تجارب الأسرى المحررين وعائلاتهم تتحوّل هي نفسها إلى عنصر دعم أساسي لعائلات ونساء أسرى آخرين من فلسطينيي الداخل
أطلقت جمعية "كيان"، وهي تنظيم نسوي من فلسطين الداخل، مشروع "نساء من أجل الأسرى"، بالمشاركة مع "المؤسسة العربية لحقوق الإنسان". والمشروع عبارة عن دورة تدريبية تهدف إلى المساهمة في رفع الوعي تجاه قضايا الأسرى السياسيين من فلسطينيي الداخل العربي المحتل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ووضع حد لانتهاكات حقوقهم، ودعم ومساندة نساء وعائلات الأسرى.
يقبع في السجون الإسرائيلية نحو 90 أسيراً سياسياً، من بينهم أربع أسيرات، اعتقلت ثلاث منهن في الشهرين الماضيين، لينضممن إلى عميدة الأسرى لينا جربوني التي تمضي عامها الخامس عشر خلف القضبان.
تشارك في الدورة 20 امرأة، بينهن قريبات أسرى وناشطات حقوق إنسان ومحاميات وطبيبات. وعن ذلك، تقول مديرة المشروع من جهة جمعية "كيان"، حنان خطيب: "المشروع ريادي نسائي بحت، وهي المرة الأولى التي يجري فيها تناول قضايا قريبات وعائلات الأسرى. دائماً يجري تسليط الضوء على الأسرى وحدهم من دون عائلاتهم". تضيف: "في الدورة، تنظّم السيدات المشاركات لقاءات مع نساء وعائلات الأسرى، بالإضافة إلى ورش عمل، ونؤمّن لهم مساحة تعبير عن مشاعرهم، والحديث عن تجاربهم المختلفة ومعاناتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية". كما تشمل ورش العمل محاضرات مع أسرى محررين.
تقول خطيب إنّ "الأم والأخت والزوجة والإبنة هن الأهم في حياة الأسير". وتشير إلى أنّ من المشاركات في الدورة طبيبة كانت تعمل في مستشفى إسرائيلي وفصلت من عملها بسبب تعاملها الإنساني، وهو واجبها، مع أسير مضرب عن الطعام.
تضيف: "منذ اللقاءين الأولين تبيّن لنا أنّ قضية أسرى الداخل غير متناولة بالشكل المطلوب. فزيارات الأسرى تؤثر على العائلات نفسيا كثيراً، خصوصاً بالنسبة لصعوبات السفر والتنقل والتفتيش المهين الذي يمارسه السجانون عليها. كذلك تتأثر العائلات بإضراب الأسرى عن الطعام، فهي ترفض الطبخ في المنازل تضامناً مع أبنائها وبناتها".
تتابع خطيب أنّ هناك بعض الأمور تنعكس سلباً على النساء، خصوصاً في عائلات الأسرى. ومن ذلك صعوبة تحقيق طموحات الدراسة والزواج، والتدخل في حياة زوجات الأسرى أو بناتهن، والتضييق عليهن، خصوصاً في المجتمعات القروية.
من جهتها، تقول مديرة المشروع من جهة "المؤسسة العربية لحقوق الإنسان" في الناصرة، سمر عزايزة: "تتولّى مؤسستنا تحديداً في هذه الدورة، مهمة رفع الوعي بخصوص قضايا أسرى فلسطين الداخل من الجهة الحقوقية. أما جهة الدعم فتتولاها جمعية كيان".
تضيف: "عملنا سابقاً في مشروع كتاب لكلّ أسير، وهو مشروع يدعم تثقيف الأسرى. واليوم نتناول في ورش العمل كلّ مرة موضوعاً محدداً. من ذلك على سبيل المثال، قضية الاتصال بين الأسرى وعائلاتهم مع شرح وعرض حقوقهم كعائلات وأسرى معاً، والتطرق إلى التضييقات التي يتعرضون لها، من منعهم إدخال كتب، ومنع اللقاءات الوجاهية بين العائلات والأسرى، والسماح بها فقط من خلال جدار زجاجي. وسنختتم ورش العمل هذه بلقاء مع مؤسسة الضمير في رام الله من أجل تأمين تواصل عائلات أسرى الداخل مع عائلات أسرى الضفة الغربية، في ما يمثل تواصلاً بين أبناء وبنات الشعب الواحد".
