حيوانات "غابة الجنوب" قضت جوعاً في غزة

01 فبراير 2015
حيوانات نفقت من الجوع في غزة(GETTY)
+ الخط -
للوهلة الأولى، يُخيّل للزائر إلى حديقة حيوان "غابة الجنوب"، في قطاع غزة، أنه في متحف للحيوانات المحنّطة، لكنه سرعان ما يكتشف أن ما يراه ليس سوى "جيف" حيوانات، قضت جوعاً.

فقد حرم القصف الإسرائيلي المكثف والعنيف، لمحيط الحديقة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، صيف العام الماضي، مالكها والعاملين فيها من الوصول إليها، للاعتناء بالحيوانات وإطعامهم، ما أدى إلى نفوق عدد كبير منها، وتكبد مالكها خسائر فادحة.

والمفارقة أن هذه "الفاجعة"، التي لحقت بمالك الحديقة، تتكرر معه للمرة الثالثة، حيث خسر العديد من الحيوانات، خلال الحربين اللتين شنتهما إسرائيل على قطاع غزة، عامي 2008، و2012.

ويقول محمد عويضة، مالك الحديقة "افتتحت الحديقة كمشروع خاص عام 2007 مع بداية الحصار الإسرائيلي للقطاع، وخلال الحرب الأولى عام 2008، لم نستطع الوصول للحديقة، بفعل القصف الإسرائيلي العنيف، ومات كثير من الطيور والحيوانات باهظة الثمن جوعاً، وبفعل أصوات الانفجارات والشظايا التي تتناثر من الصواريخ ورائحة الدخان المتصاعد بعد القصف".

وأضاف عويضة "أعدنا افتتاح الحديقة، وأدخلنا حيوانات جديدة، لنفاجأ بحرب 2012، حيث ماتت أيضا الكثير من الحيوانات والطيور، لنفس السبب". ومع بدء الحرب الأخيرة، بدأت في يوليو/تموز 2014، واستمرت 51 يوماً، لم يستطع عويضة الوصول للحديقة، ما أدى لنفوق الكثير من الحيوانات جوعاً.

وتابع "خلال الحرب زرت الحديقة مرة واحدة، بشكل خاطف، فوجدت كثيراً من الحيوانات خارج أقفاصها، وبعضها ميت، وعدنا بعد الحرب، وصدمنا المشهد، فالروائح الكريهة لا تُطاق من جثث الحيوانات التي نفقت جوعًا". واستطرد "نفق حوالي 30 صنفاً من الحيوانات من أصل 40 صنفا".

وعدّد خسائره قائلاً" فقدت أسداً، ونمراً، وسبعة غزلان، وخمسة من طيور النعام، وحيّتين، وأربعة من حيوانات النيص، وحيوان لاما، وأربعة تماسيح أميركية، وذئبين، وأربعة من طيور البشروش، و10 قرود، وضبعين".


ولفت إلى أن محيط الحديقة الواقعة في مكان ريفي، تعرض لعدد كبير من الغارات الجوية الإسرائيلية، ما منعه من الحضور إليها لإطعامها. وقدر عويضة خسائره، بنحو 150 ألف دولار أميركي. ويزيد من خسائره قلّة عدد زائري الحديقة بعد فقدان الكثير من الحيوانات النزيلة فيها.

وأشار إلى صعوبة إحضار حيوانات جديدة للحديقة بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، بالإضافة إلى عدم توفر المال الكافي لديه. ولم يتبق لدى عويضة في حديقته سوى نمر، وبعض الصقور التي تم اصطيادها محليًا، وقطط، وقرود، وحصان، وحيوان لاما، وغزالة، وزوج بجع، وبعض الطيور التي تُربى محليًا".

وأبقى مالك الحديقة، على الحيوانات النافقة، بعد أن وضع عليها مادة مخصصة لحفظ أجسادها، كي تظل شاهداً على ما لحق بها من خسائر.

ويقول عويضة، إنه عرض الحديقة للبيع، كي يوقف ما أسماه "نزيف خسائره"، إلا أنه لم يجد مشترياً حتى الآن.

ويوجد في قطاع غزة، عدة حدائق حيوان صغيرة، ومتواضعة، (غير حكومية) أنشأت غالبيتها خلال العشر سنوات الماضية، وتم جلب الحيوانات النزيلة فيها، عبر الأنفاق مع مصر، بحسب قائمين عليها. ووفقًا لإحصائيات رسمية لوزارة الزراعة الفلسطينية، فإن قيمة الخسائر في قطاع الثروة الحيوانية، بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وصلت إلى 40 مليون دولار أميركي.