حمزة نمرة: أراكم في الحفل المقبل

بعد مرور ثلاثة أشهر على قرار رئيس الإذاعة المصرية بمنع بث أغاني الفنان المصري حمزة نمرة على جميع شبكات الإذاعة المصرية، تارةً بدعوى عدم اعتماد صوته من الإذاعة، وتارة أخرى؛ لأن لديه أغنية "ضد ثورة 30 يونيو" بالأحرى ضد الانقلاب العسكري؛ أعلن، أخيراً، السكرتير العام لنقابة الموسيقيين، أحمد رمضان، "شطب" نمرة من عضوية النقابة، ومنعه من إقامة الحفلات في مصر.

وبحسب تصريحات رمضان، تم اتخاذ القرار بإجماع الجمعية العمومية للنقابة، بدعوى انتماء نمرة إلى "جماعة الإخوان الإرهابية، وتحريضه من خلال أغانيه على التظاهر ضد النظام، وبسبب دعم القنوات التابعة للجماعة الإرهابية له، مُنع أيضاً من إقامة الحفلات داخل مصر".

أثار هذا القرار استياء كبيراً بين جمهور نمرة الواسع على صفحات التواصل الاجتماعي؛ ما اضطر نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، وصاحب أوبريت "تسلم الأيادي" المؤيد لنظام العسكر، إلى نفي تصريح رمضان، مبرّراً بأن اللجنة العمومية لم تجتمع حتى الآن لتقرّر "شطب" الفنان الشاب.

ومن جهته، اعتبر جمهور نمرة هذا النفي مجرد مناورة تُستخدم في مثل هذه المواقف، مثلما حدث مع "الفن ميدان"، عندما بدأ الأمن المصري بعرقلة إقامته شهرياً، بحجج مختلفة أيضاً، تمهيداً لمنعه نهائياً كما حدث لاحقاً.

تذهب تأويلات كثير من المثقفين المصريين إلى أن أسباب منع نمرة تأتي ضمن سياسات الإقصاء التي يمارسها نظام العسكر في مصر لكل ما يمت بصلة إلى ثورة 25 يناير.

إذ يُعرف عن الفنان السكندري الشاب (1980) أنه منذ ألبومه الأول "احلم معايا" (2006) وهو مهموم في أغانيه بأحلام التغيير؛ ما جعل أغانيه حاضرة بقوة في ميدان التحرير أثناء الثورة، حتى ألبومه الثاني، "إنسان" (2011)، ارتبطت أغانيه أيضاً بالثورة.

ظلت أغاني نمرة مرتبطة دائماً بالثورة وصولاً إلى ألبومه الثالث "اسمعني"، الذي أطلقه في أواخر 2014، بعد قرار منع بث أغانيه من الإذاعة، بسبب إدانته لمجازر رابعة.

وقد وصلت سياسات الأمن المصري إلى حد إلقاء القبض على طالب جامعي لحيازته "دبوساً" كُتب عليه "انتصارك بكرا جاي"، وهي جملة من إحدى أغاني نمرة. وفي هذا السياق، يفسر جمهور صاحب "لسه العدل غياب" قرار شطبه من نقابة الموسيقيين و"اتهامه" بانتمائه لجماعة الإخوان، بعدما أصبح نظام العسكر في مصر لا يجد حرجاً في اتهام كل معارضيه بأنهم من الإخوان وبالتالي فهم إرهابيون (حتى محمد البرادعي الذي يهاجمه الإخوان وأنصارهم يتهمه النظام بذلك).

لم تقتصر حملات التضامن مع نمرة على جمهوره فقط، بل شملت أيضاً بعض الفنانين المصريين، من بينهم الفنانة شيرين عبده، إذ تقول لـ"العربي الجديد": "ليس من حق النقابة أن تتبع التوجهات السياسية لأعضائها وأن تقحم تلك التوجهات ضمن نشاطها، أولى بنقابة الموسيقيين أن تفعل دورها المجمد في دعم الموسيقيين، بدلاً من أن تمارس سلطات خارج نطاق عملها".

حمزة نمرة، الذي لم يعلّق على قرار منع بث أغانيه السابق، اعتبر أنه لم يسمع شيئاً عن القرار الجديد، طالما أنه لم يتم إخطاره رسمياً من النقابة حتى الآن، ووعد جمهوره من خلال تغريدة على "تويتر" بأنه سيراهم في الحفلة المقبلة.