حلمه المجد.. سكالوني رجلٌ متحدٍ من الأرجنتين في أرض البرازيل

15 يونيو 2019
يطمح سكالوني إلى تحقيق لقب كوبا أميركا (العربي الجديد)
+ الخط -

توج ليونيل سكالوني يوماً ما في مسيرته كلاعب، في ماليزيا بطلاً لكأس العالم ضمن فئة أقل من 20 سنة في عام 1997، بعدما سجل هدفاً حاسماً في ربع نهائي المسابقة ضد الغريم الأزلي البرازيل في مباراة انتهت بهدفين مقابل لا شيء لراقصي التانغو.

لم تترك مشاركاته مع المنتخب الأول انطباعاً كبيراً، ولا ذكريات كبيرة لدى الجمهور الأرجنتيني، باستثناء مشاركته في مونديال 2006 تحت قيادة بيكرمان خلفا لخافيير زانيتي، عندما شارك في دور الـ16 ضد المكسيك، وعدا ذلك فإن مشاركاته الشحيحة مع بلاده بالكاد تجعل اسمه محفورا في أذهان الأرجنتينيين.

وحتى كلاعب كرة قدم، فإن مسيرته الرياضية كانت مقتضبة، استهلها بمشوار قصير بنادي نيو أولد بويز، وهو ذات الفريق الذي تكوّن فيه نجم البلاد الأول حاليا ليونيل ميسي، بسن الثامنة عشرة انتقل سكالوني إلى ناد صغير آنذاك يدعى "إستودينتس لابلاتا "، قبل أن يشتري نادي ديبورتيفو لاكورونا الإسباني عقده سنة 1998، ليحقق معه لقب الليغا عام 2000، ناهيك عن كأس الملك 2002، مع مدرب يعتبر مرجعاً وملهما بالنسبة له ألا وهو خافيير إيروريتا.

وواصل سكالوني مشواره لاعبا في نواد أخرى مثل راسينغ سانتاندار في إسبانيا، ووستهام في إنكلترا، ولاتسيو، وأتلانتا الإيطاليين، ورغم ذلك فإن الجمهور الأرجنتيني بالكاد يعرف شيئا عن ماضي مدرب المنتخب الوطني.

بداياته في عالم التدريب كانت مع المدرب خورخي سامباولي في إشبيلية، كيف حدث الأمر؟

ولد سامباولي في بلدة أرجنتينية صغيرة اسمها "كاسيلدا" تقع على بعد 13 كيلومتراً، من بوغاتو مسقط رأس سكالوني، في إحدى أمسيات شهر مايو/أيار عام 2016، انتقل والد سكالوني إلى كاسيلدا وتناول وجبة العشاء مع سامباولي، وأوصاه بنقل ابنه إلى إشبيلية، قام سامباولي لاحقاً بتقييم عمله ودمجه ضمن طاقمه التدريبي، وعندما تعاقد الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم مع سامباولي في 2017، كان سكالوني مساعداً له، إلا أن الموقع الإلكتروني للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم أشار إلى أن سكالوني ليس أرجنتيني الجنسية.


بعد الفشل الذريع في مشاركته ضمن كأس العالم 2018 في روسيا، وخروج الأرجنتين من دور الـ16 على يد فرنسا، تمت إقالة سامباولي، ثم قرر أعضاء آخرين من فريق العمل المغادرة أيضاً، ليبقى سكالوني لوحده دون باقي الطاقم، حيث كان مدرباً للمنتخب الوطني لأقل من 20 عاماً في إحدى البطولات الودية في "لاكوديا " بإسبانيا.

وأمام استحالة تعيين مدربين مهمين، مثل موريسيو بوتشيتينو، ودييغو سيميوني، ومارسيلو بيلسا، وجيراردو مارتينو، عرض رئيس الاتحاد الأرجنتيني كلاوديو تابيا على سكالوني قيادة المنتخب الوطني، بدا ذلك مذهلاً: "مدرب عديم الخبرة يدير نجوماً، مثل ليونيل ميسي وأغويرو ودي ماريا"، ليتلقى سكالوني الكثير من الانتقادات من بعض المدربين، وعلى رأسهم دييغو مارادونا، لكن اللاعبين يؤيدونه علانية بحجة أنه قبل فرصة لا يستطيع رفضها.

