روما. مدينة امتزجت بالتاريخ منذ سنوات غابرة، عرفها الجميع بأنها مركز حكم القياصرة سابقاً وعاصمة إيطاليا حالياً. بين الفن والسياسة والرياضة تأخذ كرة القدم حيزاً كبيراً من اهتمامات الجماهير هناك. وتحديداً في ديربي "ديلا كابيتالي" بين غريمين يشهد الجميع لهما، روما ولاتسيو.
سماء العاصمة الإيطالية رمادية هذا اليوم، إنه الثامن والعشرون من أكتوبر عام 1979، الجميع في اللقاء يترقب بشغف الديربي، بين الجماهير يجلس مشجع يدعى فيتنتشنزو باباريلي، يمسك بشطيرة بيده ويتناولها ببطء، فجأة أطلقت بعض الجماهير صاروخين، لكن من سوء حظه دخل أحدهما في عينه.
يحكي أحد الشهود عن الكارثة التي حصلت في ذلك الديربي الأسود، وعن رسومات الدم في المدرجات: "كانت زوجته إلى جانبه جالسة، بدأ باباريلي الصراخ طالباً المساعدة، لكن الكثير من المشجعين كانوا يهمون في الهرب بسبب حالة الذعر والإرهاب الحاصل هناك".
وسط تلك المعاناة التي كان يعيشها مشجع لاتيسو تقدم نحوه طفلٌ محاولاً نزع الصاروخ الذي هشم وجهه، لكنه نجح في نزع النصف وبقى النصف الآخر داخل الرأس مصدراً الكثير من الدخان القاتل، وصل بعدها المسعفون والأطباء إلى المدرجات ونقلوه عبر سيارة الإسعاف محاولين إيصاله إلى مستشفى "سان سيريبتو" (الروح القدس) لكنه فارق الحياة ليصبح جثة أمام عائلته.
(الصورتان من موقع لاتسيو ويكي)
كان فينتشنزو يبلغ من العمر حينها 33 عاماً وكان متزوجاً وأباً لطفلين، ذهب الضباط المكلفون بتنفيذ القانون على الفور لمطاردة منفذ العملية، وبعد تحقيق قصير، اكتشف أمر جيوفاني فيوريلو صاحب الـ18 وهو رسام على المباني، بأنه صاحب الفعلة في تلك الأمسية، ورغم محاولته الهرب خارج البلاد تم إلقاء القبض عليه بعدها بفترة، ليسجن لسنوات طويلة قبل أن يتوفى يوم 24 مارس/ آذار عام 1993، وفي يوم 29 أكتوبر 2001 أي بعد اثنين وعشرين عاماً على ذلك المشهد المأساوي وضعت لوحة تذكارية له في الجانب الشمالي من الملعب الأولمبي.
انتهى ذلك الديربي الذي حصد معه الكثير من الأسى بهدفٍ لمثله، حينها سجل فرانشيسكو روكا هدف روما الأول في الدقيقة الخامسة ليخطئ زميله الإيطالي روبرتو بوزو بعدها، مسجلاً هدف التعادل في مرمى فريقه عن غير قصد، لكن في صباح اليوم التالي كانت عناوين الصحف قد قررت الحديث عن وفاة ذلك المشجع الذي ذنبه أنه أراد مشاهدة الديربي المجنون.
اقــرأ أيضاً
سماء العاصمة الإيطالية رمادية هذا اليوم، إنه الثامن والعشرون من أكتوبر عام 1979، الجميع في اللقاء يترقب بشغف الديربي، بين الجماهير يجلس مشجع يدعى فيتنتشنزو باباريلي، يمسك بشطيرة بيده ويتناولها ببطء، فجأة أطلقت بعض الجماهير صاروخين، لكن من سوء حظه دخل أحدهما في عينه.
يحكي أحد الشهود عن الكارثة التي حصلت في ذلك الديربي الأسود، وعن رسومات الدم في المدرجات: "كانت زوجته إلى جانبه جالسة، بدأ باباريلي الصراخ طالباً المساعدة، لكن الكثير من المشجعين كانوا يهمون في الهرب بسبب حالة الذعر والإرهاب الحاصل هناك".
وسط تلك المعاناة التي كان يعيشها مشجع لاتيسو تقدم نحوه طفلٌ محاولاً نزع الصاروخ الذي هشم وجهه، لكنه نجح في نزع النصف وبقى النصف الآخر داخل الرأس مصدراً الكثير من الدخان القاتل، وصل بعدها المسعفون والأطباء إلى المدرجات ونقلوه عبر سيارة الإسعاف محاولين إيصاله إلى مستشفى "سان سيريبتو" (الروح القدس) لكنه فارق الحياة ليصبح جثة أمام عائلته.
(الصورتان من موقع لاتسيو ويكي)
كان فينتشنزو يبلغ من العمر حينها 33 عاماً وكان متزوجاً وأباً لطفلين، ذهب الضباط المكلفون بتنفيذ القانون على الفور لمطاردة منفذ العملية، وبعد تحقيق قصير، اكتشف أمر جيوفاني فيوريلو صاحب الـ18 وهو رسام على المباني، بأنه صاحب الفعلة في تلك الأمسية، ورغم محاولته الهرب خارج البلاد تم إلقاء القبض عليه بعدها بفترة، ليسجن لسنوات طويلة قبل أن يتوفى يوم 24 مارس/ آذار عام 1993، وفي يوم 29 أكتوبر 2001 أي بعد اثنين وعشرين عاماً على ذلك المشهد المأساوي وضعت لوحة تذكارية له في الجانب الشمالي من الملعب الأولمبي.
انتهى ذلك الديربي الذي حصد معه الكثير من الأسى بهدفٍ لمثله، حينها سجل فرانشيسكو روكا هدف روما الأول في الدقيقة الخامسة ليخطئ زميله الإيطالي روبرتو بوزو بعدها، مسجلاً هدف التعادل في مرمى فريقه عن غير قصد، لكن في صباح اليوم التالي كانت عناوين الصحف قد قررت الحديث عن وفاة ذلك المشجع الذي ذنبه أنه أراد مشاهدة الديربي المجنون.