خدعة الـ "شاميتاه"

21 سبتمبر 2015
موجات من التذبذبات داخل أسواق المال(Getty)
+ الخط -
عاشت الأسواق المالية موجة من التذبذبات منتصف الأسبوع الماضي، خوفاً مما يطلق عليه "شاميتاه" shmitah أسواق المال، وهي تعني دورة السبع سنوات من الانهيارات الاقتصادية، التي تصيب الأسواق المالية والاقتصاد بإطاره العام. 
فالعديد من الخبراء ووسائل إعلام أجنبية وعربية تحدثت عن انهيارات كبيرة في أسواق المال ستحدث منتصف الشهر، وتحديداً في 15 أيلول/ سبتمبر. وقد حذر العديد من المحللين من التعامل في الأسهم والبورصات خلال هذا التاريخ تحديداً، خوفاً من حصول انهيارات كبيرة. بالعودة إلى أرقام التداولات في أسواق الأسهم والعملات، لم يلاحظ حصول انهيارات كبيرة كما كان متوقعاً، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول التجييش الإعلامي لظاهرة شاميتاه الخامس عشر من أيلول / سبتمبر.

غياب الدقة
بحسب الخبير المالي وائل نحاس، فإنه من الصعب توقع حصول انهيارات مفاجئة في أسواق المال، لأن السوق المالية تعيش على وقع تذبذبات شبه آنية، وقال في حديث لـ "العربي الجديد": إن حركة البيع والشراء، والتداول في سلعة ما، يحصل في وقت محدد يصعب التكهن بقيمة هذه السلعة أو هذا التداول، ولذا فإن ما حصل منذ فترة، كان عبارة عن مسرحية أو تجربة لتهريب صغار المتداولين، وإبعادهم عن السوق المالية، حتى يتمكن كبار المستثمرين من تحقيق أرباح هائلة."
ولذا رأى نحاس أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بدول العالم، لا بد أن تكون لها أثار على أسواق المال، وهنا لا بد من الحديث عن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة، وعن الأزمة في الصين، فهذان الوضعان يعدان المحركين الرئيسيين لأسواق المال، وطالما لم تتضح الصورة بعد في هذين البلدين، فإن أسواق المال ستعيش فترة من الاستقرار، أما الحديث عن انهيار مفاجئ في تاريخ محدد، فهو أمر عار من الصحة.
من جهة أخرى، رأى الخبير الاقتصادي مصطفى أبو خير، أن التلويح بحصول أزمة اقتصادية أو مالية في تاريخ محدد، ليس سوى خدعة، لتحسين قيمة سلعة ما، أو خفض قيمة سلعة أخرى.

وقال لـ "العربي الجديد": عادة ما تطلق الشائعات في البورصات المالية، وما حصل منذ بداية الشهر الحالي، لم يخرج عن إطار الإعلان الخادع، ومن المعروف، أن الإعلان الخادعة في أسواق المال، ينعكس بطبيعة الحال على جميع المستثمرين، والمضاربين. وتابع:" أما الحديث عن حصول كساد كل سبع سنوات، أو ما يسمى شاميتاه، لا يمكن الجزم به في جميع الأحوال، ويعود السبب في ذلك إلى أن الكساد يحتاج إلى بيئة معينة، والسوق المالية منذ سنوات تعيش على وقع أزمات اقتصادية متتالية، وبالتالي لم نخرج من براثن الأزمة لندخل في أزمة جديدة، ولذا فإن ما جرى كان عبارة عن مسرحية ترويجية لفكرة "الشاميتاه".

اقرأ ايضاً:shemitah أسواق المال
المساهمون