دخلت معركة طرد مسلحي "داعش" من أبرز معاقلهم في سورية أسبوعها الرابع، وسط استمرار المعارك اليومية التي تخوضها "قوات سورية الديمقراطية" هناك، وقد تحوّل معظمها إلى حرب شوارع بأحياء مدينة الرقة، ما أفقد القوات المهاجمة خاصية الاستفادة من الغطاء الجوي الذي توفره طائرات "التحالف الدولي". هكذا، بدأ التقدم السريع الذي أحرزته "قوات سورية الديمقراطية" خلال الأسابيع الماضية، يتباطأ، وسط شن مسلحي "داعش" لهجماتٍ خاطفةٍ في اليومين الماضيين، تمكنوا على أثرها من إعادة بسط نفوذهم على حي الصناعة وأجزاء من حي المشلب.
وأكدت مصادر عسكرية ميدانية لـ"العربي الجديد" أن "تنظيم داعش شنّ منذ مساء الخميس هجماتٍ معاكسة وخاطفة ضد مواقع قوات سورية الديمقراطية شرقي مدينة الرقة، تمكن على إثرها من استعادة عدة مواقع خسرها سابقاً وأهمها حي الصناعة، فضلاً عن شنه هجوماً آخر سيطر بعده على أجزاء من حي المشلب". وبدأ التنظيم هجماته الأعنف من نوعها منذ انطلاق معركة مدينة الرقة، مطلع شهر يونيو/ حزيران، بتفجيره مساء الخميس ثلاث عربات مفخخة في نقاطٍ تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية"، ما مكّنه من إبعاد هذه القوات عن حي الصناعة بشكل كامل وأجزاء من حي المشلب. وتبعت ذلك هجمات أخرى لـ"داعش" جنوبي الرقة، في مسعى من مسلحي التنظيم لفك الحصار الكامل الذي بات مفروضاً عليهم من جميع جهات المناطق التي يوجدون فيها داخل أحياء الرقة. وبسطت القوات المهاجمة نفوذها بعدما سيطرت على كسرة فرج، وعلى قرية أخرى تُدعى كسرة عفان جنوبي المدينة، وأحكمت بذلك طوقاً دائرياً حول مدينة الرقة.
وأضافت المصادر أن النظام السوري لم يدخل إلى المنطقة التي انسحب منها عناصر تنظيم "داعش"، ولم تعرف الوجهة التي انسحبوا إليها. وتابعت أن النظام في المحصلة، يكون قد أمّن بشكل كامل طريق إمداده من حماة إلى مدينة حلب من هجمات التنظيم المتكررة. وفقد "داعش" خلال الأشهر القليلة الماضية أبرز وآخر معاقله الكبرى المهمة في ريف حلب الشرقي، وأهمها مدن جرابلس، الراعي، الباب وغيرها بعد عملية "درع الفرات" التي يدعمها الجيش التركي بمشاركة فصائل من "الجيش السوري الحر". كذلك فقدَ التنظيم في ريف حلب معاقله المهمة مثل منبج على يد "قوات سورية الديمقراطية"، وأخيراً مناطق مسكنة وما حولها جنوبي شرقي حلب على يد قوات النظام المدعومة من الطيران الروسي، ليتلاشى وجود التنظيم في محافظة حلب التي كان يسيطر على أجزاء كبيرة من ريفها الشرقي.