حمية الحمض النووي

12 مارس 2019
هذه الحمية تمنع تناول الطعام المضر (Getty)
+ الخط -
قد تكثر خيبات الأمل لدى السعي إلى خفض الوزن، خصوصاً عندما يرتفع عدد الكيلوغرامات الزائدة. ففي كثير من الأحيان، تفشل حميات متتالية ويصعب الخروج من هذه الدوامة بينما تزيد المشكلة سوءاً. برزت في السنوات الأخيرة الحمية على أساس الـ DNA كحل أثبت فاعليته في تحقيق النتيجة المطلوبة، لاعتبارها توضع بشكل يناسب الشخص المعني على أساس الفحص الجيني الذي يجريه، فتسمح بخفض الوزن سريعاً. تنصح اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي باللجوء إلى هذا الفحص وبالالتزام بالحمية التي توضع على أساسه، خصوصاً أن كلفته انخفضت في الفترة الأخيرة وهو يشجع على اعتماد نمط حياة صحي. كما أنه لا يسبب شعوراً بالحرمان كما يتصور البعض بل ثمة بدائل متوافرة دائماً للأطعمة التي يمنع تناولها. أما الشرط الوحيد لضمان فاعلية هذه الحمية فهو الالتزام.
توضح عبير أبو رجيلي: "مع الحمية على أساس الـ DNA يتم الانطلاق من فحص جيني يسمح بكشف التركيبة الجينية الخاصة بكل شخص. على هذا الأساس يتم تحديد النظام الغذائي المناسب للشخص ويتم العمل على بلوغ الوزن المثالي من خلال اتباع نمط حياة أفضل. كما يساعد هذا الفحص على تحليل مدى الاستجابة للدهون المشبعة وتلك غير المشبعة والنشويات ويساعد على اتباع الحمية الأنسب للجسم. ويساهم هذا الفحص في تحديد احتياجات الجسم من الفيتامينات والمعادن وقدرة الجسم على هضم مواد معينة، كاللاكتوز والتحسس على الغلوتين أيضاً. حتى إنه يحدد نوع الرياضة الأنسب لكل شخص. وبالتالي يمكن أن يساعد على تحسين الصحة ونمط الحياة من نواحي مختلفة".
بحسب أبو رجيلي، تعتبر الطريقة التي يجرى بها الفحص الجيني سهلة وتقضي بأخذ عينة من اللعاب يتم إرسالها إلى الخارج لتحديد الرمز الجيني لها. يمتاز الفحص بدقته ويساعد إلى حد كبير على خفض الوزن لمن يتبع الحمية ويلاحظ التحول الواضح في الجسم والوزن خلال فترة قصيرة، وذلك انطلاقاً من مبدأ أن كل جسم يمتص الفيتامينات والمعادن والمكونات الغذائية والأطعمة بطريقة مختلفة عن باقي الأجسام. وبالتالي يعتبر الفحص في غاية الدقة ويمكن أن يعطي نتيجة مثلى تلاحظ سريعاً خلال فترة قصيرة مقارنة مع باقي الحميات. وتشير أبو رجيلي إلى أنه حتى في ما يتعلق بالأجسام "المتوازنة جينياً" من الطبيعي أن تتجاوب مع الأنظمة الغذائية المتوازنة، لكن في المدى البعيد تبدو الحمية على أساس الـ DNA أكثر فاعلية في خفض الوزن، لأنها تسمح بكشف الأطعمة والمجموعات الغذائية والمواد التي يتقبلها الجسم بشكل أفضل، ما يسمح بخفض الوزن بسرعة كبرى. ومن الأفضل طبعاً اتباعها مدى الحياة لاعتبارها تدعو إلى اتباع النظام الغذائي المناسب لكل شخص تحديداً استناداً إلى الفحص الجيني الخاص به ومن الطبيعي أن يستفيد منه.
قد تبدو الحمية على أساس الـ DNA صعبة، خصوصاً أنها تتطلب الالتزام طوال الحياة بالأطعمة المسموحة، ما قد يولّد شعوراً بالحرمان. إلا أن أبو رجيلي تؤكد أن الأمور ليست كذلك في الواقع. فهذه الحمية لا تعتبر صعبة ويمكن لأي كان الالتزام بها، خصوصاً أن قواعدها سهلة لمن يرغب فعلاً في الالتزام لتحقيق النتيجة المطلوبة. قد تتطلب هذه الحمية الامتناع عن تناول أطعمة لم نكن نتصور أنها تسبب زيادة في الوزن وتبدو لنا صحية، لكن يدعو الفحص إلى الامتناع عن تناولها لأن الجسم لا يحرقها بطريقة صحيحة فتعتبر الحمية بالتالي مناسبة وفاعلة ولا تعتبر صارمة بل هي مدروسة ومتوازنة فينخفض الوزن سريعاً بالامتناع عن تناول هذه الأطعمة فيما يمكن تناول أخرى مناسبة دون الشعور بالحرمان.


نادراً جداً ما لا يستفيد من يجري الفحص ويلتزم بالحمية التي توضع على أساسه لاعتبارها توضع على أساس العوامل الجينية الأساسية في الجسم لخفض الوزن. وبشكل عام توضح أبو رجيلي أن الذين يلجؤون إلى هذا الفحص هم الذين قاموا بتجربة أنواع أخرى من الحميات دون الاستفادة منها، فكان الحل لهم في الحمية على أساس الـ DNA لفاعليتها الأكيدة وسرعتها في خفض الوزن. وتضيف "يمكن أن يخضع لهذه الحمية شخص نحيل لفاعليتها ولارتكازها على العوامل الجينية، مما يجعلها نظاماً صحياً بامتياز. وفي كل الحالات لا بد من التوضيح أن هذا النظام لا يشكل خطراً على الصحة، لاعتباره يلغي مجموعة أطعمة أو مكونات غذائية معينة، كما قد يتصور البعض. بل يمكن تعزيز أهمية أنواع معينة من الأطعمة المهمة للشخص فيركز عليها، استناداً إلى الفحص. وثمة بدائل دائماً للأطعمة التي لا يسمح بها حتى لا يزيد الحرمان في الحمية".

صحيح أن الفحص كان أغلى ثمناً من فترة زمنية لا تعتبر بعيدة، بحسب أبو رجيلي، لكنه بات اليوم أقل كلفة وهي ترتفع طبعاً بحسب ما يطلب فيه. فبقدر ما تضاف إليه عوامل جينية تزيد كلفته كأن نطلب عامل الرياضة مثلاً إضافة إلى الغذاء أو الفيتامينات والمعادن. لذلك تتفاوت هذه الكلفة ما بين 250 دولاراً إلى 600. علماً أنه يمكن الحصول على النتيجة في لبنان بعد إرسال العينة إلى خارج البلاد، حيث يتم تحليلها من قبل شركات معنية أجنبية، خلال نحو 3 أسابيع أو شهر، بحسب البلد الذي ترسل إليه العينة. هذا وتوضح أبو رجيلي أن قراءة الفحص لا تعتبر صعبة على المريض بل يمكن أن يقرأها بسهولة. كما أنه يزود بكتيّب خاص يفسر كافة التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالفحص والحمية بالتعاون مع الطبيب أو اختصاصية التغذية.


المساهمون