أطلقت "هيئة الإغاثة الإنسانية في الغوطة الجنوبية المحاصرة"، في جنوب دمشق، حملة إعلامية تحت عنوان "أحيها قبل أن تموت برداً"، على مواقع التواصل الاجتماعي، مع بداية فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة وعدم توفر وسائل للتدفئة، ما يزيد من مأساة عشرات آلاف المحاصرين فيها، علماً أن معظم مناطق جنوب دمشق قد وقّعت على هدنة مع النظام السوري.
وقالت الهيئة، خلال الترويج لحملتها على موقع "يوتيوب": "هنا الغوطة الجنوبية المحاصرة، حيث الحصار والبرد. هنا الألم والأنين. هنا تتضاعف الأوجاع وتزداد الأسقام. هنا تعب الشيوخ، ونسي الأطفال طفولتهم، وسرقت الحروب بسمتهم. ها هو الشتاء أقبل بثلوجه. ترتجف الشفاه والضلوع. لا تدفأ سوى بحرارة الدموع وآهات قلب موجوع. هنا يصرخ المنكوب. أنقذوا هذه النفس البشرية". أضافت أنها أطلقت حملتها "في ظل هذا البرد الشديد وارتفاع الصرخات واستغاثات الأطفال والنساء والشيوخ، وعدم توفر المال لشراء ما قد يخفف عنهم بردهم".
ويوضح الناشط الإعلامي في جنوب دمشق، وأحد المشاركين في الحملة، رائد الدمشقي، لـ"العربي الجديد"، أن "الحملة أطلقت بسبب بدء فصل شتاء الذي يقال إنه قارس هذا العام، في حين تغيب وسائل التدفئة". ويوضح أن "وسائل التدفئة بالكاد متوفرة، كذلك فإن سعرها مرتفع. على سبيل المثال، يباع ليتر المازوت بنحو 850 ليرة سورية (نحو دولارين أميركيين)، علماً أن العائلة الواحدة في حاجة إلى خمسة ليترات يومياً. ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من الحطب إلى 125 ليرة سورية (0.3 دولار)".
ويقول الدمشقي إن "عائلات كثيرات تتدفأ في الطرقات من خلال إشعال القمامة، فيما يلجأ آخرون إلى إحراق المواد البلاستيكية التي يشترونها أو يجمعونها عن الطرقات إنْ وجدت". يضيف أن التيار الكهربائي يأتي مرتين في الأسبوع لمدة تراوح ما بين ساعة وساعة ونصف الساعة، وبشكل متقطع وضعيف لا يكفي لتعبئة خزانات مياه الشرب". ويتابع: "حتى الألبسة الشتوية غير متوفرة بشكل جيد، وهناك عدد محدود من المحال التي تبيعها لكن بأسعار مرتفعة، بسبب الأموال التي يدفعها أصحابها لحواجز قوات النظام كي يسمح لهم بإدخالها". ويوضح الدمشقي أن "عدد سكان جنوب دمشق يقدّر اليوم بنحو 30 ألف شخص بالحد الأدنى، وهؤلاء يعانون من الفقر المدقع، وعدم توفر الخدمات الأساسية للحياة، ما يجعلهم في وضع سيئ للغاية".
اقرأ أيضاً: "شقيقي دفئك هدفي" مبادرة لدعم النازحين السوريين