وافتتح المؤتمر، الذي نظمته جمعية "فلسطينيات"، بنشاط شعبي وفني بموقع بيت على درج إربد، في حي وادي صليب، كما عُلّقت صور للبيوت المهجورة التقطها أطفال، بالإضافة إلى مجسّم لخارطة فلسطين.
ومن النشاطات التي شارك فيها الحضور، بناء جدارية مع الفنانة التشكيلية رنا بشارة، وذلك بلملمة أغراض من الحي تذكّر بما كان هنا قبل النكبة. وتوجهت بشارة للحضور بكلمة قالت فيها: "نريد أن نجمع أغراضاً، لنلملم الذاكرة ونعبّر فيها عن وجعنا وألمنا واشتياقنا للمكان لبناء الجدارية".
بدورها، عبّرت الكاتبة روز الشومالي، من بيت ساحور، عن سعادتها بمشاركتها في المؤتمر، قائلة إن "إحساسي اليوم بأنني بكل فلسطين، أول مرة لا أمر على الحواجز، تأثرت كثيراً بوجود الأطفال الذين يرسمون العالم ويشاركون معنا".
وفي المقابل، تمنى الأطفال خلال بناء الجدارية بعودة جميع الأطفال الفلسطينيين إلى بيوتهم. وقال أحد المشاركين، ويدعى أديب الياس، من حيفا، إن "90 في المئة من البيوت جرت سرقتها وتفكيك البلاط وركوات الحجر منها وبيعها لقرية الفنانين الإسرائيلية بعين حوض".
أمّا المحاضر في جامعة بيت لحم، مازن قمصية، فقال إن "فلسطين كانت مبنية من قرى متلائمة مع الطبيعة. الحركة الصهيونية تبنت تغييراً أوروبياً لشكل المكان. أن ترى البيوت المهجرة والطبيعة وفي الوقت نفسه تشاهد العمار الأوروبي على بنايات عربية، مؤلم جداً، لكن الأمل في الأطفال التي تشارك وترسم. لا يوجد يأس بالموضوع، طالما الذاكرة والإنسان معادلة لا يمكن قهرها".
وقال المحاضر أحمد عزم، من جامعة بير زيت، إن "أجمل خمس دقائق بحياتي كانت في السنة الماضية بزيارتي الأولى إلى حيفا. وفقط يوم أمس تأكدت بأنني سأشارك في المؤتمر بعدما حصلت على تصريح دخول. رجوعنا يعني شيئاً كثيراً لمجموعات كبيرة من الناس. فهناك مئات الآلاف تنتظر هذه اللحظة. ليس من السهل أن نرجع بعد 68 عاماً ونحيي الأرض مثل ما كانت ونمشي بالمكان الذي مشى عليه أبناء شعبنا. نحن نطلق رسالة جيدة من هنا".
من جهته، قال مدير جمعية "فلسطينيات"، جهاد أبو ريا، إن "من واجبنا، نحن في الداخل الفلسطيني، كشف حقيقة ما جرى وما يجري عندنا وإزاله الأقنعة التي تغطي الوجه الحقيقي لنظام التطهير العرقي في فلسطين. واجبنا كشف المجازر والتشريد والتعذيب الذي تعرضنا له إبّان النكبة والذي ما زلنا نتعرض له. واجبنا تعريف العالم أن هناك المئات من القرى التي هجّرت وشرّد أهلها وبعضهم يسكن على بعد مئات الأمتار منها".
إلى جانب النشاطات، تناول القسم الثاني من المؤتمر ندوات عدّة، منها "ماهية الأبرتهايد وخصوصيته بفلسطين"، و"حركة الشعب الواحد"، ومداخلة "للبديل عن الأبرتهايد"، وأخرى دور الحراك الشبابي في مناهضة الأبرتهايد. وختم المؤتمر بمداخلة للفنانة بشارة عن دور الفن في مقاومة التطهير العرقي والأبرتهايد في فلسطين.
اقرأ أيضاً: فلسطينيو الداخل يتظاهرون ضد بناء مدينة "عربية"على أراضيهم المصادرة