في شهر رمضان، وعلى مدى 18 عاماً، ظل راوي القصص (الحكواتي) في غزة فداء اللداوي يجمع الأطفال في أزقة مخيم النصيرات لتسليتهم بالقصص والأغاني. لكن هذا العام، تمنع إجراءات العزل العام اللداوي من جلسات الحكي الممتعة في الهواء الطلق. وبدافع من شعوره بالرفض لقطع هذا التقليد السنوي وحرمان الأطفال منه، قرر سرد قصصه على الإنترنت.
زيّن الرجل غرفة معيشته بالفوانيس والأضواء لخلق الأجواء الرمضانية التقليدية. ويجلس اللداوي على أريكة بزِيّه المميز وطربوشه الأحمر، ويسجّل لقطات لنفسه وهو يحكي القصص لابنته الصغيرة ليان. وقال "كنا في السابق نعمل أجواء حلوة في رمضان، كنا نعمل جو قبل رمضان بيوم، فوانيس وطبل ومديح وأنا كنت ألبس شخصية الحكواتي وكنا نجيب مهرجين ونعمل حفل لاستقبال شهر رمضان المبارك، والسنة اختلفت تمام، الكل موجود في الحجر المنزلي، ما حادة بيطلع فحبيت إنه أنا أتواصل مع الأطفال عن طريق الإنترنت، أعمل فيدوهات لقصص أنا بسردها، كانوا الأطفال مبسوطين كتير فيها".
وتشتمل كثير من قصصه على مواضيع تعليمية ونصائح حول سبل منع انتشار الفيروس. وقالت ابنته ليان "هالحين أنا كنت أطلع مع بابا في العروض وكان دايما بابا كان يحكيلي قصص كتير حلوة. أنا مبسوطة كتير عشان بابا ضله قاعد معانا في البيت وإن شاء الله حيبعد عنا الكورونا".
ويبث اللداوي مقاطع الفيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كل يومين، ثم يُحملها لاحقاً على موقع يوتيوب. ووصلت مقاطع الفيديو التي نشرها اللداوي إلى حوالي 660 مشاهداً من الصغار في ظل إجراءات العزل العام حتى الآن. وأصاب فيروس كورونا المستجد بالفعل 20 شخصاً في قطاع غزة دون حدوث وفيات. وبلغت الإصابات المسجلة في فلسطين حتى الآن 543 حالة، بينها ثلاث وفيات.
(رويترز)
دلالات
المساهمون
المزيد في منوعات