لم ينجح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال خطابه في مسرح الجلاء، اليوم الأحد، في حرف الانتباه عن ممارسات نظامه وسوء إدراته للبلد. ورغم الوعود بتنفيذ مشاريع كبيرة وتقديم التعازي بالناشطة اليسارية شيماء الصباغ، بقي كلام زعيم الانقلاب في حدود الاستهلاك الإعلامي ولم يحقق أغراضه في خداع الشعب المصري.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير السياسي، أمجد الجباس، لـ"العربي الجديد"، أن "السيسي استمر في حديثه عن مشروعات ليس لها مدى زمنياً محدداً ليمنّي المواطنين بكلام معسول يجعلهم ينسون الواقع الأليم الذي يعيشونه من فشل على كافة المستويات في ظل غلاء الأسعار، وارتفاع سعر الدولار، وتدني مستوى الخدمات".
وأشار إلى أن "مشروع المليون فدان، الذي تحدث السيسي عن سعيه لتنفيذه والذي يحتاج إلى تمويل يصل إلى 280 مليار جنيه، هو حديث من أجل الاستهلاك الإعلامي، واستمرار في خداع المواطنين"، لافتاً إلى "عائق كبير للغاية يقف أمام تنفيذ هذا المشروع، وهو من أين سيأتي بالمياه اللازمة لزراعة هذه المساحة، في ظل أن مصر تعاني من فقر مائي، خاصة في ظل إقامة إثيوبيا لسد النهضة الذي تؤكد كافة الدراسات تأثيره على حصة مصر من مياه النيل".
وحول حديث السيسي عن الطرف مداعباً رئيس حزب "النور"، يونس مخيون، "قلنا من زمان بلاش إنتو"، في إشارة للإسلاميين، قال الجباس: "للأسف ممارسات السيسي هي التي تسببت في تفاقم أزمة الإرهاب، وبعد انقلاب الثالث من يوليو/ تموز باتت هناك قناعة لدى المتطرفين أنه لا سبيل إلا السلاح، حتى أنهم أصدروا بيانات كفّروا فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، وخرج البعض الآخر منهم معاتباً أصحاب الفكر الوسطي بأن نهجهم السياسي وصل بهم إلى السجون".
وبخصوص تقديم السيسي للعزاء في مقتل الناشطة شيماء الصباغ ومطالبته لوزير الداخلية بضرورة التوصل للجاني، أكد الباحث السياسي، أحمد التهامي، لـ"العربي الجديد"، أن هذا الكلام "لا يعدو كونه مغازلة سياسية لقوى اليسار والنشطاء الذين هددوا بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المطالبة بإقالة اللواء محمد إبراهيم"، مضيفاً أن "عزوف اليسار عن الانتخابات القادمة بالنسبة له مسألة حياة أو موت، وخاصة أنه سيكون من أهم المؤشرات التي سيتحرك الغرب على أساسها".