال القرية منذ سنوات عدة، وتلجأ إلى هدم ما يبنيه المواطنون من بيوت بدائية، حتى أن مدرسة القرية ومسجدها لم يسلما. ومؤخراً كثف الاحتلال من عمليات الهدم وأصبح يستهدف تاريخ القرية، وبعد أن كان يستهدف بيوتها البدائية المبنية من الحديد والطين، أصبح اليوم يهدم منازل القرية القديمة.
يقف الشقيقان محمد وأنور حمد على أطلال منزليهما اللذين هدمهما الاحتلال خلال الأيام الماضية، وفي قلبيهما حسرة على بناءين يزيد عمرهما عن 150 عاماً. يهدم الاحتلال كلّ شيء في لحظات. تبقى لهم بعض الذكريات التي يعمدون إلى تكرارها في ما بينهم حتى لا يمحوها الزمن بدوره.
الشقيقان ولدا هناك ولا يعرفان مكاناً آخر ولا يريدان مغادرة أرضهما، من وجهة نظرهما لا بديل عن إعادة بناء ما هدمه الاحتلال، لكن الحسرة ستبقى حاضرة في قلبيهما.
يدرك محمد وشقيقه أنور أن الاحتلال يسعى من خلال عمليات الهدم المتكررة لمنازل القرية إلى تهجير سكانها، لتوسيع المستوطنات، أو تحويل المنطقة إلى معسكرات تدريب لجيشه. لكنهما يؤكدان صمودهما ويتسلحان بالمثل الشعبي "من هالمراح ما في رواح". ويوضحان أن الاحتلال "استهدف منازلهم سابقاً، والمواطنون دائماً يعيدون البناء، ولا خيار لهم سوى ذلك".
يعتاش أهالي خربة الطويل من الزراعة وتربية المواشي، ويدركون أن مغادرة أرضهم تعني أنهم سيفقدون أيضاً مصدر رزقهم. فالرحيل يعني انقطاع لقمة العيش التي يرفضون أن يحاربهم الاحتلال فيها.
ويقول مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية، غسان دغلس، إنّ الاحتلال يستهدف "خربة الطويل" بشكل مبرمج، إلّا أنّ المواطنين يملكون إصراراً دائماً على إعادة البناء، مبيّناً أنّ الفترة الأخيرة شهدت هدم أربعة منازل سبق استهدافها عدة مرات وأصحابها دائماً يعيدون بناءها. كذلك هدمت جرافات الاحتلال شبكة الكهرباء في القرية.
ويشير دغلس إلى أنّ الاحتلال كان يستهدف سابقاً منازل بدائية، ومع إصرار المواطنين على إعادة البناء، بدأ مؤخراً هدم منازل يمتد عمرها لأكثر من قرن.
ويخشى المواطنون أن تصبح خربة الطويل أثراً بعد عين بفعل استهداف الاحتلال المتكرّر لمنازل سكانها. وتعتمد السلطات الإسرائيلية سياسة إجبار المواطنين على هدم منازلهم بأيديهم، فيتم إرسال إخطارات لأهالي القرية تطالبهم بهدم المنازل، لكن المواطنين يمزقون الإخطارات. إلّا أنّ سلطات الاحتلال سرعان ما تدهم القرية بجرافاتها وتهدم وتدمر، فيبدأ المواطنون مجدداً رحلة البناء. ولا يعير الاحتلال أي اهتمام للمشروعات الدولية. فشبكة الكهرباء التي دمرتها جرافاته، هي من تمويل الحكومة البلجيكية، وزادت كلفة إنشائها عن 200 ألف دولار أميركي.
وفي شهر أبريل/ نيسان الماضي هدم الاحتلال مسجد الخربة بحجة البناء من دون ترخيص، لكنّ السكان أعادوا بناء المسجد ورفعوا شعار "الأرض كالعرض وسندافع عنها مهما كبرت التحديات".
