خاتمي يدعو للانسجام الداخلي ويشيد بنتائج الانتخابات الإيرانية

08 مارس 2016
خاتمي يشيد بالعملية الانتخابية ويدعو للتماسك (فرانس برس)
+ الخط -

اعتبر الرئيس الإصلاحي السابق، محمد خاتمي، أن الجميع ربحوا خلال الانتخابات التشريعية، وانتخابات مجلس خبراء القيادة، التي جرت أخيرا في إيران، مضيفا أنه لا يجب على أي طرف أن يشعر بالخسارة، ولا سيما أن كل التيارات والأطراف السياسية تشعر برضا نسبي عن العملية الانتخابية الأخيرة.

وفي تصريحات نشرتها بعض المواقع المحسوبة على الإصلاحيين، ذكر خاتمي، خلال اجتماع مع اللجنة الاستشارية، أن الأمل الذي يشعر به المجتمع الإيراني، في الوقت الراهن، يصب في صالح النظام، مؤكدا أنه وحلفاءه يقفون مع النظام الإيراني وداخل دائرته، كما دعا إلى تحقيق تفاهمات داخلية، وفتح صفحة جديدة، والسماح للكل بالمشاركة في العملية السياسية.

وقال خاتمي إنه يأمل من البرلمان القادم اتباع سياسات عقلانية، حيث يستطيع كل من الإصلاحيين والمحافظين اتخاذ خطوات بناءة لتصب في مصلحة الداخل بالدرجة الأولى، وعلى الحكومة الحالية أن تعمل لتحقيق وعودها المرتبطة بتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، حسب قوله.

اقرأ أيضا: إيران: أبرز الفائزين والخاسرين في الانتخابات التشريعية

وانتقد خاتمي الأجواء الأمنية في الداخل، قائلا إنها لا تخدم البلاد، كما اعتبر أنه من الضروري ألا يفكر أي طرف من الأطراف الداخلية بالانتقام، مشددا على أن "حفظ النظام أمر مهم، ويجب تقديم الشكر للمعنيين، وللمرشد الأعلى، علي خامنئي، على تحقيق هذا الأمر".

كما ذكر الرئيس السابق أن كلا من مير حسين موسوي، وزوجته زهرا رهنورد، ومهدي كروبي، وهم جميعا يخضعون للإقامة الجبرية بسبب احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009، تحدثوا عن نيتهم بالمشاركة في الاقتراع خلال الانتخابات الأخيرة، "ما يعني تأييدهم للنظام والقائمين على الانتخابات، وهو ما شجع فئة من المجتمع على الادلاء بأصواتها أيضا".

تأتي تصريحات خاتمي هذه بعد تحقيق الإصلاحيين والمعتدلين من المحافظين لانتصار كبير في دائرة العاصمة طهران، في كلا من الاستحقاقين الانتخابيين.

وكان المتحدث ذاته قد ظهر في رسالة مصورة قبل الاقتراع، دعا فيها المواطنين إلى الخروج والمشاركة في العملية الانتخابية، وكان نداؤه عاملا مؤثرا في شريحة كبيرة كانت قد قاطعت الانتخابات التشريعية قبل أربعة أعوام، في خطوة دلت على استمرار احتجاج الموالين للإصلاحيين على النتائج التي أفرزتها احتجاجات الحركة الخضراء، والتي أعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009.

وقد صدر قرار قضائي، قبل عدة أشهر، يمنع تصوير أو نقل تصريحات على لسان خاتمي في كل مواقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، قبل أن يشير الرئيس، حسن روحاني، خلال مؤتمره الصحافي الأخير الذي عقده الأحد الماضي، إلى أنه قرار غير صادر عن مجلس الأمن القومي، قبل أن يعلق المتحدث باسم السلطة القضائية، محسن اجه اي، بدوره، لاحقا بالقول إن قرار المنع قانوني، و"يأتي ضمن إطار توصيات صادرة عن مجلس الأمن القومي، وحتى لو لم يكن هناك قانون واضح من مجلس الأمن بهذا الصدد، لكن محكمة طهران لديها الصلاحيات بإصدار أمر من هذا النوع، وهو ما يجعله قانونا يجب تطبيقه". 

اقرأ أيضا: إيران: تحوّلات البرلمان ومجلس خبراء القيادة بعد الانتخابات

وفي ما يتعلق بالانتخابات الأخيرة أيضا، قال رئيس لجنة صيانة الدستور، أحمد جنتي، خلال كلمة ألقاها اليوم في الاجتماع الأخير لمجلس خبراء القيادة بدورته الرابعة، إن بعض الأطراف حاولت تعقيد وتخريب انتخابات الخبراء، وهو أمر يتطلب التدقيق والتمحيص، معتبرا أن "محاولة إضعاف نظام ولاية الفقيه يضر بالبلاد، التي تعيش في ظروف أفضل من كل الدول التي تحيط بها".

يذكر أن جنتي، المرشح عن التيار المحافظ في انتخابات الخبراء، حصل على مقعده في المجلس الجديد، بعد أن حل في المرتبة السادسة عشرة والأخيرة في مدينة طهران، ويعد مسؤولا عن لجنة صيانة الدستور، التي تمتلك صلاحية منح الأهلية للمرشحين، أو تقرر استبعادهم من الاستحقاقات الانتخابية في البلاد.

كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، والذي حل في المرتبة الأولى في انتخابات الخبراء عن دائرة طهران، قوله، اليوم أيضا، إن "المتشددين كلفوا البلاد ثمنا كبيرا منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وحتى اليوم، وحاولوا بخطابهم التحكم بمراكز صنع القرار في البلاد"، حسب رأيه.

واعتبر رفسنجاني أن دراسة لجنة صيانة الدستور، المكونة من 12 عضوا، لطلبات 12 ألف شخص سجلوا أسماءهم للترشح للانتخابات، وإنهاء العملية خلال أيام محدودة، هو ما أثار الانتقادات ضدها، وجعل كثيرين غير مقتنعين بالنتائج.

وعاد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام للتعليق على استبعاد حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية، حسن الخميني، من سباق الخبراء، وقال إن "البعض حاولوا استغلال الأمر سياسيا، ولكن هذا لا ينفي أن حسن الخميني شخصية تستحق الاحترام، وتمتلك مواصفات مميزة".

اقرأ أيضا: مواقع ووكالات إيران تركز على حوار"العربي الجديد" مع صالحي

المساهمون