حكواتي: قصّة خيانة زوجية فيسبوكية

11 ديسمبر 2014
العالم الافتراضي (Getty)
+ الخط -
هي سيّدة متزوجة تبلغ الثلاثين من عمرها. عادت إلى مدينتها بعد طول غياب، تحلم بالشهرة، تدّعي التقوى إلى جانب الغموض، (تظهر في أغلب صورها الموضوعة على فيسبوك، والظلّ يغطّي نصف وجهها). كما أنّها تعشق حبّ الظهور وزاد الأمر عندما تواصلت عبر فيسبوك مع أنصاف مثقفين وكتاب وفنانين مهمّشين.

بدأت لاحقاً في ممارسة هوايتها من خلال إعداد فيديوهات لبعض أصدقائها هؤلاء، ووضعها على يوتيوب. تعرّفت إليها عندما طلبت صداقتي، فأضفتها لأنّه يجمعني بها أصدقاء مشتركون. بعد شهرين، ذهبت لأقدّم عرضاً من حكاياتي للبالغين في مدينتها. فأرسلت لي أنّها قادمة مع زوجها للتعرف على كل أصدقائها الافتراضيين. فرحتُ بفرصة لقائها. لكن عندما التقيتها، شعرت منذ البداية بعدم الراحة لحضورها وتصنّعها في الكلام وتبرّجها المبالغ فيه.

توحي نظراتها أنّها صيادة ماهرة تفحص الفرص لإيجاد الفريسة الملائمة. حاولت ألاّ أحكم عليها من تصرفاتها وشكلها، وتغلّبت على نفوري منها وأبديتُ اهتماماً رغم انشغالها بالتعرّف إلى الجميع. فجأة اختفت. وعندما سألت عنها، أخبرتني إحدى قريباتها أنّ مشادّة حصلت بينها وبين زوجها وغادرت.

بعد أسابيع عدة، عرفت من المرأة نفسها أنّ أحد الفنانين (متزوج وله 7 أولاد) رسم السيدة الغامضة. وعندما قصدته لتحصل على اللوحة، طلبت من قريبتها أن تخبر زوجها في حال اتصل بها، أنّها كانت تزورها في بيتها. أكّدت لي هذه الحكاية شكوكي فيها. وكنتُ رأيت، سابقاً، مشاركة هذا الفنان لفيديو وضعته على صفحتها. وقد رافقت الأغنية بمقطع من فيلم لسعاد حسني وأحمد زكي، حيث لعب دور فنان تشكيلي يرسم سعاد (عشيقته) بلوحة من الذاكرة. وقد نال الفيديو تعليقات غزلية عديدة بينهما.

ضحكتُ لمعرفتي قصّتهما، وأنا متأكدة أنّ قريبتها أخبرت غيري. هذه الأمور جعلتني أتفادى التعامل الافتراضي والحقيقي مع السيدة. فبعثت لي رسالة تسألني عن سبب ابتعادي، فأخبرتها حقيقة تصرّفاتها وتصنّعها. فما كان منها إلاّ أن سبقتني وحذفتني. فرحتُ بالأمر، وتأسّفتُ على ما وصل إليه هذا العالم.
المساهمون