خدعة الشولو وهدية فينجر.. وليفربول الغائب الأكبر

02 أكتوبر 2014
فينجر وسيميوني الأبرز في جولة "التشامبيونز" (العربي الجديد)
+ الخط -


انتهت الجولة الثانية من مرحلة المجموعات لدوري أبطال أوروبا، فاز أتليتكو مدريد على يوفنتوس في مواجهة من العيار الثقيل، وأكرم أرسنال ضيفه جالطا سراي بالأربعة، بينما سقط ليفربول من جديد، ولكن هذه المرة ليست في بطولة الدوري الإنجليزي، بل ضمن مواجهات ذات الأذنين، ليسير رودجرز وحيداً دون أي تطور، ويدخل البطل القديم دوامة الحسابات مبكراً، رفقة الفريق الأقرب لحصد المركز الأول في المجموعة، ريال مدريد.

ومع كثرة المواجهات وتباين النتائج ما بين طبيعية وغريبة، تألق بعض النجوم، وزاد الحنين نحو بعض الأسماء التي أوجدت فارقاً كبيراً، وفراغاً واضحاً في صفوف فرقها، التي تنافس على أكثر من طريق، في موسم كروي بدأ سريعاً، ولن ينتهي دون مفاجآت.

خدعة الشولو
كان سيميوني اللاعب، لمن يتذكرأيامه، يشبه إلى حد كبير لاعبي أتليتكو مدريد، فيتميز بروح غير طبيعية وقوة بدنية هائلة، وتدخلاته قوية إلى درجة العنف المشروع مع مهارة القيادة، هي فعلاً مهارة وليست وظيفة، لأن اللاعب القائد تتوافر داخله جينات غير موجودة في أي لاعب آخر. ونجح الأرجنتيني في نقل صفاته المميزة إلى لاعبيه، ليصنع شيئاً من لا شيء، ويصبح الأتليتي أحد أباطرة أوروبا، وواحداً من كبار القارة العجوز، في السنوات الأخيرة.

ومع أداء اليوفنتوس بطريقة قوية، كبطل إيطاليا، فإن أتليتكو مدريد بذل جهداً مضاعفاً، حتى نجح في تسجيل هدف قاتل، وخطف الثلاث نقاط، لتشتعل المجموعة الأولى بين أربعة منافسين بنفس الرصيد، بعد مرور جولتين. والسر في ثنائية "ماندزوكيتش-توران" التي قتلت السيدة العجوز، وهزت شباك الجيجي بوفون أخيراً، بعد فترة طويلة من عذرية الشباك.

يعتبر الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، من نوعية المهاجمين الذي يتسبب في متاعب كبيرة لمدافعي الخصوم، بسبب قوته البدنية وعنفه الزائد، ومع سيميوني، أصبح اللاعب الجديد أقرب إلى المهاجم المتحرك وليس الهداف الثابت داخل منطقة الجزاء. تكتيك الـ Out and Out Striker في دلالة واضحة للمهاجم الذي لا يسجل أهداف كثيرة، لكنه يدافع ويضغط ويعود إلى الخلف، ويفتح الطريق أمام زملائه للتسجيل.

وقام التركي توران بدور البطل في فيسنتي كالديرون، واستعاد ذكريات نجم اليوفي السابق، بافل نيدفيد، الجناح العبقري الذي فعل كل شيء مع المستديرة، سواء بصناعة الأهداف أو تسجيلها، وبتحركاته المستمرة وعدم حصر لعبه على أطراف الملعب فقط. ونجح أردا في تكرار هذه الفكرة مع بطل الدوري الإسباني، يبدأ توران على الطرف، يأخذ ماندزوكيتش المدافعين، ليدخل الجناح الطائر إلى داخل منطقة الجزاء دون رقابة، ويسجل الهدف الثمين.

