انطلقت، صباح اليوم الجمعة، الجولة الأخيرة من مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها رئيس الحكومة المكلف، يوسف الشاهد، والذي استقبل، خلال المشاورات، وفداً من حركة النهضة يتمثّل في رئيس الحركة، راشد الغنوشي، ورئيس الكتلة النيابية، نور الدين البحيري، ورئيس المكتب السياسين نور الدين العرباوي.
وقال الغنوشي، إثر انتهاء اللقاء، إن الحركة دعت إلى الإبقاء على كل من وزيري الداخلية والدفاع لضمان تواصل النجاح الأمني في البلاد، وأنّها قدّمت سيراً ذاتية لمرشّحيها لتولي حقائب وزارية، مؤكداً أنه تم احترام شروط الشباب والمرأة.
لكن الدعوة للإبقاء على وزير الدفاع قد تشكّل مصدر قلق إضافي للشاهد، الذي تؤكد بعض التسريبات أنه يفكر في تغيير وزير الدفاع.
ولكن إشارة الغنوشي للإبقاء على وزيري الدفاع والداخلية، دون التأكيد على وزير الخارجية، قد يفهم منها أن النهضة تحبّذ تغييره، برغم علمها بأن الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، هو من أكثر المتشبّثين بوزير خارجيته، خميس الجهيناوي، ولكن الغنوشي أوضح أن حزبه يفضّل تحييد وزارات السيادة عن كل الأحزاب، وأن سبب دعوته الإبقاء على الوزيرين هو مواصلة النجاح في مجال مكافحة الاٍرهاب.
وأكدت مصادر من داخل "النهضة" لـ"العربي الجديد"، أن مشاورات الحركة الداخلية، التي أشرفت عليها لجنة خاصة، دعت إلى الإبقاء على أمينها العام، زياد العذاري، ورشحت كاتب الدولة السابق للهجرة، حسين الجزيري، كما رشّحت عددا من قياداتها الشابة للبرلمان والشورى، ومن بينهم الناطق الرسمي السابق باسم الحركة، أسامة الصغير، والناطق الحالي، عماد الحمامي، وعددا من الأسماء الأخرى، تتضمّن، على الأغلب، مستشار الغنوشي السياسي، لطفي زيتون، ونائبة رئيس المجلس الوطني التاسيسي السابقة، محرزية العبيدي.
وينتظر أن يواصل الشاهد سلسلة محادثاته مع بقية الأحزاب، اليوم، لتلقي مقترحاتها بخصوص مرشحيها، محاولاً الانتهاء من تشكيل الحكومة نهاية هذا الأسبوع، ومن ثمّ عرضها بداية الأسبوع القادم، بعد جولة أخيرة يبلّغ فيها الأحزاب رده على مقترحاتها.