واستفاق سكان حلب ليعاينوا الدمار الواسع الذي تركته الغارات الجوية وعمليات القصف المدفعي والصاروخي التي شنتها قوات النظام على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، بمدينة حلب، فبعد أن اضطرت أعداد كبيرة من الحلبيين إلى النزوح مؤقتاً بين أحياء المدينة، عاد النازحون إلى منازلهم التي طاولها القصف العنيف، ليقيّموا الأضرار التي أصابتها، وطاولت محالهم التجارية، ليقرروا مدى إمكانية إصلاحها والعودة إليها.
ولم تسجل حالات نزوح من مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب خلال الأسبوع الماضي، بحسب مصادر إغاثية في المدينة، بالرغم من القصف العنيف جداً الذي شهدته، إذ اقتصرت عمليات النزوح على الانتقال من حي إلى آخر بحثاً عن درجة أعلى من الأمان في الأحياء التي لم تركز طائرات النظام السوري القصف عليها.
ويشير من تحدث "العربي الجديد" إليهم من عمال الإغاثة في حلب، إلى أن السكان كانوا ينتظرون الاتفاق على "الهدنة"، وعلى هذا الأساس لم يغادروا المدينة، إلا أن أي انهيار "للهدنة الجديدة" سيدفع بلا شك بالآلاف منهم إلى النزوح نحو الحدود التركية.
ولا يبدو أن "الهدنة الجديدة" في حلب ستصمد طويلاً، فمع صباح اليوم الأول سجلت عمليات قصف جوي ومدفعي قامت بها قوات النظام السوري على مناطق سيطرة المعارضة، بريف حلب الجنوبي.
في السياق، قال عضو مكتب ريف حلب الجنوبي الإعلامي عبدالله زكريا لـ"العربي الجديد"، إن طائرة مروحية تابعة للنظام ألقت في الساعة السابعة (التوقيت المحلي) صباح اليوم الخميس، أربعة براميل متفجرة على مناطق سيطرة المعارضة بمحيط بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي، ما أدى إلى سقوط نحو عشرة جرحى، في الوقت الذي كانت فيه قطع مدفعية تابعة للنظام ومتمركزة في منطقة جبل عزان القريبة، تستهدف بلدة العيس وأوتوستراد حلب دمشق الدولي الذي تسيطر عليه المعارضة، بنحو عشرين قذيفة مدفعية.