وقعت شركة الطيران الإسرائيلي الخاصة "يسرائير" على اتفاق مع شركة سياحة إماراتية، لتشجيع السياحة مع الإمارات.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "12" أنه حسب الاتفاق، ستقوم الشركتان بتنظيم حملات تسويقية للسياحة في كل من الإمارات وإسرائيل. وقال أوري سيركيس، مدير شركة "يسرائير" إنه يتوقع أن يتوجه مليون إسرائيلي إلى الإمارات للسياحة في غضون عامين.
وفي مقابلة مع قناة "12" الإسرائيلية، أضاف سيركيس، الذي يتواجد حاليا في الإمارات: "قبل وصولي إلى دبي كنت أتوقع أن يصل 350 ألف إسرائيلي فقط إلى الإمارات، لكن بعد أن تواجدت هنا واستمعت إلى طريقة تعاطيهم أقدر بأن يصل مليون إسرائيلي إلى الإمارات في غضون عامين".
وحول المسوغات التي يفترض أن تجذب السائح الإسرائيلي إلى الإمارات، قال سيركيس: "هنا توجد كل شبكات الفنادق العالمية، مثل الفصول الأربعة، هيلتون، التي تقدم أفضل الخدمات بأسعار متدنية؛ فليلة واحدة في غرفة في هذه الفنادق تكلف 500 شيكل (146 دولارا)، بالإضافة إلى أن الشركات السياحية هنا تقدم رزما تسهيلية في أوج الصيف وقائمة كبيرة من المغريات".
وحسب القناة، فإن سيركيس تواجد ضمن الوفد الإسرائيلي الذي يزور الإمارات حاليا والذي يضم ممثلين عن الشركات الإسرائيلية الكبرى، حيث التقى الوفد وزير الاقتصاد الإماراتي والمسؤول عن صندوق الاستثمارات في الدولة، التي وصفتها القناة بـ "الإمارة الثرية جدا".
وتسعى شركات الطيران الإماراتية التي أصابتها خسائر هائلة في المرحلة الماضية إلى انتهاز التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، باكتساب تدفق جديد من المسافرين تراهن دبي خصوصاً على أن يعوضها ذلك من فاقد الإيرادات الذي شطبه كورونا من قطاع السفر والسياحة. ورجحت شبكة "بلومبيرغ" في تقرير سابق، أن تستغل دبي أكثر من غيرها في مجال الطيران، اتفاق التطبيع، بما يفضي إلى فتح العلاقات بين الإمارات وكيان الاحتلال، من خلال السفر الجوي، والسياحة، والاستثمار، والأمن والاتصالات، ومن المقرر أن تجتمع وفود البلدين قريباً لوضع التفاصيل.
ومن المتوقع أن يصبح بإمكان شركتي "طيران الإمارات" و"الاتحاد" نقل الركاب القادمين من فلسطين المحتلة والعائدين إليها، من خلال محاور مطاراتهم في دبي وأبوظبي، على التوالي، والاتصال بوجهات أبعد شرقاً وغرباً، علماً أن "الخطوط الملكية الأردنية" و"الخطوط الجوية التركية" هما الناقلتان الوحيدتان في المنطقة اللتان تسيّران حالياً رحلات إلى فلسطين المحتلة.
نائبة رئيس خدمات الطيران والمطار في شركة استشارات الطيران مورتن باير أند أغنيو، آن كوريا، قالت لبلومبيرغ إنّ "دبي على وجه الخصوص يمكن أن تستفيد، إذ يوفر مطارها رحلات يومية إلى أكثر من 250 وجهة".
يأتي ذلك بعدما انهارت حركة المرور في "مطار دبي الدولي" خلال ذروة جائحة فيروس كورونا، إذ سجّل المطار، طوال مايو/ أيار الماضي، نسبة حركة المرور نفسها التي كان يسجلها عادة في نحو 4 ساعات فقط. وتأثرت "طيران الإمارات"، أكبر شركة طيران لمسافات طويلة في العالم، بشكل خاص، لأن نموذج أعمالها مبني لأكبر فئة من الطائرات (115 طائرة إيرباص SE A380، و155 طائرة بوينغ 777) التي تنقل الركاب بين جميع أنحاء العالم. وجاء فتح أجواء السعودية والبحرين أمام الطيران الإسرائيلي ليزيد من فرص التعاون السياحي بين الإمارات وإسرائيل.
وكشفت "بلومبيرغ"، في تقرير أول الشهر الجاري، أن شركة الاتحاد للطيران الإماراتية بدأت بيع التذاكر للمسافرين الإسرائيليين في الفترة التي سبقت الرحلات التجارية العادية بين الإمارات والاحتلال. وقالت متحدثة باسم شركة الطيران، ومقرها أبوظبي، في تأكيد لتقرير تلفزيوني محلي، إن شركة الاتحاد التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها ستقدم رحلات جوية عبر شركة تال أفييشن الإسرائيلية التي تتولى المبيعات والتسويق لشركات الطيران في الأسواق الخارجية. وتأتي خطوة الاتحاد للطيران بعد تحليق طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية المحدودة وعلى متنها وفد من كبار المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين من تل أبيب إلى أبوظبي، عابرة المجال الجوي السعودي لأول مرة.
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن "الاتحاد" ستقدم تذاكر إلى وجهات في الشرق الأوسط وآسيا ومناطق أخرى. وقال برنامج إخباري تلفزيوني إنه بعد توقيع إسرائيل والإمارات على اتفاق تطبيع، ستدير "الاتحاد" رحلات مباشرة إلى تل أبيب.
وحسب مراقبين، ستسهل الإمارات للإسرائيليين إرسال أفواج سياحية إلى اليمن، إذ توقع الباحث الاقتصادي اليمني، صادق علي، أن يكون هناك اختطاف كلي لسقطرى وعزلها عن محيطها اليمني خصوصاً بعد التطبيع الإماراتي ــ الإسرائيلي، إذ يعتقد علي في حديث سابق لـ"العربي الجديد" أن هناك مشاريع مشتركة آتية إلى الجزيرة اليمنية تقوم بدرجة رئيسية على السياحة نظراً للتجارب والخبرات الواسعة لقطاع الأعمال الإسرائيلي في هذا المجال.