"الدار الكبيرة"... حملة دعائية لـ"نداء تونس" تثير الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي
من الإعلان (فيسبوك)
يبدو أنّ حدة المنافسة في
الانتخابات البلدية التي ستشهدها
تونس في 6 أيار/ مايو المقبل بدأت تشتد منذ الآن. فقد شرع حزب "نداء تونس" الحاكم في حملة إعلانية وإعلامية من خلال نشره شريطاً دعائياً وصوراً لمنتمين له تحت عنوان "ولد/بنت الدار الكبيرة"، يُعرّف فيها بالمنتمين له استعداداً للاستحقاق الانتخابي القادم.
و"الدار الكبيرة" يُقصد بها بيت العائلة الكبير. لكن هذه الحملة أثارت موجة من السخرية والجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يقصد بتعبير "الدار الكبيرة"، لدى بعض التونسيين، "منزل الدعارة"، وهي ترجمة للعبارة الفرنسية maisons closes. وهو ما أثار جدلاً وتعليقاتٍ حول المعنييْن.
واعتبرت أستاذة علم الاتصال السياسي سلوى الشرفي، أن الحملة فاشلة، واختيار "الدار الكبيرة" قد تكون له إيحاءات غير أخلاقية. وكتبت "بعد أن تبين فساده، حزب نداء تونس يقرر التخلي عن شعار الحملة الانتخابية الذي أطلقه أمس (الثلاثاء). المرة الجاية (المرة القادمة) إن شاء الله جيش الاتصاليين اللي عندو يثبت مليح في الشعار". وهو رأي عارضته الناشطة ليلى الوسلاتي، التي اعتبرت الشعار الدار الكبيرة يعني الدار التي بها نساء ورجال من كرام القوم وكبارهم.
ورد الناطق الرسمي باسم نداء تونس منجي الحرباوي، موضحاً مفهوم "الدار الكبيرة" بالقول "ولمن لا يعرف معنى هذه الكلمات (الدار الكبيرة)، عليه أن ينظر لموروثنا الوطني الشعبي والثقافي والعائلة والدار الكبيرة ماذا تعني عند الآباء والجدود؟".
وأضاف "كما عليه بقراءة الرواية الشهير للأديب الجزائري محمد ديب والتي عنوانها الدار الكبيرة والتي تروي قصة كفاح وطن وكفاح شعب والتي تم تصويرها بشريط سينمائي شهير يحمل نفس العنوان".
كما قام المسؤول السياسي في حزب نداء تونس برهان بسيس بالرد على الساخرين والمنتقدين شارحا معنى الدار الكبيرة بالقول "أجدادنا قالوا إذا تقصد تقصد دار كبيرة إذا ما تتعشى تبات في الدفاء... نحن لما فتحنا أعيننا وجدنا آباءنا وأمهاتنا يطلقون على منزل الأجداد حيث تلتقي كل الأجيال عند رأس كبير العائلة أو كبيرة العائلة ممن لا زال على قيد الحياة اسم الدار الكبيرة، هذا هو المعنى النبيل والأصيل لما تردده الذاكرة التونسية لكلمة الدار الكبيرة، أما إذا سكن مفهوم الماخور عقول البعض ليصبح منهجاً في التفكير فمن الطبيعي أن لا يروا في كلمة الدار الكبيرة سوى ما يسكن عقولهم وأرواحهم".
وأضاف "نشطاء السياسة المعادون بطبعهم لنداء تونس لا نستغرب من بعضهم هذا التجند للتهجم على حزب كبير، ما يثير الشفقة فعلا هم البعض من الثقفوت ممن أصابهم سن اليأس الحداثي ليلتحقوا بجوقة تصنيف النساء إلي شريفات وغير شريفات حسب ما يضعن على أجسادهن من لباس".