وأطلقت الجمعية المذكورة، والمعروفة بتبنيها قضايا الأرامل والأيتام بالمغرب، حملة تنتهي في آخر الشهر الجاري، تهدف إلى حث المحسنين وفاعلي الخير من أجل تمويل مشاريع صغيرة مختلفة، تساعد الأرامل وأسر اليتامى على تكوين رأسمال ولو بسيط، يتيح لهم العيش بكرامة.
ولتيسير تمويل مشاريع لفائدة أسر الأيتام، أتاحت المنظمة الناشطة في المجال الاجتماعي بوابة إلكترونية تعد وفق القائمين عليها، "بمثابة جسر تواصل مع أهل الخير والعطاء، حيث تمكّنهم من التعرف بسهولة على برامج حملة "مشروعي كرامتي" ونوعية المشاريع التي تحتاج إلى الدعم".
أما المشاريع التي تمولها الحملة لصالح أسر اليتامى، بحسب جمعية "العون والإغاثة"، فتتمثل في مجموعة من المشاريع الفردية التي جاءت فكرة إنشائها إما عن طريق حرفة يتقنها حامل المشروع، أو رغبة في تطوير مشروع قائم أصلاً، وأيضاً مجموعة من المشاريع المتكاملة في ما بينها، يستطيع أصحابها الاندماج في تعاونيات".
وحققت الجمعية لنساء أرامل مشاريع مدرة للدخل، منها نادية العبيسي التي توفي زوجها، ودخلت في دوامة من المشاكل والمعاناة النفسية والاجتماعية، لكنها استجمعت قواها وقدمت مشروعاً لبيع الملابس إلى الجمعية، والذي بفضل الحملة ذاتها تمكنت من استئجار محل تجاري تبيع فيه الملابس النسائية.
وحكت أرملة أخرى تدعى فاطمة بنزاكان، أم لثلاثة أبناء، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، عن انقلاب حياتها رأساً على عقب بعد وفاة زوجها دون أسباب واضحة، مردفة أنه منذ يوم وفاته تغيرت حياتها بشكل جذري، إذ اضطرت للخروج إلى الشارع لتأتي بلقمة العيش لأبنائها.
وأكملت المتحدثة، إن صديقة لها أرشدتها إلى أن تقدم ملفاً يتضمن فكرة مشروع إقامة محل للحلويات باعتبار أنها تتقن صناعة الحلويات المغربية، وهو ما قامت به، إذ تقدمت بمقترح المشروع، وهو ما حظي بالتمويل الكافي، وهي في طور اقتناء بعض الأجهزة اللازمة لصناعة الحلويات لتبدأ مشروعها الذي يصون كرامتها.
وفي الوقت الذي تطمح فيه الجمعية، من خلال هذه الحملة، إلى تمويل 158 مشروعاً مدراً للدخل لفائدة أسر اليتامى، على أقل تقدير، حتى لا تكون هذه العائلات المعوزة عالة على المجتمع، فإنها استطاعت، أن تكفل وترعى 1923 أسرة يتيم، و430 أسرة حققت اكتفاءها ولم تعد بحاجة إلى الكفالة.