بدورها، تشارك ابنة الأسير المحرر يوسف شكيب أبو جبل، من مجدل شمس، الذي اعتقل طوال 22 عاماً، ميادة أبو جبل، في المشروع. تقول: "منذ ولادتي لم أعرف أبي. فقد كان أسيراً، وكانت علاقتي به دائماً أشبه برحلة. كانوا يأخذونني إلى السجن لزيارته، فأصافحه بالخنصر والإبهام فقط. هذا ما كانت تعنيه كلمة أب بالنسبة لي". تضيف: "كان رجلاً غريباً بالنسبة لي، لم أعرفه من قبل. وبعد تحريره احتضنته للمرة الأولى في ساحة البلدة".
تقول: "في البداية عندما دخل إلى بيتنا أخذ مكاني في النوم. منذ ولادتي اعتدت على النوم إلى جانب أمي في السرير، فأول رد فعل مني كان رفض وصوله. لم أقبل أن أجلس معه على مائدة الطعام، باعتباره سرق مكاني واهتمام أمي بي. لكن بعد مرور شهرين بدأت بتقبّله وتقرّبت منه واعتدت عليه وأحببته كثيراً، واليوم هو حبي الأكبر ونقطة ضعفي".
تتابع: "زوجي أيضاً كان أسيراً، هو الأسير المحرر سيطان الوالي، الذي اعتقل طوال 23 عاماً، ولم يطلق سراحه إلاّ بسبب مرضه. تزوجنا لمدة أربعة أشهر ونصف فقط، ليموت بعدها بالمرض".
تلفت أبو جبل إلى أنّ هذه اللقاءات في الدورة تعيد إليها ذكريات وأيام طفولتها. ومن جهتها، تقدم لعائلات الأسرى كلّ دعم معنوي من خلال تجربتها الخاصة.
اقرأ أيضاً: أسيرتان فلسطينيتان حرمهما الاحتلال من أبنائهما في عيد الأم
أطلقت جمعية "كيان"، وهي تنظيم نسوي من فلسطين الداخل، مشروع "نساء من أجل الأسرى"، بالمشاركة مع "المؤسسة العربية لحقوق الإنسان". والمشروع عبارة عن دورة تدريبية تهدف إلى المساهمة في رفع الوعي تجاه قضايا الأسرى السياسيين من فلسطينيي الداخل العربي المحتل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ووضع حد لانتهاكات حقوقهم، ودعم ومساندة نساء وعائلات الأسرى.
يقبع في السجون الإسرائيلية نحو 90 أسيراً سياسياً، من بينهم أربع أسيرات، اعتقلت ثلاث منهن في الشهرين الماضيين، لينضممن إلى عميدة الأسرى لينا جربوني التي تمضي عامها الخامس عشر خلف القضبان.
تشارك في الدورة 20 امرأة، بينهن قريبات أسرى وناشطات حقوق إنسان ومحاميات وطبيبات. وعن ذلك، تقول مديرة المشروع من جهة جمعية "كيان"، حنان خطيب: "المشروع ريادي نسائي بحت، وهي المرة الأولى التي يجري فيها تناول قضايا قريبات وعائلات الأسرى. دائماً يجري تسليط الضوء على الأسرى وحدهم من دون عائلاتهم". تضيف: "في الدورة، تنظّم السيدات المشاركات لقاءات مع نساء وعائلات الأسرى، بالإضافة إلى ورش عمل، ونؤمّن لهم مساحة تعبير عن مشاعرهم، والحديث عن تجاربهم المختلفة ومعاناتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية". كما تشمل ورش العمل محاضرات مع أسرى محررين.
تقول خطيب إنّ "الأم والأخت والزوجة والإبنة هن الأهم في حياة الأسير". وتشير إلى أنّ من المشاركات في الدورة طبيبة كانت تعمل في مستشفى إسرائيلي وفصلت من عملها بسبب تعاملها الإنساني، وهو واجبها، مع أسير مضرب عن الطعام.
