حنين نزار: لوحاتي رسائل للعالم من أجل فلسطين

14 فبراير 2018
تفضل حنين الرسم بالأبيض والأسود (العربي الجديد)
+ الخط -
يُعتبر الفن أحد أبرز طرق النضال عند أبناء الشعب الفلسطيني الذين تشردوا من ديارهم وأقاموا في مخيمات اللجوء أو في تجمعات ومدن بعيداً عن أرضهم، ومن هذه الفنون فن الرسم الذي يعبّر عن القضية الفلسطينية ويحمل رسائل عدّة للعالم للتعريف بفلسطين ومدنها وشخصياتها وشهدائها.

حنين نزار (20 عاماً) فلسطينية من مدينة عكا تعيش في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، بعدما هُجّر أجدادها من فلسطين، طالبة في السنة الأخيرة في كلية الإعلام، تعشق الرسم وخاصة فن الـ "بوب آرت" Pop Art الذي أتقنته ووظفته في خدمة القضية الفلسطينية.

قالت نزار لـ "العربي الجديد": "بدأت الرسم منذ عمر سبع سنوات، حين كنت أرسم كل ما أشاهده على التلفزيون أو الصور المعلقة على جدران المنزل، وعندما كبرت أكثر صرت أرسم الفساتين والملابس وكأنني كنت أصممها".

وأضافت: "أثناء الحرب الأولى على قطاع غزة كنت صغيرة، لكن مشاهد الدمار والقتل أثّرت فيّ، وبدأت بالرسم عن فلسطين وكل ما يتعلق بها وحتى هذه الحرب دفعتني إلى أن أختار تخصص الإعلام كي أوصل رسالة عن شعبي الفلسطيني الذي يتعرض دائماً للمذابح والحروب والدمار ويقدم الشهداء يومياً".

ولفتت إلى أن والدتها هي من شجعتها على الاستمرار في الرسم بعدما آمنت بموهبتها، وصارت ترسم لوحات ملونة تعبّر عن فلسطين بتفاصيلها كافة، من كبار السن إلى البيوت والأحياء وحتى مفتاح العودة. 


أما عن فكرة رسم اللوحات بطريقة "بوب آرت"، شرحت حنين نزار: "بدأت الرسم بهذه الطريقة من عامين عندما كنت أقرأ كتاب للكاتب الفلسطيني الشهيد غسّان كنفاني، وكانت حينها ذكرى استشهاده، فكّرت أن أقدّم شيئاً لروحه في ذكراه وقمت برسم صورته بالأسود والأبيض بعد أن شاهدت صورة صغيرة على غلاف الكتاب، واستخدمت الألوان الزيتية والأكريليك في الرسم، ولكن استخدم عادة اللونين الأسود والأبيض".

اتجهت حنين نزار إلى رسم الأشخاص ووجوه الشخصيات المؤثرة في المجتمع الفلسطيني سواء شهداء أو أحياء، رسمت الشهداء غسان كنفاني وناجي العلي ومهند الحلبي وباسل الأعرج كما رسمت القادة ياسر عرفات وأحمد ياسين ولم تنس الأسرى الفلسطينيين في معركتهم داخل السجون الصهيونيّة.

تلمح إلى أن هذا النوع من الرسم يحتاج وقتاً لتنفيذه وخاصة أن للوجوه تفاصيل يجب إظهارها كي تكتمل اللوحة. ورغم أن تركيزها على الشخصيات الفلسطينية، إلا أنها ترسم أيضاً صوراً لفنانين وحتى رسومات رمزية، وقد اختارت الرسم باللونين الأبيض والأسود لأنها وجدته أجمل وله رونق خاص، وتحديداً عندما يتعلق الأمر بالشهداء.

تطمح حنين إلى أن تقيم معرضاً خاصاً بها تعرض فيه رسوماتها عن الشهداء والشخصيات الفلسطينية كي تبقى راسخة صورهم في الأذهان، لأن من حقهم علينا أن نتذكرهم ولو بلوحة فنيّة.
المساهمون