يقول المتخصصون إن تجميع معلومات وأدلة عديدة، من أمهات يمكن أن تثبت وجود علاقة محتملة بين الإصابة بالفيروس الذي ينقله البعوض، وولادة أطفال يعانون من صغر حجم الرأس، لا يزال يستلزم مزيدا من تحري الدقة والصبر.
وبدأت العدوى الحالية بزيكا عام 2015 في البرازيل، وانتشرت منها إلى أكثر من 20 دولة في الأميركيتين، حيث رصدت في البرازيل وحدها أكثر من 500 حالة صغر حجم الرأس خلال الأشهر القليلة الماضية، ويرى العلماء أن معظم الحالات مرتبطة بزيكا.
أسباب واحتمالات
ولا يختلف أخصائي علوم الفيروسات بجامعة كوينزلاند بأستراليا، أيان ماكاي، مع الرأي القائل بأن البرهنة على العلاقة السببية بين الفيروس وتشوهات المواليد من عدمه "سيستغرق وقتا طويلا".
ومن المعروف أن صغر حجم الرأس مرتبط ببعض الأمراض الطفيلية والبكتيرية علاوة على الحصبة الألمانية (روبيلا) والهربس (القوباء) والإيدز والتعرض لمواد كيمائية منها الزرنيخ والزئبق والكحول والإشعاع.
وحتى يتيقن العلماء أيضا من أن فيروس زيكا هو الجاني يتعين على العلماء البحث في العلاقة بين احتمالات هذه الاشتباهات المختلفة، وأن يكونوا على يقين من ألا يتجاهلوا الاحتمالات غير المعروفة.
قال ماكاي "إنه كم هائل من الجهد لكن الدراسة الرصينة هي تلك التي تستغرق عاما أو أكثر، والتي تقوم بتجنيد مجموعة من أمهات المستقبل قبل عدة أشهر من حملهن مع إخضاعهن لدراسة دقيقة متأنية حتى موعد ولادتهن".
أدلة متزايدة
وجد الباحثون فيروس زيكا في أنسجة المخ وفي السائل الأمنيوسي حول الأجنة وفي الأجنة الميتة التي تعاني من حالة صغر حجم الرأس ممن أصيبت أمهاتهم بزيكا خلال الحمل.
لكن كل ذلك لا يكفي للبرهنة على علاقة السببية غير أن فاوتشي مدير المعهد القومي الأميركي للحساسية والأمراض المعدية يرى أن "جبالا من الأدلة المتزايدة تتراكم ما يدلل على وجود علاقة مباشرة".
يقول مسؤولون أميركيون إن نتائج مبدئية لحالتين من دراسات المقارنة ستظهران في مايو/ أيار القادم.
وذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان طارئ في أول فبراير/شباط إن ثمة رابطة بين زيكا وصغر حجم الرأس، فيما عبرت عن أملها بظهور بعض المعلومات في غضون أسابيع، لكن الأمر قد يصل إلى ستة أشهر "قبل القول الفصل بقدر من اليقين".
اقرأ أيضا: الصحة العالمية: تفشي فيروس زيكا سيزداد سوءا
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
