خبراء: استجابة العالم لا تواكب وتيرة انتشار إيبولا

20 أكتوبر 2014
قمة صحية عالمية لمواجهة إيبولا (DPA)
+ الخط -

قالت منظمات الإغاثة الدولية وخبراء الصحة، اليوم الإثنين، إن وتيرة انتشار فيروس إيبولا القاتل تفوق قدرة العالم على الاستجابة له، وطالبوا الدول الغنية بفعل المزيد من أجل مكافحة الوباء في غرب أفريقيا.

وفي إطار فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر العالمي للصحة 2014، تجمع الخبراء في برلين، اليوم الإثنين، في ندوة خاصة بعنوان "إيبولا، تحذير من أجل الصحة العالمية" لبحث التحديات أمام مكافحة المرض.

ووجه ممثلو المنظمات غير الحكومية ومنظمة "أطباء بلا حدود" انتقادات حادة إلى التأخر الشديد في الاستجابة للوباء.

وقال فلوريان فيستفال، مدير عمليات ألمانيا في منظمة "أطباء بلا حدود": "لن أخفي عليكم إنه في منظمة (أطباء بلا حدود) هناك شعور بالإحباط الشديد إزاء إخفاق المجتمع الدولي في مواجهة التحدي، الذي يشكله هذا الوباء. وذلك رغم المؤشرات الإيجابية التي شهدناها على مدار الأسابيع الأخيرة".

واعترف ممثلو الحكومة الألمانية ومنظمة الصحة العالمية بالتأخر في الاستجابة، ولكنهم قالوا إن ثمة تدابير ضرورية يجري اتخاذها من أجل مكافحة تفشي الوباء.

وقال فالتر ليندنير، المبعوث الخاص الجديد للإيبولا في الحكومة الألمانية، للمشاركين في الندوة: "كانت استجابة جميع الجهات في العالم، فيما عدا القليل من المؤسسات، متأخرة، ولكن الآن على الأقل ترون تحركا. وتتمثل المهمة ذات الأهمية الكبرى في تنفيذ ذلك بصورة منسقة، في الأمم المتحدة، في الاتحاد الأوروبي، بشكل ثنائي مع المنظمات غير الحكومية، الجميع في القارب ذاته، ونرغب جميعا في أن يتم تنفيذ ذلك بكفاءة".

وأشارت إثيل ديفيز، سفيرة ليبيريا في ألمانيا، إلى أن فيروس الإيبولا دفع البلاد إلى حالة من الجمود. وقالت: "الوضع سيئ للغاية. هناك أناس فقدوا وظائفهم، وأناس لم يعودوا يذهبون إلى الحقول، وأناس تركوا مدارسهم، هناك أشخاص يعيشون في خوف، وأشخاص مرضى وأشخاص يحتضرون، الوضع سيىء تماما الآن في ليبيريا".
ويعمل الاتحاد الأوروبي على جمع مليار يورو للمساعدة في مكافحة فيروس إيبولا في غرب أفريقيا، كما يسعى إلى التوصل إلى نهج مشترك في التعامل مع الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي المرض.

وافتتح وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، أسبوعا من المحادثات حتى يتمكن قادة دول اليورو من الاتفاق على مجموعة تدابير بحلول يوم الجمعة المقبل، والتي يتوقع أن تشمل تقديم مساعدات مالية واتخاذ إجراءات مشتركة وتوفير مرافق علاجية وتدريب للعاملين في مجال الصحة.

من جانبه، شدد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، على الحاجة إلى صندوق بقيمة مليار يورو، في أقرب وقت ممكن، وأنه لا توجد سوى فسحة ضئيلة للغاية من الأمل للتغلب على الفيروس، والحؤول دون انتشار هذا المرض، الذي لا يمكن السيطرة عليه ". وقالت هولندا إنها تستعد لإرسال فرقاطة إلى المنطقة لتقديم المساعدة.

وقال: " الطريقة الوحيدة لوقف انتشار المرض هي التأكد من عزل المصابين وبدء العلاج في مرحلة مبكرة".

من ناحية أخرى، تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بإيبولا إلى 4500 شخص، من بين تسعة آلاف إصابة بالمرض. ورغم إعلان كل من السنغال ونيجيريا دولا خالية من إيبولا، لا يزال الوباء خارجاعن السيطرة في سيراليون وغينيا وليبريا.

وقال وزير الخارجية الالماني، فرانك فالتر شتاينماير: "هذا الوباء المنتشر في دول غرب أفريقيا الثلاث، غينيا وسيراليون وليبيريا، مأساة إنسانية كبيرة".

في السياق ذاته، تمكنت الممرضة الإسبانية المصابة بفيروس إيبولا في أثناء علاج المبشر العائد من غرب أفريقيا، من التغلب على الفيروس بعد نحو أسبوعين من العلاج في مدريد.

ووفقا لنتائج التحاليل، التي كشفت عنها الحكومة الإسبانية، مساء الأحد، اختفى أي أثر لفيروس إيبولا في دماء تيريزا روميرو، 44 عاما، التي يعتقد أنها أول شخص يصاب بالإيبولا عبر الاتصال المباشر، خارج غرب أفريقيا في التفشي الحالي.

وقال خوسيه مانويل جارسيا مارجالو، وزير الخارجية الإسباني: "أزف أليكم نبأ تحسن حالة الممرضة تيريزا روميرو. الأمر الثاني هو أن خمسة عشر شخصا آخرين لم تظهر عليهم أية أعراض، ولذا حالتهم تسير بشكل جيد. الخبر الجيد الثالث هو أن المسودة الختامية لمؤتمر اليوم تصب في صالحنا."

وارتفعت حصيلة القتلى تأثرا بالإيبولا إلى أكثر من 4500 شخص من بين 9000 مصاب، وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية.

المساهمون