ودفعت حادثة اختطاف المسلحين، عشرات الأشخاص في مقر القنصلية التركية في الموصل، أنقرة لاتخاذ مواقف قوية ضد المسلحين، مهددةً إياهم في حال تعرض المحتجزين لأي أذى.
وقال وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، في تصريح صحافي قبيل مغادرته مدينة نيويورك الأميركية، بعدما قطع زيارته للعودة إلى تركيا، "سنرد بأقسى ما يمكن على أي ضرر يمكن أن يلحق بمواطنينا وموظفينا، وعلى الجميع وضع هذا نصب أعينهم".
وأكد أنه "لا ينبغي لأحد الشك في التدابير التي سنتخذها حيال ذلك، ومن غير الممكن أن يصاب أي مواطن تركي بأذى من دون رد، وليس لأحد أن يختبر قوة تركيا".
وأوضح داوود أوغلو أن "قوات الأمن العراقية تركت مدينة الموصل، أمام تقدم تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش)". وأضاف: "أجهزة استخباراتنا، وقوات الأمن، ودبلوماسيونا، اتخذوا كافة التدابير، في ما يتعلق بسلامة وأمن مواطنينا وموظفينا، ونحن حالياً على اطلاع على الوضع الصحي والأمني لهم".
واعتبر أن "حماية البعثة التركية الدبلوماسية في الموصل، هي مسؤولية الدولة العراقية، قبل كل شيء، والقدرة على حماية البعثات الدبلوماسية هي من المقومات الواجب توفرها في أي دولة".
بدوره، أجرى رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، اتصالاً هاتفياً مع نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بحث خلاله الجانبان تطورات الأوضاع في العراق.
كما أعلن المكتب الإعلامي لأردوغان أن الأخير لن يتمكن من المشاركة في افتتاح مركز لبلدية أنقرة مساء الأربعاء، بسبب مشاركته في "قمة الموصل"، التي تجمعه مع الرئيس التركي عبد الله غول، والعديد من أركان الدولة، في مقر الرئاسة بقصر "تشانقايا"، لمناقشة الخطوات التي ستقوم بها أنقرة تجاه الأزمة الجارية في الموصل.
في هذه الأثناء، عقد سفراء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي اجتماعاً طارئاً مساء الأربعاء، بناءً على طلب تركيا. وقال مسؤول في الحلف، رفض الكشف عن اسمه، "أطلعت تركيا الحلفاء الآخرين على الوضع في الموصل واحتجاز مواطنين أتراك بينهم القنصل العام أوزتورك يلماز، رهائن".
وأوضح أن "الاجتماع عقد لأغراض الاطلاع على المعلومات، وليس بموجب المادة الرابعة من معاهدة تأسيس الحلف، التي تسمح لأي عضو بطلب التشاور مع الحلفاء عندما يشعر بتهديد لسلامته الإقليمية".
وأشار المسؤول إلى أن "الحلف لم يتلق أي طلب للمساعدة من السلطات العراقية في ما يتعلق بأحدث التطورات في الموصل"، مشدداً على أن "الهجمات التي ينفذها المسلحون تمثل تهديداً خطيراً لأمن العراق ولاستقرار المنطقة".
وفي واشنطن، أجرى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اتصالاً مع نظيره التركي، أحمد داوود أوغلو، "تناولا فيه آخر التطورات في الموصل، وسبل إطلاق سراح الدبلوماسيين الأتراك".
ودعت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جين بساكي، المجتمع الدولي إلى العمل، وبذل الجهد في سبيل إطلاق سراح الدبلوماسيين الأتراك، الذين تم احتجازهم في مقر القنصلية التركية في مدينة الموصل.
كما أعربت الولايات المتحدة الأميركية، وفقاً لبساكي، عن قلقها من الوضع الأمني المتدهور في العراق وتعهدت بتقديم "أي مساعدة ملائمة" للحكومة العراقية للتصدي للهجمات المتزايدة التي يشنها المسلحون".
وعلقت الخارجية الأميركية على أنباء أن المتشددين في طريقهم لـ"بغداد" قائلةً إن "الوضع مائع على الأرض ولا تأكيد لهذه الأنباء".
وقالت بساكي إن "الولايات المتحدة تعتقد أن مصفاة بيجي أكبر مصفاة لتكرير النفط في العراق لا تزال تحت سيطرة الحكومة العراقية بعدما اجتاح مسلحون مدينة تكريت يوم الأربعاء".
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، الأربعاء إنه "من غير الوارد" اعادة ارسال قوات بريطانية الى العراق. وقال لقناة "اي تي في نيوز "ليس في نيتنا في الوقت الحالي الانخراط عسكريا في العراق".
وأبدى "قلقه" إزاء الوضع، داعياً إلى تشكيل "سريع لحكومة جديدة". وأضاف "لا أرى أن تدخلاً غربياً في العراق هو الرد الجيد، الرد الجيد هو ان يتوصل القادة العراقيون الى الوحدة والتوافق الضروريين لادارة الوضع وتقديم رد امني فعال ورد سياسي ناجع".
بدوره، دان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بقوة اختطاف المسلحين الدبلوماسيين الأتراك. وقال في اجتماع عن مكافحة الإرهاب يوم الأربعاء، إنه "صدم عندما علم بعمليات الاختطاف التي قام بها الإرهابيون".
وفي السياق، أشار السفير الروسي لدى الامم المتحدة، رئيس مجلس الامن للشهر الحالي، فيتالي تشوركين، إلى أن "مقترحات لإجراءات محتملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام قد تقدم اثناء مناقشة للمجلس بشان العراق غدا (اليوم) الخميس".
وقد يضيف المجلس تنظيم "داعش" الى قائمته للعقوبات الخاصة بـ"القاعدة"، وهوا ما سيخضعه لتجميد دولي للاصول المالية.
وفي طهران، أجرى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اتصالاً هاتفياً بنظيره العراقي، هوشيار زيباري، عارضاً دعم طهران "للحكومة والشعب العراقيين في مواجهة الارهاب"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا".
وقال ظريف إن "إيران تدين قتل المواطنين العراقيين وتعرض دعمها للحكومة والشعب العراقيين للتصدي للارهاب".
وفي دمشق، اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن ما "يواجهه العراق الشقيق هو ذاته ما تواجهه سورية من إرهاب مدعوم من الخارج"، مشددة على "استعداد سورية للتعاون مع العراق من أجل مواجهة الإرهاب".