ببدلاتهم المرقطة، احتل أفراد الجيش اللبناني المنحدرات المقابلة لصخرة الروشة الشهيرة في العاصمة اللبنانية بيروت، بعضهم كان يتسلق صعوداً والبعض الآخر نزولاً. وبينما وقف الضباط يراقبون ويوجهون من الرصيف مع بعض المارّة من متنزهي الكورنيش البحري، لم يكن أولئك الأفراد يحملون عتادهم الحربي من سلاح وذخائر، بل أكياس كبيرة الحجم يربطونها إلى خصورهم، وسرعان ما يملؤونها بمخلفات البلاستيك والزجاج والورق وغيرها من الفضلات التي يرميها الناس إلى البحر، فتعلق على تلك المنحدرات ويستحيل على عمال النظافة التقليديين الوصول إليها.
التعب كان ينال من الأفراد الرشيقين والأشدّاء بدنياً والبارعين في استخدام الحبال للتسلق، لكنّهم لم يشتكوا أبداً، بل إنّ أحد الضباط حثّهم على سرعة أكبر، لأنّ "هناك أماكن أخرى تنتظر التنظيف". ومن المعروف أنّها واحدة من المهامّ غير القتالية العديدة التي يتولى الجيش اللبناني تنفيذها، بعنوان "تأهيل الأماكن السياحية".
بين الجمهور القليل، في صبيحة يوم أحدٍ رمضاني، تبادل شخصان أطراف الحديث بعيداً عن الوحدات العسكرية. كانا يشيدان بالجيش عموماً ومهامّه الكثيرة التي تغطي مجالات عديدة بعيداً عن القتال، كحفظ الأمن، وهي مهمة قوى الأمن الداخلي، وإطفاء الحرائق وهي مهمة الدفاع المدني، ومثلها إغاثة المواطنين العالقين في أوقات العواصف وغيرها من الحالات الطارئة، وكذلك تشجير المناطق، وهي مهمة وزارة البيئة، بالإضافة إلى العديد من المهامّ التي قد تصل إلى حدّ تقديم المساعدات الإنسانية، وخصوصاً في أوقات الأزمات.
لكنّ الاثنين اتفقا على أنّ هذه الحملة، بالرغم من أهميتها في تنظيف الشواطئ من المخلفات وخصوصاً البلاستيك الذي ارتفع مستوى الحديث عنه في الأمم المتحدة نفسها هذا الشهر بالذات، وصولاً إلى إعلان اتفاق 180 دولة على تخفيض كميات مخلفاته التي ينتهي بها المطاف في البحار والمحيطات حول العالم، فإنّها خطأ لجهة الشكل. استنكرا أن تجري أعمال النظافة هذه، أمام المواطنين بالبدلة العسكرية المرقطة، مشيرين إلى أنّ في ذلك "بهدلة" للبدلة وهيبتها.
اقــرأ أيضاً
قد يتفق كثيرون مع هذا الموقف، لكنّ للقضية وجهاً آخر لم يتنبه إليه صديقانا، أو ربما تنبّها لكنّه اعتيادي إذ إنه مغروس فيهما كما في الثقافة الشعبية، وهي أنّهما بقولهما هذا يهينان عمال النظافة الذين يتلقون انتقاصاً من قدرهم عادة بدلاً من المديح لهم على كلّ جهودهم. وبذلك، ينصفهم الجيش ويشاركهم هذا الجهد ببدلته المرقطة بالذات، عسى أن تنتقل العدوى إلى كثير من المواطنين فيشاركوا في حملات النظافة، ويتوقفوا قبل كلّ شيء عن رمي المخلفات في غير أماكنها، بدلاً من التنظير الفارغ.
التعب كان ينال من الأفراد الرشيقين والأشدّاء بدنياً والبارعين في استخدام الحبال للتسلق، لكنّهم لم يشتكوا أبداً، بل إنّ أحد الضباط حثّهم على سرعة أكبر، لأنّ "هناك أماكن أخرى تنتظر التنظيف". ومن المعروف أنّها واحدة من المهامّ غير القتالية العديدة التي يتولى الجيش اللبناني تنفيذها، بعنوان "تأهيل الأماكن السياحية".
بين الجمهور القليل، في صبيحة يوم أحدٍ رمضاني، تبادل شخصان أطراف الحديث بعيداً عن الوحدات العسكرية. كانا يشيدان بالجيش عموماً ومهامّه الكثيرة التي تغطي مجالات عديدة بعيداً عن القتال، كحفظ الأمن، وهي مهمة قوى الأمن الداخلي، وإطفاء الحرائق وهي مهمة الدفاع المدني، ومثلها إغاثة المواطنين العالقين في أوقات العواصف وغيرها من الحالات الطارئة، وكذلك تشجير المناطق، وهي مهمة وزارة البيئة، بالإضافة إلى العديد من المهامّ التي قد تصل إلى حدّ تقديم المساعدات الإنسانية، وخصوصاً في أوقات الأزمات.
لكنّ الاثنين اتفقا على أنّ هذه الحملة، بالرغم من أهميتها في تنظيف الشواطئ من المخلفات وخصوصاً البلاستيك الذي ارتفع مستوى الحديث عنه في الأمم المتحدة نفسها هذا الشهر بالذات، وصولاً إلى إعلان اتفاق 180 دولة على تخفيض كميات مخلفاته التي ينتهي بها المطاف في البحار والمحيطات حول العالم، فإنّها خطأ لجهة الشكل. استنكرا أن تجري أعمال النظافة هذه، أمام المواطنين بالبدلة العسكرية المرقطة، مشيرين إلى أنّ في ذلك "بهدلة" للبدلة وهيبتها.
قد يتفق كثيرون مع هذا الموقف، لكنّ للقضية وجهاً آخر لم يتنبه إليه صديقانا، أو ربما تنبّها لكنّه اعتيادي إذ إنه مغروس فيهما كما في الثقافة الشعبية، وهي أنّهما بقولهما هذا يهينان عمال النظافة الذين يتلقون انتقاصاً من قدرهم عادة بدلاً من المديح لهم على كلّ جهودهم. وبذلك، ينصفهم الجيش ويشاركهم هذا الجهد ببدلته المرقطة بالذات، عسى أن تنتقل العدوى إلى كثير من المواطنين فيشاركوا في حملات النظافة، ويتوقفوا قبل كلّ شيء عن رمي المخلفات في غير أماكنها، بدلاً من التنظير الفارغ.