حيلة غريبة... الحكومة تشطب اسم "مصر" من الدعاية بالخارج

13 ابريل 2017
قطاع السياحة يعاني من تطبيق حالة الطوارئ (أحمد إسماعيل/الأناضول)
+ الخط -
قررت لجنة الأزمات بوزارة السياحة المصرية شطب اسم مصر من حملات الترويج السياحي بالخارج، والتركيز على ذكر اسم المدن السياحية ومقاصد السياحة فقط دون الإشارة الصريحة إلى اسم البلد، ما اعتبره مهنيون، حيلة غير موفقة لن تنجح في التغطية على الأوضاع الأمنية والسياسية التي تمر بها الدولة.

وقال مصدر مسؤول في وزارة السياحة المصرية، إن الترويج السياحي لمصر في الخارج سيأخذ شكلا جديدا خلال الشهور المقبلة بعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، بفرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر.

وأكد المسؤول أنه لن يتم الإشارة لاسم مصر صراحة في الحملات الدعائية، خاصة أنه ارتبط مؤخرا بحوادث إرهابية وبإجراءات استثنائية، لافتا إلى أن هذه العوامل هي التي تجعل السائحين يعزفون عن زيارة مصر.

وأضاف أن الحملة التي ستنطلق خلال أيام في إيطاليا وألمانيا، ستركز فقط على الترويج لبعض المقاصد السياحية مثل "البحر الأحمر، الغردقة، مرسى علم، شرم الشيخ، الأقصر، أسوان".

واعتبر خبراء اقتصاد، ومستثمرون في مجال السياحة، أن استبعاد اسم مصر من حملات الدعاية والترويج للسياحة في الأسواق المصدرة للوافدين، خطوة غير مجدية في ظل تطبيق قانون الطوارئ.

وقالوا في تصريحات لـ "العربي الجديد" إنه مع تزايد الحوادث الإرهابية واضطراب الأوضاع الأمنية في مصر وما نتج عنها من تطبيق قانون الطوارئ، فإن حذف اسم مصر من حملات الدعاية الخارجية يعد حيلة لا تتسم بالذكاء في التعامل مع الأسواق السياحية.

وتراجعت الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال العام الماضي إلى 5.3 ملايين سائح مقابل 9.3 ملايين خلال العام الأسبق، بانخفاض 40%؛ جراء وقف الرحلات البريطانية والروسية لشرم الشيخ. وتمثل أوروبا نحو 72% من السياحة الوافدة لمصر سنويا، تستحوذ التدفقات الوافدة من روسيا وبريطانيا على نسبة 60% منها.

واستنكر الخبير الاقتصادي، عبد النبي عبد المطلب، عدم الإشارة لاسم مصر صراحة في الحملات الدعائية للترويج السياحي بالخارج، مؤكدا أنه "تفكير خاطئ بكل المقاييس".

وقال لـ "العربي الجديد": "اسم مصر نفسه في حد ذاته جاذب للسياحة، لا أتفهم حذفه من حملات تنشيط السياحة"، مضيفا: "يجب أن نستهدف ألا يأتي السائح لزيارة مدينة واحدة أو مقصد سياحي معين، وإنما ندفعه بوسائل وحملات دعائية أكثر جذبا لزيارة أكثر من مدينة وأكثر من مقصد سياحي".

وأكد عبد المطلب أن الترويج لمدن سياحية بعينها لا يخدم السياحة في مصر، بل يحقق مصالح لفئات معينة من رجال الأعمال المستفيدة من الترويج لمدن محددة، لافتا إلى أن العودة لهذا الأسلوب في الترويج يمثل ردة إلي عهد ما قبل 2011، والذي كان يعتمد حينها على خدمة مصالح رجال الأعمال الذين يسيطرون على المشاريع السياحية في تلك المدن، مثل شرم الشيخ وغيرها.

وتعتمد مصر بشكل أساسي على إيرادات السياحة لتوفير النقد الأجنبي، إلا أن سلسلة انتكاسات أبرزها سقوط طائرة روسية بالقرب من جزيرة سيناء، في أكتوبر/تشرين الأول 2015، راح ضحيته 224 شخصاً، دفع باتجاه مصاعب أخرى لصناعة السياحة المصرية.

وأدت التفجيرات السابقة في مصر، والأحداث الأمنية، إلى إغلاق أكثر من 400 فندق في مصر، الأمر الذي تسبب في خسائر كبيرة لأصحاب الفنادق، بالإضافة إلى صرف الموظفين.

وقال أحمد الفقي، وهو مدير إحدى الشركات السياحية بمدينة شرم الشيخ، إن العاملين في قطاع السياحة كان لديهم أمل كبير في أن يتعافى القطاع تدريجيا خاصة في موسم الربيع، وقبل قدوم شهر رمضان الذي تتراجع فيه الحركة السياحية.

وأكد الفقي لـ "العربي الجديد" أن تركيز الإعلام على أحداث التفجيرات الأخيرة، وتصدير مشهد إعلان حالة الطوارئ على أن مصر بلد غير آمن، بعث برسالة قلق إلى الكثير من السائحين العرب والأجانب، وقرر عدد كبير منهم إلغاء حجوزاتهم.

وأضاف الفقي، أن العاملين في مجال السياحة، لا يهمهم أسلوب وطريقة الترويج الذي تتبعه هيئة تنشيط السياحة، بقدر اهتمامهم بنتائج هذا الترويج وانعكاسه على تدفق حركة السياحة إلى مصر.

وأكد مصدر مسؤول في شعبة شركات السياحة والطيران بغرفة القاهرة التجارية، أن وزارة السياحة فشلت في الترويج للمقاصد السياحية بمصر من خلال مكاتبها الخارجية، وكذلك الشركة المتخصصة التي تعاقدت معها بهذا الشأن والتي حصلت على ملايين الدولارات للترويج للسياحة في الأسواق الأوروبية.

وأشار المصدر، لـ "العربي الجديد"، إلى أن هناك العديد من الدول مازالت تحظر رحلات الطيران إلى مصر، ومع تزايد الحوادث الإرهابية واضطراب الأوضاع الأمنية في مصر وما نتج عنها من تطبيق قانون الطوارئ فإن حذف اسم مصر من حملات الدعاية الخارجية يعد حيلة لا تتسم بالذكاء في التعامل مع الأسواق السياحية.
دلالات
المساهمون