حيرة المستثمرين

02 أكتوبر 2015
أسواق العالم تواجه أزمات متعددة (أرشيف/Getty)
+ الخط -


باتت سيولة وثروات وأموال العالم في حالة تحتاج إلى من يوفر لها الحد الأدنى من الأمان الذي يساعدها على تفادي المخاطر الشديدة التي تكاد تعصف بالاقتصاد العالمي، وباتت تريليونات الدولارات المستثمرة في أسواق العالم لا تعرف أين وجهتها المقبلة.

هل تتجه شرقاً حيث الاقتصاد الصيني الذي ينزف بشدة وتراجع مؤشراته بقوة، أو تتجه لنظيره الاقتصاد الياباني الراكد منذ سنوات، أم تتجه غربا حيث الاقتصاد الأميركي الذي لم يجرؤ على رفع سعر الفائدة على الدولار وزحزحتها عن رقم الصفر الذي "لزقت" به منذ سنوات، وذلك بسبب استمرار المشاكل التي يعاني منها هذا الاقتصاد.

أم تتجه هذه الثروات شمالاً حيث الاقتصاد الأوروبي الذي يواجه متاعب شديدة بسبب الأزمات التي تلاحقه، وآخرها أزمتا اليونان وفضيحة فولكسفاغن، أم تذهب للاقتصاد الروسي الذي أرهقته العقوبات الغربية وتهاوي أسعار النفط والنزوح الضخم للاستثمارات الأجنبية وعدم استقرار سعر صرف الروبل وسوق الصرف الأجنبي.

هل تتجه هذه التريليونات جنوباً حيث القارة الأفريقية صاحبة الفرص الواعدة والأرباح العالية وكذا المخاطر الشديدة الناجمة عن تفشى مخاطر الحروب والفقر والمرض وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والمالي وتذبذب أسواق الصرف، أم تستقر هذه الأموال في أوطانها حيث المشاكل الاقتصادية والسياسية؟

بات المستثمرون الدوليون في حالة حيرة وقلق معا على مدخراتهم واستثماراتهم، حيرة من استمرار التقلب الشديد للأسواق الدولية وعدم وجود سوق مالي مستقر حتى تتجه له هذه الأموال، وقلق على مستقبل أموالهم من أن تتعرض لمزيد من الخسائر الفادحة والمتواصلة منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية في شهر أغسطس/آب 2008.

السيولة المالية في العالم "رايح جاي"، وحسب بيانات معهد التمويل الدولي أمس، فإن المستثمرين سحبوا 40 مليار دولار من الأموال المستثمرة في الأسواق الناشئة في الربع الثالث من العام الجاري 2015 وهو أسوأ ربع عام لتلك الأسواق منذ نهاية عام الأزمة المالية العالمية، كما شهدت أسواق الأسهم عمليات تخارج قيمتها 19 مليار دولار، في حين شهدت أسواق السندات نزوح 21 مليار دولار منها.

ويبقى السؤال: إلى أين اتجهت هذه الأموال النازحة من الاسواق الناشئة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن أسواق الأسهم العالمية خسرت منذ شهر يونيو/حزيران الماضي أكثر من 13 تريليون دولار.

 
اقرأ أيضاً: البورصات العالمية تخسر 13 ترليون دولار في 4 أشهر

المساهمون