وقال بن بريك، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي من عدن، إنّ "هبة شعبية" ستنطلق لطرد الحكومة من قصر "معاشيق" (المقر المؤقت للحكومة)، بعد أن اتهمها بالتحول إلى "أداة لقتل الشعب وتعذيبه"، بالإضافة إلى اتهامها بالضلوع إلى جانب حزب "الإصلاح" بتقديم معلومات لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، سهلت الهجوم الصاروخي ضد معسكر قوات "الحزام الأمني" في عدن.
وعلى الرغم من تأكيد بن بريك أن "الهبة الشعبية" التي تحدث عنها "سلمية"، إلا أنه حمّل خطابه بتهديدات، قائلاً إنّهم مستعدون للحرب إذا ما فرضت عليهم، وحذر من الاعتداء على المتظاهرين الموالين للمجلس الذي يطالب بالانفصال وتدعمه الإمارات.
وكان هاني بن بريك قد عقد المؤتمر الصحافي للحديث عن نتائج التحقيقات في هجوم "الحوثيين" على معسكر "الجلاء" الخميس الماضي، واتهم حزب "الإصلاح" والحكومة الشرعية بالضلوع بالهجوم.
وقال بن بريك إن "اتهام حزب الإصلاح والحكومة بالضلوع في العملية مبني على معلومات وتحريات قام بها فريق لجنة استخباراتية عُليا ومتخصصة".
وأضاف أن الأخيرة "توصلت إلى معلومات دقيقة ومهمة، حددت نوع الصاروخ والجهة التي أطلق منها، ومن أعطى المعلومات".
يأتي ذلك، فيما بدأ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، اليوم الثلاثاء، زيارة جديدة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، التقى خلالها رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي، عيدروس الزبيدي.
وأوضح بيان لـ"الانتقالي"، اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه، أن الزبيدي ناقش مع غريفيث التطورات الأمنية في مدينة عدن، بالإضافة إلى مستجدات العملية السياسية وجهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة لحل الأزمة في البلاد.
ووفقاً للمجلس، فقد نقل المبعوث الدولي خلال اللقاء تعازي الأمم المتحدة بمقتل القيادي في قوات "الحزام الأمني"، منير اليافعي "أبو اليمامة" الذي قتل الخميس الماضي، بهجوم صاروخي لـ"الحوثيين" استهدف معسكراً للقوات المدعومة من الإمارات.
وجاء اللقاء بالترافق مع التطورات التي شهدتها المدينة، أخيراً، حيث قتل وأصيب العشرات من الجنود بهجوم لـ"الحوثيين"، وكذا تفجير انتحاري بسيارة مفخخة الخميس الماضي. وأعقبت الهجومين حملات نفذتها القوات الموالية للانفصاليين ضد المنحدرين من المحافظات الشمالية في عدن.
اتهام أممي لقوات مدعومة إماراتياً بمهاجمة مدنيين
في سياق متّصل، قالت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، إن "قوات الحزام الأمني" المدعومة إماراتياً في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن "نفذت وساعدت على تنفيذ هجمات انتقامية ضد مدنيين" من شمالي البلاد.
وأضافت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شمداساني، في حديث للصحافيين بجنيف، نقلته وكالة "الأناضول"، "أن المعلومات التي وردت من مصادر متعددة، أشارت إلى عمليات اعتقال واحتجاز تعسفيين، وتهجير قسري، واعتداءات جسدية ومضايقات، فضلاً عن نهب وتخريب من جانب قوات الأمن ضد مئات الشماليين".
وحثت شمداساني جميع أطراف النزاع على السعي إلى وقف تصعيد الوضع.
يأتي ذلك في ظل استمرار حملة تشنها قوات "الحزام الأمني"، لطرد اليمنيين المنحدرين من محافظات شمالي البلاد، بدعوى أنهم "خلايا نائمة وعملاء لجماعة الحوثيين في عدن (جنوب)".
قلق أممي إزاء الوضع بالضالع
في السياق، أعربت المسؤولة الأممية عن القلق العميق إزاء الوضع في محافظة الضالع جنوبي اليمن، منذ تصاعد العمليات العسكرية هناك في مارس/ آذار الماضي، إذ أدى القتال بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) إلى مقتل 26 مدنياً على الأقل وإصابة 45 شخصاً.
وأردفت: "من المحتمل أن تكون الأرقام أعلى بكثير من ذلك".
وقالت إن المفوضية وثقت عدداً من التطورات المقلقة للغاية في اليمن على مدى الأيام العشرة الماضية، "كان لها تأثير خطير على المدنيين" في جميع أنحاء البلاد.
وعزت هذه التطورات المقلقة إلى تكثيف الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة و"داعش" أنشطتها في البلاد.
ولفتت شمداساني إلى مقتل 14 مدنياً وإصابة 26 آخرين، جراء هجوم في منطقة سوق الثابت بمحافظة صعدة 29 يوليو/ تموز الماضي، مشيرة إلى تقارير متضاربة حول ضلوع أي من الأطراف المتحاربة في اليمن.
ودعت إلى ضمان التحقيق في أي هجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية بشكل هادف، وتقديم الجناة إلى العدالة.