تضيف: "منذ اللقاءين الأولين تبيّن لنا أنّ قضية أسرى الداخل غير متناولة بالشكل المطلوب. فزيارات الأسرى تؤثر على العائلات نفسيا كثيراً، خصوصاً بالنسبة لصعوبات السفر والتنقل والتفتيش المهين الذي يمارسه السجانون عليها. كذلك تتأثر العائلات بإضراب الأسرى عن الطعام، فهي ترفض الطبخ في المنازل تضامناً مع أبنائها وبناتها".
تتابع خطيب أنّ هناك بعض الأمور تنعكس سلباً على النساء، خصوصاً في عائلات الأسرى. ومن ذلك صعوبة تحقيق طموحات الدراسة والزواج، والتدخل في حياة زوجات الأسرى أو بناتهن، والتضييق عليهن، خصوصاً في المجتمعات القروية.
من جهتها، تقول مديرة المشروع من جهة "المؤسسة العربية لحقوق الإنسان" في الناصرة، سمر عزايزة: "تتولّى مؤسستنا تحديداً في هذه الدورة، مهمة رفع الوعي بخصوص قضايا أسرى فلسطين الداخل من الجهة الحقوقية. أما جهة الدعم فتتولاها جمعية كيان".
تضيف: "عملنا سابقاً في مشروع كتاب لكلّ أسير، وهو مشروع يدعم تثقيف الأسرى. واليوم نتناول في ورش العمل كلّ مرة موضوعاً محدداً. من ذلك على سبيل المثال، قضية الاتصال بين الأسرى وعائلاتهم مع شرح وعرض حقوقهم كعائلات وأسرى معاً، والتطرق إلى التضييقات التي يتعرضون لها، من منعهم إدخال كتب، ومنع اللقاءات الوجاهية بين العائلات والأسرى، والسماح بها فقط من خلال جدار زجاجي. وسنختتم ورش العمل هذه بلقاء مع مؤسسة الضمير في رام الله من أجل تأمين تواصل عائلات أسرى الداخل مع عائلات أسرى الضفة الغربية، في ما يمثل تواصلاً بين أبناء وبنات الشعب الواحد".
بدورها، تشارك ابنة الأسير المحرر يوسف شكيب أبو جبل، من مجدل شمس، الذي اعتقل طوال 22 عاماً، ميادة أبو جبل، في المشروع. تقول: "منذ ولادتي لم أعرف أبي. فقد كان أسيراً، وكانت علاقتي به دائماً أشبه برحلة. كانوا يأخذونني إلى السجن لزيارته، فأصافحه بالخنصر والإبهام فقط. هذا ما كانت تعنيه كلمة أب بالنسبة لي". تضيف: "كان رجلاً غريباً بالنسبة لي، لم أعرفه من قبل. وبعد تحريره احتضنته للمرة الأولى في ساحة البلدة".
تقول: "في البداية عندما دخل إلى بيتنا أخذ مكاني في النوم. منذ ولادتي اعتدت على النوم إلى جانب أمي في السرير، فأول رد فعل مني كان رفض وصوله. لم أقبل أن أجلس معه على مائدة الطعام، باعتباره سرق مكاني واهتمام أمي بي. لكن بعد مرور شهرين بدأت بتقبّله وتقرّبت منه واعتدت عليه وأحببته كثيراً، واليوم هو حبي الأكبر ونقطة ضعفي".
تتابع: "زوجي أيضاً كان أسيراً، هو الأسير المحرر سيطان الوالي، الذي اعتقل طوال 23 عاماً، ولم يطلق سراحه إلاّ بسبب مرضه. تزوجنا لمدة أربعة أشهر ونصف فقط، ليموت بعدها بالمرض".
تلفت أبو جبل إلى أنّ هذه اللقاءات في الدورة تعيد إليها ذكريات وأيام طفولتها. ومن جهتها، تقدم لعائلات الأسرى كلّ دعم معنوي من خلال تجربتها الخاصة.
اقرأ أيضاً: أسيرتان فلسطينيتان حرمهما الاحتلال من أبنائهما في عيد الأم