ليلة فينجر بامتياز
احتفل جمهور أرسنال قبل مباراة الليلة بذكرى مرور 18 عاماً على بداية رحلة الفرنسي القدير أرسين فينجر مع المدفعجية في الشمال اللندني، ورد داني ويلباك جزءاً من اختيار فينجر له، بتسجيله الهاتريك الأول له في مسيرته، وقيادة أرسنال للفوز بكل سهولة وأريحية على البطل التركي، المدعم بمجانين التشجيع، وسكان الركن المنسي من المدرجات.

فاجأ الأستاذ فينجر خصمه برانديلي بتشكيلة هجومية كاسحة، بتواجد رباعي صريح من صناع اللعب في الثلث الهجومي الأخير، مع تمركز ويلباك في الأمام، فاستفاد لاعب اليونايتد السابق بدعم غير محدود من جانب توليفة مختلفة من النجوم. ليشترك سانشيز مع داني في الهجوم بتبادل المراكز، وعمل خطورة حقيقية على مرمى الأتراك.

أما أوزيل فحصل على دور رئيسيّ كصانع لعب أمام منطقة الجزاء، يمرر الكرات ويصنع الفرص، ويترك مكانه في العمق لإتاحة الفرصة للإسباني كازورلا لعمل بعض الخطورة دون رقابة، مع تشامبرلين المنطق على الخط، والقائم بأعمال ثيو والكوت لحين عودته، لذلك سجل الأرسنال أربعة أهداف وكان يستطيع مضاعفة النتيجة.

أما برانديلي فراهن على جواد خاسر، لأن البرازيلي ميلو لم يؤد أدواره الدفاعية بشكل سليم، ولا يعتبر اللاعب من طينة نجوم الارتكاز القادرين على ربط الدفاع بالوسط والتحرك في المنطقة الحمراء بذكاء، وبالتالي فشل الفريق الضيف في مجاراة أصحاب الأرض، وظهر بصورة النادي المحلي الذي صدمته أضواء "التشامبيونز".

الغائب الأكبر
خسر فريق ليفربول أمام بازل، وبعيداً عن السقوط في سويسرا، خيّب "الريدز" آمال جماهيرهم حتى الآن في الموسم الحالي، ولم ينجح براندن رودجرز في صناعة توليفة جديدة تقوده إلى الانتصارات بالدوري والأبطال. ومع اللعب بماركوفيتش، ستيرلينج، كوتينهو، بالوتيلي في الهجوم، لعب هيندرسون في مركز قريب من جيرارد حتى لا يسقط الفريق في فخ الضغط ويُضرب بسهولة في المرتدات بسبب بطء الكابتن أثناء التحولات.

لكن افتقد الليفر إلى لاعب لا يذكره الجمهور كثيراً، إنه جوي ألين، الجندي المجهول في انتصارات بطل الميرسيسايد بالعام الفائت. فألين لاعب ذكي للغاية، مثال للقدرة التقنية في كرة القدم هذه الأيام. اختيار عبقري من رودجرز حينما راهن على هذا اللاعب، لأنه يمتاز بقدرة كبيرة على التمرير والاستحواذ، كذلك يضغط بشكل مثالي ويتمركز في المساحات الشاغرة داخل المستطيل الأخضر. هو باختصار اللاعب الذي يحتاجه أي فريق حديث ينافس على البطولات الكبيرة.

لذلك ليس فقط التميز بالكرة، بل دونها هو الأهم. مع قوته أثناء الحيازة وذكاءه في التحرك بدون قطعة الكرة. يستطيع أيضاً اللعب كلاعب ارتكاز مساند حول الدائرة بالإضافة إلى قوته في التمركز كريشة للوسط حينما تتحول طريقة اللعب إلى الدياموند، ومن منطلق المباريات الأخيرة، احتاج براندن إلى هذا النجم الذي يجيد ملء الفراغات وشغل المساحات داخل المستطيل الأخضر، وعودته من الممكن أن تداري بعض عيوب الحُمر هذا الموسم.

دلالات
المساهمون