القرية الفلسطينية ليست عادية، عدد سكانها لا يتجاوز 150 نسمة، يمثلون 18 أسرة، ولدى أهلها قدرات هائلة على تحدي الاحتلال بإعادة بناء ما يتم تدميره، رغم علمهم أن الجرافات ستعود في أي لحظة لتدمير ما بنوه من جديد. وتستهدف سلطات الاحتلال القرية منذ سنوات عدة، وتلجأ إلى هدم ما يبنيه المواطنون من بيوت بدائية، حتى أن مدرسة القرية ومسجدها لم يسلما. ومؤخراً كثف الاحتلال من عمليات الهدم وأصبح يستهدف تاريخ القرية، وبعد أن كان يستهدف بيوتها البدائية المبنية من الحديد والطين، أصبح اليوم يهدم منازل القرية القديمة.
يقف الشقيقان محمد وأنور حمد على أطلال منزليهما اللذين هدمهما الاحتلال خلال الأيام الماضية، وفي قلبيهما حسرة على بناءين يزيد عمرهما عن 150 عاماً. يهدم الاحتلال كلّ شيء في لحظات. تبقى لهم بعض الذكريات التي يعمدون إلى تكرارها في ما بينهم حتى لا يمحوها الزمن بدوره.
الشقيقان ولدا هناك ولا يعرفان مكاناً آخر ولا يريدان مغادرة أرضهما، من وجهة نظرهما لا بديل عن إعادة بناء ما هدمه الاحتلال، لكن الحسرة ستبقى حاضرة في قلبيهما.
يدرك محمد وشقيقه أنور أن الاحتلال يسعى من خلال عمليات الهدم المتكررة لمنازل القرية إلى تهجير سكانها، لتوسيع المستوطنات، أو تحويل المنطقة إلى معسكرات تدريب لجيشه. لكنهما يؤكدان صمودهما ويتسلحان بالمثل الشعبي "من هالمراح ما في رواح". ويوضحان أن الاحتلال "استهدف منازلهم سابقاً، والمواطنون دائماً يعيدون البناء، ولا خيار لهم سوى ذلك".
يعتاش أهالي خربة الطويل من الزراعة وتربية المواشي، ويدركون أن مغادرة أرضهم تعني أنهم سيفقدون أيضاً مصدر رزقهم. فالرحيل يعني انقطاع لقمة العيش التي يرفضون أن يحاربهم الاحتلال فيها.
ويقول مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية، غسان دغلس، إنّ الاحتلال يستهدف "خربة الطويل" بشكل مبرمج، إلّا أنّ المواطنين يملكون إصراراً دائماً على إعادة البناء، مبيّناً أنّ الفترة الأخيرة شهدت هدم أربعة منازل سبق استهدافها عدة مرات وأصحابها دائماً يعيدون بناءها. كذلك هدمت جرافات الاحتلال شبكة الكهرباء في القرية.
ويشير دغلس إلى أنّ الاحتلال كان يستهدف سابقاً منازل بدائية، ومع إصرار المواطنين على إعادة البناء، بدأ مؤخراً هدم منازل يمتد عمرها لأكثر من قرن.
ويخشى المواطنون أن تصبح خربة الطويل أثراً بعد عين بفعل استهداف الاحتلال المتكرّر لمنازل سكانها. وتعتمد السلطات الإسرائيلية سياسة إجبار المواطنين على هدم منازلهم بأيديهم، فيتم إرسال إخطارات لأهالي القرية تطالبهم بهدم المنازل، لكن المواطنين يمزقون الإخطارات. إلّا أنّ سلطات الاحتلال سرعان ما تدهم القرية بجرافاتها وتهدم وتدمر، فيبدأ المواطنون مجدداً رحلة البناء. ولا يعير الاحتلال أي اهتمام للمشروعات الدولية. فشبكة الكهرباء التي دمرتها جرافاته، هي من تمويل الحكومة البلجيكية، وزادت كلفة إنشائها عن 200 ألف دولار أميركي.
وفي شهر أبريل/ نيسان الماضي هدم الاحتلال مسجد الخربة بحجة البناء من دون ترخيص، لكنّ السكان أعادوا بناء المسجد ورفعوا شعار "الأرض كالعرض وسندافع عنها مهما كبرت التحديات".