ويحظى سكالوني بثقة قليلة من مشجعي الأرجنتين، بعدما خسر المنتخب أمام فنزويلا بثلاثة أهداف لواحد في المباراة الودية التي جمعتهما في العاصمة الإسبانية مدريد، بالإضافة إلى ذلك يقود سكالوني مرحلة تجديد في المنتخب الوطني،  حيث غادر لاعبون مهمون مثل سيرجيو روميرو، وغابريال ميركادو، وماركوس روخو، وماسكيرانو، وإينزو بيريز، وبانيغا، وبيغليا، وإيغوايين، ويعلم الجميع أن عملية الانتقال هذه لن تكون سهلة لإنشاء وتقديم وجه جديد ومغاير من طريقة لعب المنتخب الأرجنتيني، وبخاصة أن الوقت ليس في صالحه أبداً.

لذلك، سيكون من الصعب للغاية على سكالوني الاستمرار بعد كوبا أميركا إن لم يتمكن من أن يكون بطلاً أو يحقق نتيجة جيدة، خصوصاً أنه لا يمتلك أي سجل تدريبي حافل، وسيكون من الصعب على رئيس الاتحاد الأرجنتيني أن يواصل مساندته، وسيواجه حتما الكثير من الضغوط الإعلامية لتوظيف مدرب ذي خبرة وتجربة.

وينال سكالوني دعم النجم ليونيل ميسي، الذي قال علانية إنه يشعر بالرضا تجاه المدرب الأرجنتيني، وعموما فإن دعم قائد برشلونة ليس كافياً، حيث لا يتمتع كقائد للمنتخب الأرجنتيني بالقوة التي كان يتمتع بها مارادونا في زمنه كلاعب، وبخاصة بطل العالم وهو ما لم ينجح فيه البرغوث حتى الآن.

ويعوّل سكالوني على خطة 4-4-2، التي أعد العدة اللازمة لها، والتشكيل الأساسي موجود فعلاً بذهنه، في حراسة المرمى سيكون أمامه خياران هما أرماني (كان حاضرا في كأس العالم 2018)، فضلاً عن أندرادا (حارس بوكا جونيورز)، الذي يعتبر خياراً جيداً.

أما في الدفاع، فوقع الاختيار على سارافيا (الظهير الأيمن لفريق راسينغ الحاصل على البطولة الأرجنتينية)، وبيزيلا (مدافع فيورنتينا)، وأوتامندي (بطل الدوري الإنكليزي الممتاز مع مانشستر سيتي)، ونيكولاس تاجليافيكو (المدافع الأيسر لأياكس أمستردام).

وفي خط الوسط، روبرتو بيريرا (واتفورد من إنكلترا)، ولياندرو باريديس (باريس سان جرمان)، وجيوفاني لو سيلسو (بيتيس الإسباني)، وأنخيل دي ماريا (باريس سان جرمان)، وليس لدى باريديس ولو سيلسو قدرات كبيرة على مستوى استرجاع الكرة، ما قد يمثل مشكلة كبيرة ومؤرقة بالنسبة لسكالوني، بالإضافة إلى ذلك يوجد دي ماريا الذي تعرض للانتقادات في الصحافة المحلية، بسبب تعرضه للإصابات قبل المباريات الحاسمة.

وفي الهجوم، يتواجد النجم ليونيل ميسي، وصديقه سيرجيو أغويرو، اللذان سيقودان خط المقدمة للمنتخب الأرجنتيني، بعدما قدما موسماً جيداً مع نادييهما، لكن الجماهير تعتبرهما غير كافيين، وبلادهما بحاجة للتعزيز.

المساهمون