حملة اعتقالات جديدة في السعودية تطاول 8 ناشطين

05 ابريل 2019
حملة بن سلمان ضد الناشطين متواصلة (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
شنت السلطات السعودية، أمس الخميس، حملة اعتقالات ضخمة استهدفت ناشطين حقوقيين وقوميين وكتاباً وباحثين يساريين وناشطات نسويات، كما أصدرت قرارات منع من السفر بحق عشرات الناشطين الآخرين تمهيداً لاعتقالهم.

واعتقلت السلطات السعودية كلاً من الكاتب والباحث ثمر المرزوقي وزوجته خديجة الحربي، والدكتور والباحث بدر الإبراهيم ومحمد الصادق، اللذين ألفا كتاب "الحراك الشيعي في السعودية"، وفهد أبا الخيل وعبد الله الدحيلان ومقبل الصقار ويزيد الفيفي، بالإضافة إلى صلاح الحيدر، ابن الناشطة النسوية المفرج عنها أخيراً عزيزة اليوسف، ويحمل الحيدر بالإضافة إلى الإبراهيم الجنسيتين الأميركية والسعودية، وهو ما قد يسبب توتراً جديداً بين الكونغرس والسلطات السعودية في أعقاب التوتر الذي سببه اعتقال الدكتور الأميركي السعودي وليد فتيحي.
ومنعت السلطات السعودية كذلك العشرات من الناشطين من السفر تمهيداً لاعتقالهم، فيما أكد معارضون لـ"العربي الجديد"، أن بعض الناشطين المطلوبين استطاعوا الفرار خارج البلاد بعد علمهم ببدء حملة الاعتقالات، بينما لا يزال الاتصال مفقوداً بآخرين، ووصل عدد المطلوبين على قائمة السلطات إلى أكثر من 40 اسماً تتواصل مطاردتهم.

وتأتي هذا الحملة الشرسة في أعقاب إفراج السلطات السعودية عن المعتقلات النسويات عزيزة اليوسف وإيمان النفجان ورقية المحارب الأسبوع الماضي، مع سريان إجراءات محاكمتهن بتهمة التخابر مع جهات خارجية، كما أن السلطات كانت قد أصدرت عدداً من التطمينات لأهالي المعتقلات الأخريات، ومن بينهن لجين الهذلول، بالإفراج عنهن قريباً.

وبحسب معارضين سعوديين، فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن سبب الاعتقالات يعود إلى مجموعة من النشاطات الثقافية كانت قد نظمتها هذه المجموعة من المعتقلين بين عامي 2014 و2016، ومن بينها ملتقى "تواصل" الثقافي الذي استضاف شخصيات سعودية وعربية بارزة.

من جهته، أكد حساب "معتقلي الرأي"، في تغريدة، اعتقال "الصحافي يزيد الفيفي، والأستاذ أنس المزروع، وصلاح الحيدر (نجل عزيزة اليوسف) ويحمل جنسية أميركية، وبدر الإبراهيم ويحمل جنسية أميركية، والكاتب محمد الصادق، والكاتب ثُمَر المرزوقي، والكاتبة خديجة الحربي (زوجة ثُمَر)، وفهد أبا الخيل".

وفي السياق، قال الناشط السعودي عبد الله العودة، نجل الداعية والمفكر السعودي المعتقل سلمان العودة، في تغريدة على "تويتر"، اليوم الجمعة، إنّ السلطات السعودية اعتقلت 8 أشخاص، بينهم مواطنان يحملان الجنسية الأميركية، أحدهما صلاح الحيدر، والآخر هو الطبيب والكاتب بدر الإبراهيم.


وتعتقل السعودية الطبيب الأميركي السعودي وليد فتيحي، في أحد السجون بالرياض، وذكرت تقارير أنّه يتعرّض للتعذيب في محبسه.

وأصدرت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، بياناً بشأن التقارير الأخيرة التي تفيد بأنّ فتيحي يتعرّض للتعذيب أثناء وجوده في المعتقل بالسعودية، وطالبت السلطات بـ"الإفراج الفوري عنه".

واعتقلت السلطات السعودية نحو 200 شخص بارز، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ضمن حملة اعتقالات "ريتز كارلتون" الجماعية الشهيرة، والتي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووضعتها السلطات في إطار ما قالت إنها "حملة ضد الفساد"، بينما أكد  منددون أنّها خطوة لتعزيز قبضته على السلطة، وتعرّض خلالها المعتقلون للتعذيب.

وسبقت هذه الحملة حملة اعتقالات بأمر من بن سلمان، في سبتمبر/أيلول 2017، شملت عدداً من العلماء والكتاب، أبرزهم ضمن "تيار الإصلاح" في المملكة، وبينهم المفكر والداعية سلمان العودة الذي اتهم بعدة تهم ينفيها، أبرزها "الإخلال بالنظام العام، والتحريض ضد الحاكم".

والأربعاء الماضي، انتهت الجلسة الثالثة من محاكمة ناشطات حقوقيات سعوديات، من دون إصدار المحكمة الجزائية في الرياض أوامر إفراج مؤقت جديدة، بعدما أفرجت خلال الجلسة الماضية عن ثلاث معتقلات بشكل مؤقت، هن المدونة إيمان النفجان، والأكاديمية عزيزة اليوسف والداعية رقية المحارب، شرطَ حضورهن الجلسات المقبلة.

وبيّن حساب "معتقلي الرأي" على "توتير"، والمختص بمتابعة شؤون المعتقلين والمعتقلات داخل السجون السعودية على خلفية قضايا حقوقية، أنّ المحكمة حددت يوم الأربعاء، الموافق 17 إبريل/نيسان الحالي، موعداً للجلسة الرابعة للناشطات الحقوقيات، وأبلغت أهالي بعض الناشطات بأنّها لا تزال تبحث الإفراج المؤقت عن بناتهنّ خلال الأيام القليلة المقبلة.


والناشطات المعتقلات متّهمات بإقامة علاقات مع وكالات استخبارات أجنبيّة، في حين وصفتهنّ وسائل إعلام شبه رسمية بأنهن خائنات و"عميلات للسفارات". لكنّ أوراق القضية لا تذكر أيّ اتّصال مع جواسيس أجانب، كما تقول منظّمات حقوق الإنسان، بما في ذلك "هيومن رايتس ووتش".

وتم القبض على الناشطات قبل أسابيع من رفع الحظر على قيادة النساء للسيارات في المملكة في يونيو/حزيران الماضي.