كشفت مصادر بمديرية أوقاف الإسكندرية، عن ارتفاع أعداد الذين تقدموا بطلبات للحصول على تصاريح أداء الخطبة بالمساجد، خاصة من أعضاء الدعوة السلفية، التي يعد "حزب النور" تابعا لها، حتى لا يتعرضوا للضبطية القضائية وتحرير محاضر ضدهم لمخالفتهم قانون ممارسة الخطابة.
فيما شنت المديرية عدة حملات على المساجد التي تسيطر عليها الدعوة بالمحافظة ومصادرة محتوياتها.
وأشارت المصادر إلى أن غالبية الطلبات تم رفضها لعدم توافر الشروط للصعود على المنابر وإلقاء خطب في المصلين، أو السماح لهم بإلقاء بعض الدروس الدينية، وأنه تم تحرير عدد من المحاضر ضدّ المخالفين منهم.
حملات تفتيش
وقال مدير إدارة أوقاف غرب بالمحافظة الشيخ محمد أبو الخير، إن طلبات الدعوة السلفية للصعود على المنابر مستمرة ولم تنتهِ، وذلك بعد الحملات التي شنتها مديرية الأوقاف، وأغلقت كثيرا من الزوايا التي كانوا يسيطرون عليها في مختلف مناطق المحافظة، لافتا إلى أن كافة الطلبات تقابل إما بالرفض لمن لا يحملون الشهادة الأزهرية، أو الطلب بإرسالها إلى وزارة الأوقاف لموافقة وزير الأوقاف عليها.
وأشار إلى قيام مديرية الأوقاف بالتعاون مع مديرية الأمن، بإغلاق عدد من الزوايا، وضم ما يقرب من 60 في المائة من عدد المساجد التي كان يسيطر عليها أعضاء الدعوة السلفية، واستخدامها في إقامة عدد من الأنشطة وجمع التبرعات دون الحصول على إذن أو تصريح من الجهات الرسمية.
وأضاف أبو الخير أن الحملة تمكنت من "ضبط إيصالات بها تبرعات بالملايين، بالإضافة إلى صناديق للزكاة، وما يقرب من 800 شريط وسي دي لأعضاء الدعوة، من بينهم شرائط محرّضة على الدولة والقوات المسلحة والتطرف" حسب وصفه.
مشيرًا إلى أن الإدارة خصّصت ميزانية لعمل إحلال وتجديد في هذه المساجد والملاحق التابعة لها، وإعادتها للأوقاف وتعين إمام أزهري تابع للأوقاف على كل مسجد.
وقال وكيل أول وزارة الأوقاف بمحافظة الإسكندرية الشيخ أحمد عبد المؤمن، إن هناك التزاما كبيرا منذ تفعيل الضبطية القضائية للجان التفتيش، وإن المساجد لا يعتلي منابرها إلا من يحمل ترخيصا بذلك، خاصة من جانب المنتمين للدعوة السلفية أو حزب النور السلفي.
وأشار إلى أن ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، حُرر ضده محضران لاعتلائه منابر وزارة الأوقاف دون حصوله على ترخيص، وفقا للقانون، وبالتالي تم منعه من إلقاء الخطب والدروس الدينية بمساجد المحافظة.
وأوضح عبد المؤمن أن برهامي أظهر التزاما كبيرا بقرارات الوزارة، خاصة بعد تفعيل الضبطية القضائية، وأنه لم يعد يُلقي دروسا سواء بمسجد الخلفاء الراشدين أو المسجد الكبير بمنطقة أبو سليمان شرق الإسكندرية أيضا، وهو الأمر الذي تم تطبيقه على جميع الشيوخ والخطباء.
تشديدات بعد براءة مبارك
وأوضح، أنه اجتمع مع عمال المساجد لتأكيد عدم ترك ساحات المساجد لأي شخص مهما كان، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها البلاد، والتظاهرات بسبب حكم البراءة الصادر على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، مشيرًا إلى أنه يتم غلق المساجد بعد صلاة العشاء مباشرة، وتفتح الأبواب قبل صلاة الجمعة بنصف ساعة، لحين الانتهاء من هذه الأحداث، حتى لا يتم استغلالها في الترويج لأي أفكار أيّا كانت سياسية أو متطرفة.
وأشار إلى أن أعضاء لجان التفتيش بالمديرية، ممن يحملون كارنيهات الضبطية القضائية، لم يرصدوا أيّ مخالفات أمس الجمعة، بخلاف الأسبوع الماضي حيث تم تحرير 12 محضر مخالفة.
وأوضح أن المديرية توفد عددا من الأئمة والخطباء والمرشدات الدينيات التابعين للمديرية، لإلقاء الخطب والمحاضرات لتوعية طلاب المدن الجامعية، بجامعة الإسكندرية، بالإسلام الوسطي المعتدل.