بمناسبة اليوم العالمي للتلاسيميا أو فقر الدم الوراثي، أقام مركز العناية الدائمة، وهو مؤسسة لبنانية متخصصة في علاج المصابين بالتلاسيميا والسكري، خيمة للتبرع بالدم صباح اليوم السبت، في منطقة المنارة على الكورنيش البحري للعاصمة بيروت، تستمر حتى السادسة مساءً.
ولفت موقع الخيمة ألأنظار في المنطقة التي تعتبر مقصد كثيرين في أيام العطل وسط العاصمة اللبنانية، وحفّز الناس على التبرع بالدم للمصابين بالتلاسيميا، كما أن توقيت النشاط أتى مع قرب إحياء اليوم العالمي للتلاسيميا في الثامن من مايو/أيار الجاري. وأجريت للمتبرعين الفحوص اللازمة، منها فحص النبض وقياس ضغط الدم ونسبة مادة الهيموغلوبين في الدم.
كما أجاب المتبرعون عن بعض الأسئلة للتأكد من سلامتهم وقدرتهم على التبرع بدمهم. وتوقف بعض المهتمين عند الخيمة بصحبة أطفالهم للتبرع بالدم، وتلقى الأطفال الذين راقبوا العملية بانتباه اهتمام القيمين على الحملة، كما أجابت إحدى الطبيبات عن أسئلتهم واستفساراتهم.
وقالت المديرة الإدارية في مركز الرعاية الدائمة، ميشال معلولي أبي سعد، لـ"العربي الجديد": "إن مريض التلاسيميا يحتاج لوحدات من الدم مرة كل ثلاثة أسابيع أو شهر، وتحديداً يحتاج إلى ما يتراوح بين 18 و36 وحدة دم سنوياً. وأشارت إلى وجود نقص في كميات الدم، مضيفة "أحيانا يتأخر المصاب بتلقي الدم بسبب عدم توفر الكميات اللازمة ما يسبب له التعب الشديد. ويؤمن المركز العلاج بآلاف الدولارات لكنه يظل بحاجة للدم الذي لا يؤمن إلا بالتبرع. ودائماً ما نواجه مشكلة في تأمين الدم خاصة لذوي فئات الدم النادرة".
وتابعت معلولي: "يتحدث اليوم العالمي للتلاسيميا هذه السنة عن بناء الجسور مع المريض، لذلك قررنا أن نأتي إلى هنا ونقيم حملة تبرع بالدم لنبني جسراً للتواصل مع الناس ونسهل عملية جمع الدم للمصابين بالتلاسيميا".
وقالت معلولي: "إن التبرع بالدم صحي وسليم، ونطمئن الناس كي لا تخاف من التبرع بالدم، فالجسم يعيد تجديد الدم ولا مشكلة صحية جراء ذلك، كما أننا نقوم بفحص الشخص للتأكد من قدرته على التبرع".
واعتبرت معلولي أن الخوف من التبرع سببه المفاهيم الخاطئة، مضيفة "أيام الحرب كان إقبال الناس على التبرع بالدم أكبر نتيجة الشعور بأن هناك حالة طوارئ، لكن الإقبال الآن انخفض، من هنا أهمية هذه الحملات لتوعية الناس وتنشيط الحماس لديهم كي يتبرعوا بالدم إضافة لإصلاح المفاهيم الخاطئة".
وقالت مريضة التلاسيميا، منية الخطيب، لـ "العربي الجديد" إنها تحتاج للدم كل ثلاثة أسابيع تقريباً. وأضافت: "رغم أن فئة دمي غير نادرة لكنني لا أجد دماً حين احتاج دوماً، وأتعذب أحياناً في البحث عن دم. وفي بعض المواسم كشهر رمضان نواجه مشكلة في إيجاد الدم. كما لا يتوفر الدم دائماً لدى الصليب الأحمر، بل علينا إبلاغهم بحاجتنا قبل وقت طويل ليتمكنوا من تأمينه، وفي حال تأمن الدم لدينا مهلة خمسة أيام فقط لأخذه. نحن نكمل حياتنا بشكل طبيعي لكننا بحاجة لمتبرعين من حين إلى آخر ليمنحونا الحياة من خلال التبرع بالدم".
ولفتت الخطيب إلى أن بعض المرضى من فئات الدم النادرة يضطرون لشراء وحدات الدم إما من المستشفيات وإما من أشخاص يستغلون ندرة فئة دمهم وحاجة المرضى إليها فيبيعون دمهم لمن يحتاجه.
وأشارت إحدى الشابات التي تبلغ من العمر 18 عاماً إلى أنها رغم خوفها من الدم وفقدانها للوعي في حال شاهدته، تضغط على نفسها للتبرع بالدم نظراً للشعور الجميل الذي يمنحها إياه هذا الفعل، والإحساس بأنها ساهمت في إنقاذ أشخاص آخرين.
وأوضحت الشابة أن جدها احتاج إلى وحدات دم "وواجهنا صعوبة في تأمينها بسبب ندرة فئة دمه، وتمكنا من تأمينها بعد ثلاثة أيام من البحث. فالناس لا تتجاوب دائماً مع نداء التبرع، ولحسن الحظ لم تكن حالة جدي حرجة وإلا لتدهورت حالته".