ما زالت خديجة تحتفظُ بأوراق بيتها وأرضها في فلسطين. كان والداها قد جلبا معهما جميع المستندات حين تركا فلسطين. وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة، ما زالت على يقين بأنها ستعود إلى بلدها يوماً ما. بالإضافة إلى خديجة، يحتفظ عدد كبير من الفلسطينيين الذين خرجوا من أرضهم بأوراقهم ومفاتيح بيوتهم، كأنها "شاهد" على نكبتهم.
تقول خديجة إنها تعيش نكبة ثالثة. فقد لجأت من فلسطين إلى سورية، وتحديداً إلى الجولان، ثم إلى دمشق هرباً من الصهاينة عام 1967. وبعد بدء الحرب في سورية، لجأت إلى لبنان، وتعيش اليوم في مخيّم برج البراجنة في بيروت. تتحدّر من بلدة سمخ في فلسطين، وقد ولدت عام 1937. تقول: "حين خرجت من فلسطين، كنت في العاشرة من عمري. كنا نملك أراضي وبيوتا، ونزرع أرضنا ونعتاش منها. كان لي خمس شقيقات، لكنهن متن، وبقيت وأختي".
ما زالت تذكر يوم هاجمهم الصهاينة. تقول: "هاجموا أرضنا الواقعة على الحدود مع سورية لجهة الجولان. اضطررنا إلى ترك بلدنا خشية أن نذبح. لجأنا إلى الأراضي السورية. بداية، كان يسمح لنا بأن نحصد الأرض الخاصة بنا. بعدها، صار الصهاينة يطلقون النار علينا. هكذا تركنا كلّ شيء خلفنا. ومات والدي لأنه لم يستطع أن يحتمل خسارة أرضه".
تضيف: "لم يكن لدينا معيل. سكنّا الشوادر مثل الذين لجؤوا إلى الجولان. عشنا أياماً صعبة. ثم توفيت والدتي وبقيت وشقيقتي. أما أخي، فكان قد تزوج في سورية، ثم استطعنا بعدها العيش في بيت. لكن مع دخول الصهاينة إلى الجولان، توجهنا إلى الشام لنستقر في منطقة الحسينية حتى عام 2013. وبعد هذا التاريخ، نزحت وابنتي إلى لبنان، بعدما تكرّرت الأحداث الأليمة في المنطقة. حياتنا في لبنان صعبة جداً. اليوم، أعيش وابنتي وحيدتين، وليس لدينا أي عمل. ندفع بدل إيجار البيت الذي نقطنه، ونعيش على ما يقدم لنا من الناس أو بعض المؤسسات الخيرية".
تضيف، أن "الأونروا" تدفع لكل شخص من العائلة أربعين ألف ليرة لبنانية (نحو 28 دولاراً)، ومائة دولار أميركي بدل إيجار البيت. كل يوم، تحضر إلى مركز الشيخوخة الذي يوفر خدمة مريحة وطعاماً ومساعدات. أما عن أوراق البيت التي ما زالت تحتفظ بها، تقول: "أخرج والدي معه الأوراق لتأكيد ملكيته. لم نكن نعلم أننا لن نعود إلى فلسطين. لذلك، أحضر والدي أوراق البيت خشية أن تضيع. هذه الأوراق تركها لنا حتى تؤكد أحقيّتنا في أرضنا وبيتنا. وعندما ساءت الظروف في سورية، وتركت بيتي هناك، أحضرتها معي خوفاً من أن يطاول القصف بيتنا وتتلف الأوراق".
اقــرأ أيضاً
تقول خديجة إنها تعيش نكبة ثالثة. فقد لجأت من فلسطين إلى سورية، وتحديداً إلى الجولان، ثم إلى دمشق هرباً من الصهاينة عام 1967. وبعد بدء الحرب في سورية، لجأت إلى لبنان، وتعيش اليوم في مخيّم برج البراجنة في بيروت. تتحدّر من بلدة سمخ في فلسطين، وقد ولدت عام 1937. تقول: "حين خرجت من فلسطين، كنت في العاشرة من عمري. كنا نملك أراضي وبيوتا، ونزرع أرضنا ونعتاش منها. كان لي خمس شقيقات، لكنهن متن، وبقيت وأختي".
ما زالت تذكر يوم هاجمهم الصهاينة. تقول: "هاجموا أرضنا الواقعة على الحدود مع سورية لجهة الجولان. اضطررنا إلى ترك بلدنا خشية أن نذبح. لجأنا إلى الأراضي السورية. بداية، كان يسمح لنا بأن نحصد الأرض الخاصة بنا. بعدها، صار الصهاينة يطلقون النار علينا. هكذا تركنا كلّ شيء خلفنا. ومات والدي لأنه لم يستطع أن يحتمل خسارة أرضه".
تضيف: "لم يكن لدينا معيل. سكنّا الشوادر مثل الذين لجؤوا إلى الجولان. عشنا أياماً صعبة. ثم توفيت والدتي وبقيت وشقيقتي. أما أخي، فكان قد تزوج في سورية، ثم استطعنا بعدها العيش في بيت. لكن مع دخول الصهاينة إلى الجولان، توجهنا إلى الشام لنستقر في منطقة الحسينية حتى عام 2013. وبعد هذا التاريخ، نزحت وابنتي إلى لبنان، بعدما تكرّرت الأحداث الأليمة في المنطقة. حياتنا في لبنان صعبة جداً. اليوم، أعيش وابنتي وحيدتين، وليس لدينا أي عمل. ندفع بدل إيجار البيت الذي نقطنه، ونعيش على ما يقدم لنا من الناس أو بعض المؤسسات الخيرية".
تضيف، أن "الأونروا" تدفع لكل شخص من العائلة أربعين ألف ليرة لبنانية (نحو 28 دولاراً)، ومائة دولار أميركي بدل إيجار البيت. كل يوم، تحضر إلى مركز الشيخوخة الذي يوفر خدمة مريحة وطعاماً ومساعدات. أما عن أوراق البيت التي ما زالت تحتفظ بها، تقول: "أخرج والدي معه الأوراق لتأكيد ملكيته. لم نكن نعلم أننا لن نعود إلى فلسطين. لذلك، أحضر والدي أوراق البيت خشية أن تضيع. هذه الأوراق تركها لنا حتى تؤكد أحقيّتنا في أرضنا وبيتنا. وعندما ساءت الظروف في سورية، وتركت بيتي هناك، أحضرتها معي خوفاً من أن يطاول القصف بيتنا وتتلف الأوراق".