حملة تبرعات دولية لتنظيف المحيطات من البلاستيك

09 مارس 2016
تلوث المحيطات بالأكياس البلاستيكية (آفاز)
+ الخط -


أطلقت مؤسسة دولية متخصصة في الحملات الداعمة للبيئة وحقوق الإنسان حملة تبرعات عالمية، لجمع أموال لصالح مشروع واعد لتطهير البحار والمحيطات من الأكياس البلاستيكية، التي باتت ملوثا خطيرا على الحياة البحرية وأحد أبرز ملوثات البيئة.

ونقلت مؤسسة "آفاز" عن دراسة حديثة، أن محيطات العالم ستحتوي على نفايات بلاستيكية أكثر من احتوائها على السمك بحلول العالم 2050، مشيرة إلى أن الضرر الذي يسببه التلوث البلاستيكي لكوكب الأرض "هائل وسيؤثر سلباً على مصير البشرية".

وتدعم آفاز مبادرة ثلاثة من الأشخاص هم (تيري وكريستينا وكريس)، والذين قرروا التعامل بإيجابية مع مشكلة البلاستيك ورقعة النفايات الضخمة في المحيط الهادئ، والتي تمثل جزيرة ضخمة من النفايات تبلغ مساحتها ضعفي مساحة فرنسا، وقرروا التصدي لها.

رفض الأصدقاء الثلاثة الاستسلام لبشاعة المشهد، وقاموا باختراع حل تكنولوجي بسيط أسموه (SeaVax) هو عبارة عن سفينة تعمل بالطاقة الشمسية، بإمكانها شفط ما يقارب 22 مليون كيلوغرام من النفايات البلاستيكية سنوياً. ويمكن لعدد صغير منها أن يزيل جزيرة النفايات من المحيط الهادئ خلال 10 سنوات فقط.

تم بناء النموذج الأول من السفينة بالفعل، لكن مخترعيها بحاجة إلى مزيد من التمويل من أجل توسيع قدرتها لتصبح جاهزة لبدء أكبر عملية تنظيف في العالم. لتطلق "آفاز" حملة تبرعات كي تساعد في تحويل المشروع إلى حقيقة، ولتطوير مشاريع أخرى من أجل تنظيف البحار من النفايات البلاستيكية.

وقالت الحملة إن التبرع بمبلغ 10 دولارات يسهم في إزالة 7 كيلوغرامات من البلاستيك، أي ما يزيد عن 70 ألف قطعة، وأن التبرع بمبلغ 125 دولارا يمكنه إزالة 83 كيلوغراما من البلاستيك، أي ما يزيد عن 830 ألف قطعة.

ودعم الحملة بالتبرعات حتى كتابة هذه السطور أكثر من 30 ألف شخص من أنحاء العالم بتبرعات متفاوتة، ما جعل "آفاز" تكرر نشر الحملة طلبا للمزيد من التبرعات.

ونقلت آفاز عن أحد المخترعين الثلاثة قوله: "قمت بزيارة جزيرة نائية قبالة سواحل كمبوديا وفيتنام خلال شهر ديسمبر/كانون الثاني الماضي، لقد كان المشهد خلاباً للغاية. لكن الرياح هبت لاحقاً فغطت القمامة سطح المحيط لمدة يومين متتاليين في مشهد لا يمكن وصفه سوى بأنه مروع".

وتابع: "لا يمكن مقارنة ضرر هذا التلوث على البشر بالضرر الذي يسببه للنظم البيئية في محيطاتنا، فهو يؤثر كل ما هو حي فيها، من الشعاب المرجانية والسلاحف والطيور البحرية إلى الحيتان والدلافين والأسماك الأصغر حجماً. خاصة وأن مادة البلاستيك تتحلل إلى قطع صغيرة قد تسد المجاري الهوائية والخياشيم والفم".

ومشروع (SeaVax) عبارة عن سفينة آلية تتحكم بنفسها وتعمل بالطاقة الشمسية تستطيع شفط البلاستيك دون إلحاق الضرر ببيئة المحيط، بسبب احتوائها على أجهزة استشعار خاصة لحماية البيئة البحرية.

ودعا آفاز لدعم المشروع، مطالبا في السياق ذاته بالتوقف عن رمي المزيد من النفايات في المجاري المائية، إضافة إلى دعم مشاريع تهدف إلى تقليص كمية النفايات التي ترمى في المحيط في أكثر الدول تسبباً بالتلوث، والاطلاع على أفكار أخرى متعلقة بإزالة النفايات عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتنظيم حملات تنظيف للشواطئ من أجل الحيلولة دون وصول النفايات البلاستيكية المرمية عليها إلى المحيط، والضغط على مختلف الحكومات لتحظر أو تحد من استخدام البلاستيك".





اقرأ أيضا:أوروبا تواجه أكياس البلاستيك
المساهمون