تعرف عن مجاور جولاته الدائمة في مناطق متفرقة من شمال سيناء، ضمن عمله؛ سواءً في قيادة الجيش الثاني الميداني أو كنائب لرئيس الاستخبارات الحربية، ويتمتع بعلاقات جيدة مع الكثير من الشخصيات السيناوية من مختلف الفئات، كنواب في مجلس الشعب أو رجال أعمال، أو سياسيين، وكذلك الحال علاقاته المميزة ببعض مشايخ القبائل والمسؤولين الحكوميين في المحافظة. وقد حافظ على هذه العلاقات الجيدة على مدار السنوات الماضية رغم الظروف الصعبة التي عاشتها سيناء جراء العمليات العسكرية للجيش المصري منذ الانقلاب العسكري في صيف عام 2013.
ويقول أحد مشايخ سيناء الذين كانت تربطه علاقة باللواء مجاور قبل سنوات، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه حين يجلس مع أبناء سيناء باختلاف مسمياتهم يشعرهم كأنه في صفهم، ولا يقبل بما يجري لهم من تجاوزات من قبل قوات الأمن، ويظهر بثوب الداعم للمواطنين السيناويين، مع دعوته المتكررة إلى التصدي لكل من تسبب في تحويل حياتهم إلى جحيم، في إشارة إلى المجموعات المسلحة، وفي مقدمتها تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش".
ويضيف الشيخ القبلي الذي رفض الكشف عن اسمه أن "مجاور كان يكلّف عدداً من الضباط في محيطه للتواصل الدائم مع المشايخ والنواب والتجار في نطاق محافظة شمال سيناء على مدار السنوات الأخيرة، وحتى في مراحل سابقة لتوليه قيادة الجيش الثاني الميداني، إذ كان مهتماً بأمور سيناء دوناً عن بقية قادة الجيش الذين يرون في هذه المنطقة مسؤولية ثقيلة يتهرّبون منها. وقد كان لهذه العلاقات دور بارز في إيجاد ظاهرة "المناديب" (المخبرين) العاملين لصالح الاستخبارات الحربية، والذين عمِلوا على مدار الأشهر الماضية على تزويد الجيش واستخباراته بالمعلومات اللازمة كافة لسير العملية العسكرية بصورة ناجحة".
وبناءً على خبرة اللواء مجاور في تجنيد "المناديب" والمتعاونين من المواطنين في سيناء، عبر ضباط ميدانيين يعملون تحت إمرته، وتحت غطاء علاقاته بالشخصيات المعروفة في المحافظة، الذين يعرف بعضهم بالعمل العلني لصالح الجهات الأمنية المصرية، ومنهم مشايخ قبليون مشهورون في سيناء، ينظمون عمل "المناديب"، كان يمكن سدّ الفراغ المعلوماتي الحاصل لدى جهاز الاستخبارات الحربية في الجيش المصري من جهة، وقيادة الدولة للاطلاع المباشر على سير عمليات الجيش بعيداً عن عمليات التجميل التي تُجرى للتقارير الواردة عن الوضع الأمني في سيناء من جهة أخرى، خصوصاً في ظلّ العلاقة الجيّدة التي تربط مجاور بالفريق محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وولائه الواضح للرئيس عبد الفتاح السيسي.
إلى ذلك، يقول باحث في شؤون سيناء لـ"العربي الجديد"، إنّ "التغيير المفاجئ في قيادة الاستخبارات الحربية لم يأتِ من فراغ، سواء على صعيد المنصب، أو الشخصية التي تولته. فالرئيس عبد الفتاح السيسي خبير في شؤون الاستخبارات الحربية بصفته قائداً سابقاً للجهاز، ولا يمكن له أن يختار شخصية عشوائية لملء هذا الفراغ في توقيت حساس تمر فيه سيناء، مع اقتراب نهاية عام 2018 الذي أراد السيسي أن يكون قد تمّ في خاتمته القضاء على تنظيم ولاية سيناء. وكذلك بعد أكثر من عشرة أشهر على بدء العملية العسكرية الشاملة التي سميت سيناء 2018". وكان السيسي قد أمر باستخدام "القوة الغاشمة" بهدف السيطرة على سيناء، إلا أن ذلك لم يحدث، مما دفعه لتغيير قائد أركان الجيش المصري محمود حجازي، والآن تغيير قائد جهاز الاستخبارات الحربية، في محاولة منه لإنهاء حالة الضعف الأمني والعسكري في سيناء.
وكان مجاور قد شغل منصب الملحق العسكري بسفارة مصر في واشنطن. أمّا الشحات، الذي تمّت إطاحته، فكان قد تولى قيادة اللواء 12 مشاة ميكانيكي، ثمّ عيّن ملحقاً للدفاع في المملكة العربية السعودية، ثمّ قائداً للفرقة 16 مشاة في الجيش الثاني الميداني، ثم تمت ترقيته إلى رتبة لواء، وعمل مساعداً لمدير إدارة الاستخبارات الحربية والاستطلاع، ثم رئيساً لأركان الجيش الثاني الميداني، ثم قائداً له خلفاً للواء أركان حرب أحمد وصفي.