حين يُفتح الهواء لـ"البذاءة" و"الذكورية": الإعلامي اللبناني أبوفاضل يشتم النائبة يعقوبيان

02 أكتوبر 2018
بولا يعقوبيان نائبة وإعلامية (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
أسبوعٌ مرّ على فضيحة إنزال رُكّاب طائرة لبنانية تابعة لشركة "ميدل إيست" (طيران الشرق الأوسط) بحجّة حاجة رئيس الجمهوريّة إليها للسفر إلى نيويورك للمشاركة في فعاليات جمعية الأمم المتحدة، لكنّ تبعاتها لا تزال مستمرّة.

أولاً، لم يعرف اللبنانيون، حتى اليوم، ما الذي حصل بالضبط في ملفّ الطائرة: لماذا تم إخراج الركاب منها؟ هل تمّ فعلاً استخدامها أم كانت للحالات الاضطراريّة؟ ماذا حلّ بالمسافرين جميعاً؟ وخطأ مَن هذا، ومن يتحمّل مسؤوليّته؟ كُلّ هذه أسئلة لا تزال بحاجة إلى أجوبة، لكنّ طرحها يُعدّ إثماً لمؤيّدي "العهد القوي"، كما يحلو لفريق الرئيس ميشال عون القول.

وإثم طرح مثل هذه الأسئلة يستدعي إهاناتٍ بدل الأجوبة لهؤلاء أيضاً. وهو ما حصل في حالة المحامي والمحلل السياسي والإعلامي، جوزيف أبو فاضل، وهو من أشدّ المؤيدين لعون والمدافعين عن فريقه السياسي. فعلى قناة "أو تي في" التابعة للتيار الوطني الحرّ، وهو بدوره الحزب السياسي للرئيس (يرأسه اليوم صهر الرئيس، وزير الخارجية جبران باسيل)، وجّه أبو فاضل شتيمةً للنائبة اللبنانية، الإعلامية، بولا يعقوبيان، رداً على تغريدةٍ سألت فيها "بيّ الكلّ، نزّل الكل وطار؟". (وبي الكل أو "والد الجميع" هو لقبٌ يُطلقه مؤيدو عون عليه منذ وصوله للقصر الجمهوري).

ما قاله أبو فاضل يدخل أيضاً في سياق الردّ الذكوري "الكليشيه" على المرأة عندما "تتجرّأ" على الحديث في السياسة والقضايا الاجتماعيّة: اتّهامها في ما يُسمّى "شرفها" في محاولةٍ لقمعها ومنعها عن التداول السياسي والحياتي، وهو ما يتكرّر في كلّ مرّة، حول العالم.

ويتحفظ "العربي الجديد" عن كتابة مضمون الشتيمة، لما تحمله من إهانة للمرأة والإعلام والرأي العام.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ أبو فاضل سافر مع الوفد الرئاسي إلى نيويورك، والذي تضمّن قرابة الـ50 شخصاً.




كلامُ أبو فاضل الذي رافقه ضحكُ المذيع، جاء مع تهديد بالمزيد من الإهانات لمن "يتعرّض" للرئيس، فبالنسبة له، مساءلة الرئيس وفريقه أمرٌ مُحرّم. ما استدعى ردود فعلٍ واسعة من قبل المواطنين اللبنانيين، على مواقع التواصل الاجتماعي. فالطبقة السياسية بقيت أيضاً صامتة، بالرغم من أنّ مَن وُجّهت لها الشتيمة نائبة عن الشعب اللبناني.

وقالت يعقوبيان في حديث صحافي إنّها سوف تلجأ للقضاء، مؤكدةً أنّ تغريدتها لم تتضمن تطاولاً بل هي سؤال سياسي فقط، معتبرةً ما صدر عن أبو فاضل لا يليق بالإعلام واحترام حقوق الإنسان.

وكتبت على "تويتر": شكرا لكل الأصوات الجميلة المنددة بالتعرض للمرأة. فيه حدا مستغرب كيف ولا سياسي استنكر الإساءة التي تعرضت لها.. هذا شرف إضافي ولا يهمني إلا الناس الواعية على حقوقها ومدركة لقيمتها #بالأخلاق_نسمو #بكفي #لبنان_هولاء".

وقالت الإعلامية ديما صادق، والتي تتعرّض لتنمّر مستمرّ على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مواقفها السياسية، إنّها أوقفت استضافة أبو فاضل تضامناً مع يعقوبيان. وكتبت "السيد رئيس الجمهورية، تحية وبعد. هل تقبل أن يتم الدفاع عنك وعن عهدك بهذا الأسلوب؟ هل هذه اللغة يتبناها العهد؟ إذا لا فنحن نطالب كمواطنين بأن تتنصلوا منها و تصونوا كراماتنا. ولكم منا فائق الشكر".

وكتب جهاد بزي: "جوزيف أبو فاضل من الرخويات. كائن هلامي لزج لا هيكل عظميا له، معجزته الفريدة من نوعها أن الكلام ينزل من وجهه بدون إرادته. تشجعه، لا شك، مخلوقات على شكله، ترى فيه مهرجا مسليا..."

وقالت حياة مرشاد ‏"هالرد المقزز لجوزيف أبو فاضل على موقف سياسي للنائبة بولا يعقوبيان ليس إلا نموذجا من الخطاب الذكوري المريض الذي نسمعه يوميا ضد أي امرأة تعبر عن موقف سياسي أو عام. حان الوقت لوضع حد لهذه الخطابات الأبوية العفنة الهادفة إلى إسكات النساء وإبعادهن عن الحيز العام بالسطوة والعنف الذكوري والأبوي. ممنوع بعد اليوم التطاول على أي امرأة وعلى جسدها وكرامتها وحقوقها وحياتها الشخصية! خلصنا بقا!".

وكتب علي رباح "المشكلة ليست بكلام أبو فاضل، فهو سخيف وبوق رخيص! المشكلة الصغرى أن المُحاور في قناة OTV ضحك له! المشكلة الكبرى أن أبو فاضل مثّل لبنان في الأمم المتحدة، أكبر وأهم المحافل الدولية، ضمن وفد العهد!".

وغرّدت ديانا مقلّد "النماذج الرثة تستخدم الشتيمة والبذاءة خصوصا تجاه النساء وتعجز عن قول فكرة ذات معنى. جوزف أبو فاضل وعبر شاشة الرئيس تفوه ببذاءات بحق بولا يعقوبيان وبحق صحافيات. هذا الشخص رافق عون إلى نيويورك وهو ضيف دائم على شاشته، إذا هو لسان العهد وخير معبر عن طريقة تفكيره ونظرته تجاه المرأة".

وقالت جويل بطرس "بحياة مثالية، جوزيف أبو فاضل ما إلو محلّ على أي وسيلة إعلامية. وبحياة مثالية كمان، رواد ضاهر (مقدم البرنامج عل otv) بيعتذر لأن لاقى تعليق أبو فاضل المريع كتير بيضحّك".