تحل الذكرى السادسة لرحيل الشاعر المصري حلمي سالم (1951-2012) اليوم، ويستعيد "منتدى الشعر المصري" تجربة أحد أبرز كتّاب قصيدة النثر في الشعر المصري، عند السابعة من مساء غدٍ الأحد في مقر "حزب التجمع" في القاهرة.
الندوة تتضمن قراءات نقدية مختلفة في قصيدة وشعرية سالم يقدمها كل من النقاد الأكاديميين شاكر عبد الحميد، وصلاح السروي، وعبد الناصر هلال، ومحمد السيد اسماعيل، كما يشارك الشاعر عيد عبد الحليم بشهادة حول عمله مع الراحل في مجلة "أدب ونقد".
في بداياته، ارتبط اسم الشاعر بالجماعة الشعرية التي عرفت باسم "إضاءة" والتي ظهرت في السبعينيات وضمّت إلى جانب سالم حسن طلب ورفعت سلام (صديقه الذي أصدر معه مجموعة مشتركة بعنوان "الغربة والانتظار")، وأمجد ريان ومحمود نسيم وجمال القصاص. كمان كان جزءاً من مجموعة "أصوات"، قبل أن يتلحق بـ "إضاءة"، والتي ضمّت أحمد طه وعبد المنعم رمضان ومحمد سليمان ومحمود الهندي ومحمد عيد إبراهيم وعبد المقصود عبد الكريم.
التقى سالم بهاتين المجموعتين من الشعراء مع قدومه من المنوفية إلى الدراسة في القاهرة، كان يسارياً مسيساً ومتحمساً للثأر من هزيمة 1967 فالتحق بـ "التنظيم الطليعي" الذي كان من مؤسسيه محمود أمين العالم وشريف حتاتة.
أصدر سالم مجموعته الأولى عام 1974 وكانت بعنوان "حبيبتي مزروعة في دماء الأرض"، ويصل عدد إصداراته الشعرية إلى 15 مجموعة من أبرزها "سيرة بيروت" (1986) وهو كتاب يؤرخ فيه لحصار بيروت الذي عاشه حيث كان يعمل صحافياً فيها وقت الاجتياج الإسرائيلي، وله أيضاً "فقه اللذة" (1992)، و"الشغاف والمريمات" (1994)، وكانت آخر مجموعاته بعنوان "الثناء على الضعف" الذي صدر عام 2007.
كتب سالم مجموعة خاصة عن الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعنوان "تحيات الحجر الكريم"، وعن أميركا التي أقام فيها فترة كتب مجموعة "يوجد هنا عميان"، والتي وصف فيها المجتمع الأميركي وقسوة نظام العيش وشكل الحياة الرأسمالي، والعلاقات بين البشر والنظام فيها، وحين أصيب بجلطة دماغية عام 2005 ونجا منها كتب مجموعة "مدائح جلطة المخ".
له في الدراسات السياسية الثقافية أيضاً عدة إصدارات من بينها "الثقافة تحت الحصار" (بيروت 1984)، و"هيا إلى الأب: مقالات حول القطيعة والإيصال في الشعر" (1992)، و"الحداثة أخت التسامح: الشعر العربي المعاصر وحقوق الإنسان" (2001)، و"صيف لبنان المشتعل" (2007) وغيرها.
مرّت تجربة سالم الثقافية بعدة صدامات مع المؤسسة الرسمية، التي ظل يعمل فيها، ففي عام 2006 قدّم استقالته فجأة من لجنة الشعر التابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر، احتجاجلً على سياسيات الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي رئيسها، وقد أثارت استقالته في تلك الفترة الكثير من الانتقادات لهذه اللجنة وفتحت الباب لمثقفين لأن يقولوا رأيهم الصريح بها.
كما اصطدم بالسلطة الدينية ممثلة بالأزهر، ففي عام 2007 تعرض سالم لحملة تكفيرية شرسة بدأت مع نشره قصيدة "شرفة ليلى مراد" واتهم بالإساءة إلى الذات الإلهية وبالإلحاد والزندقة ورفعت دعوى قضائية ضد وزير الثقافة حين رفض سحب جائزة التفوق من الشاعر بعد مطالبات من الأزهر بذلك، والذي طالب الشاعر بإعلان استتابته. القضية انتهت آنذاك برد الدعوى.
يذكر أن حلمي سالم عام 2012 بعد صراع استمر عدة أشهر مع سرطان الرئة، في إحدى مشافي القاهرة، وكان قد تجاوز الستين من العمر.