المحاور التي تتناولها المحاضرات تمس القضايا الراهنة بشكل مباشر، ففي حين يطرح لقاء هذا الثلاثاء السؤال "لماذا علينا أن نكون مفكرين نقديين؟"، يثير هذا تساؤلاً: كيف للمثقف السعودي أن يكون نقدياً إن كانت المؤسسة بالمرصاد؟
لا أدل على ذلك أكثر من إدانة الكاتب السعودي نذير الماجد مؤخراً بسبعة أعوام بتهمة التظاهر، كذلك هو حال المعتقل منذ 2012 رائف بدوي مؤسس موقع "الليبراليون السعوديون"، والشاعر الفلسطيني المعتقل أشرف فياض والمحكوم بثمانية أعوام، بعد أن كاد أن يخسر حياته بسبب قصيدة كتبها.
تدور محاضرة الأسبوع المقبل، التي تقام في 28 من الشهر الجاري، حول "الفلسفة والإرهاب". أما المحاور الأخرى التي سيتم النقاش حولها في الأسابيع المقبلة، فتتطرق إلى المشاكل الفلسفية بين الصورة واللغة، وهل يمكن للموسيقى أن تكون حاضنة الفلسفة، والاتصال والانفصال بين العلم وفلسفة العلم، والمنطق وقوة الاستقراء، ونظرية المعرفة من الفلسفة إلى اللافلسفة، ونظرية المعرفة في ضوء البيانات الضخمة، والحيل والمغالطات الخطابية، والنظرية النسبية والإبستمولوجية.
"النادي الأدبي" في الرياض هو واحد من 16 نادٍ أدبي تابع لوزارة الثقافة والإعلام في السعودية، لذلك فهو محكوم بخطاب المؤسسة الرسمية، من هنا ليس سهلاً تناول الفلسفة والمواضيع الفنية مثل الموسيقى والصورة المنتظر نقاشها وسط أجواء التشدد التي تطبقها "هيئة الأمر بالمعروف" على العقول والثقافة، لكن ربما يحمي هذه الأنشطة الفكرية وقوعها تحت خيمة المؤسسة الرسمية وربما تكون هذه هي الطريقة الوحيدة لتمريرها.