حيدر وردة... ملاكم سوري حقق غايته في ألمانيا

04 ابريل 2020
انشق عام 2012 (العربي الجديد)
+ الخط -

بالعزيمة والمثابرة وآمال رفع علم الثورة السورية دولياً، تمكّن ملاكم سوري من الوصول إلى هدفه، وإن في بلد اللجوء

حيدر وردة، ابن مدينة حمص السورية، الملاكم، ولاعب منتخب سورية سابقاً، الذي حقق بطولات عدة في كلّ من بلغاريا وتايلاند والأردن وتركيا، هاجر إلى ألمانيا ليكمل مسيرته فيها، ونجح في ذلك.

يتحدث وردة إلى "العربي الجديد" عن طريقه الصعب حتى بلوغ النجاح منذ انشقاقه عن نادي الشرطة (نادٍ رياضي يتبع لوزارة الداخلية السورية) وصولاً إلى بلد اللجوء ألمانيا: "كان انشقاقنا من أوائل الانشقاقات الرياضية في سورية، وذلك عام 2012. عانيت كثيراً حتى خرجت من هناك، فقد كنت مطلوباً للنظام، ثم تمكنت من الدخول إلى الأردن، وكانت الإصابة قد أبعدتني طوال خمس سنوات عن الملاكمة، منها عام ونصف في الأردن. بعدها بدأت تدريجياً بالتدرب هناك، فقد وضعت هدفاً لي، هو رفع علم الثورة السورية في البطولات الدولية. عانيت من ظروف صعبة جداً في الأردن، لكن تسنت لي فرصة الخروج إلى ألمانيا، وهنا بدأت حياة جديدة كلاجئ".

حبه للملاكمة دفعه لمواصلة الطريق: "هذه الرياضة تحتاج إلى صبر كبير وعزيمة ومثابرة، ففي حال التوقف عنها ينخفض مستوى الخبرة، وهي بحاجة للياقة عالية وسرعة بديهة وامتلاك الحرفة والفن. بدأت حياتي الرياضية بالكاراتيه ثم الملاكمة عام 2000. فوجئت بالضربات القاسية التي تلقيتها في البداية، وبعد شهرين من المثابرة نلت بطولة محافظة حمص، ثم نافست على بطولة الجمهورية لأنال المركز الثالث، ومن بعدها الأول، مرات عدة، فأصبحت لاعباً في المنتخب الوطني. كنت أعتمد على نفسي بالدرجة الأولى من دون أيّ رعاة، بل أكتفي بدخلي كلاعب بنادي الشرطة، بالإضافة إلى جوائز البطولات الخارجية التي فزت ومنها بطولة العرب وبطولة البحر المتوسط". يضيف: "تعبت كثيراً وعانيت حتى وصلت إلى هذا المستوى. كنت أذهب إلى التمرين ركضاً ثم أعود إلى تمرين آخر ركضاً أيضاً. كنت أركض مسافة 15 كيلومتراً يومياً، وقد دعمني معنوياً كلّ من الكابتن خالد صلاح، والكابتن طلال الدروبي. كذلك، ساندني عدد من الأصدقاء في ألمانيا، مع تشجيع من الألمان حتى".



بدأ وردة حياته المهنية كملاكم في ألمانيا، مجدداً، فبعد تمارين مضنية، تمكن من المشاركة في بطولات عالمية في عدد من دول أوروبا، بدءاً من عام 2017، وفاز في بعضها ورفع علم الثورة السورية فعلاً. يختم حديثه: "كثير من الرياضيين السوريين أبعدوا عن مجالهم بسبب الظروف الصعبة خصوصاً في حال لجوئهم إلى دول لا تدعمهم، أما من هاجر إلى أوروبا فربما حصل على فرصة أفضل لمواصلة الطريق كما حدث معي".
المساهمون