الذين ساروا،
راقصينَ،
مغنّينَ،
سارت خلفهم بلادٌ كليلةٌ،
بلادٌ تمسّكت بأثوابهم،
تنشج: خذوني حيث تكبرون.
الذين سقطوا،
في أول الأغنية،
حملتهم أكتاف اسّاقطت،
ثم زال النشيد،
والبلاد التي تاهت،
عادت تنشجُ:
خذوني حيث تكبرون.
■ ■ ■
لا أسماءَ،
هم هكذا،
السابلةُ الرائحون في الطرقات،
الجالسون على المقاهي،
في حميم الثرثرة،
الأمهات يدفعن عربات أطفالهن،
والغادون مع اللهاث،
قبل أن تبرق،
إن سُجّوا كصفائح الخردة،
كبقايا الآلات في المعارك.
■ ■ ■
اللواتي
يحملن صينية المشمش المطبوخ بالسكر
يلفها قماش أبيض رقيق،
إلى أسطح البيوت،
وينهرننا: العبوا بعيداً.
اللواتي يعلقن في الربيع،
حبالاً من بامية،
وفلفل أحمر،
وباذنجان،
على شرفات فقيرة.
اللواتي،
يخجلن مغطيات ضحكاتهن بأكف نحيلة،
أنا ابنهن.
* شاعر سوري مقيم في نيويورك