قصة المالاوية، فينيس ليبانغا، بدأت عندما عرضت عليها الدبلوماسية، جين كامبالامي، التي عملت لديها مدبرة منزل في مالاوي منذ 2002، أن تنتقل معها إلى الولايات المتحدة، بعد تلقي الأخيرة عرض عمل في سفارة بلادها في واشنطن عام 2004.
تقول ليبانغا لمؤسسة "تومسون رويترز" في مقابلة عبر الهاتف نشرتها أمس الإثنين: "كنت متشوقة للغاية، لأنها (كامبالامي) وعدتني بأنني سأتمكن من متابعة دراستي في أميركا، وأنها ستساعدني في العثور على وظيفة أخرى".
وأوضحت فينيس ليبانغا أنها وقعت عقداً مكتوباً باللغة الإنكليزية، التي لا تتقنها جيداً ولم تفهم كل ما هو وارد فيه، أنها تقبض راتبا شهرياً قدره 980 دولاراً مقابل عمل 35 ساعة أسبوعياً، كما أن ساعات العمل الإضافي مدفوعة.
الواقع الذي واجهته ليبانغا كان مغايراً لنص العقد تماماً، لأنها خلال الأشهر القليلة الأولى من عملها في منزل كامبالامي في واشنطن لم تتلق أي راتب، ثم دفعت لها مستخدمتها ما بين 100 و180 دولاراً في الشهر. وتابعت "كنت أعمل في أغلب الأيام من الساعة 5.30 صباحاً وحتى الحادية عشرة ليلاً".
ووفقاً لمنظمة العمل الدولية، فإن نحو 21 مليون شخص هم ضحايا العمل القسري في العالم، 1.5 مليون منهم يعملون قسراً في الدول الغنية ومنها الولايات المتحدة، وأكثر من نصفهم من النساء والفتيات.
وأضافت ليبانغا: "عام 2006 ثبتت كامبالامي قفلا على باب المنزل، وصرت سجينة البيت طوال الوقت"، متابعة: " كانت تتنصت على مكالماتي مع أسرتي، وتفصل الخط عند مغادرتها البيت". وقالت أيضاً: "كانت تذكرني دوما بأنني غير قادرة على توريطها لأنها تعمل في السلك الدبلوماسي، وأنا كنت أصدق ذلك".
وتضمنت الدعوى القضائية التي رفعتها ليبانغا ضد مستخدمتها أنها تعرضت للأذى النفسي، والإهانة أمام الزوار، وتهديدها بالترحيل.
— Thomson Reuters Fdn (@TR_Foundation) ٢٨ نوفمبر، ٢٠١٦ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
الهروب
تمكنت ليبانغا من الهرب عام 2007، وقالت: "كنت أعتقد أنني سأموت لو بقيت في البيت، وسيرمون جثتي في النفايات". وتابعت "سرقت جواز سفري، وعقد العمل، عندما كانت الأسرة خارج البيت، وهربت صباحاً عندما كانوا نائمين جميعهم".
في المستشفى جرى تشخيص إصابة الخادمة الهاربة بمرض السل والاكتئاب، والتي مرت سنوات على مرضها دون علاج.
وأوضحت أنها حصلت عام 2009 على تأشيرة T التي تصدر لضحايا الاتجار بالبشر، بمساعدة محامي المصلحة العامة لحقوق الإنسان، وعلى الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة عام 2011.
رفعت ليبانغا شكوى مدنية ضد كامبالامي في ولاية ميريلاند عام 2014، كما أرفقتها بطلب سجن مستخدمتها بسبب كذبها المتعمد واضطرابها العاطفي.
وأصدر القضاء حكماً غيابيا ضد كامبالامي، التي لم تحضر ولم تتجاوب مع القضية المرفوعة ضدها. وأقرت لها المحكمة تعويضاً قدره مليون و100 ألف دولار.
— HTProBono (@HTProBono) ٢٥ نوفمبر، ٢٠١٦ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ونتيجة الدعوى، غادرت الدبلوماسية المالاوية الولايات المتحدة عام 2012، وعينت مفوضة سامية لبلدها في زيمبابوي وبوتسوانا، في حين أشارت سفارة مالاوي في زيمبابوي لمؤسسة "تومسون رويترز" بالبريد الإلكتروني أن كامبالامي لم تعد تعمل في البعثة الدبلوماسية حاليا.
ليبانغا تعمل حاليا مع مركز قانوني غير ربحي لمكافحة الاتجار بالبشر، في مقره الرئيسي في واشنطن، معربة عن أملها في تشجيع غيرها من الضحايا على السير قدماً في الدفاع عن أنفسهم. وقالت: "ما حدث لي يحدث لغيري، أريد مساعدتهم وكسر حصانة الدبلوماسيين".
من جهتها، أوضحت المحامية، لندساي ريمشوسيل، أن البحث جارٍ عن خيارات أخرى من أجل تنفيذ الحكم بحق الجانية جين كامبالامي.
يشار إلى أن خادمة أثيوبية رفعت العام الماضي دعوى قضائية ضد رئيس منظمة الصحة العالمية في تايلاند وزوجته، بعد تعرضها للضرب والاستعباد، وسويت القضية خارج المحكمة.
(العربي الجديد)