حكاية سلطانٍ سويدي وجد نفسه خارج المونديال

30 ابريل 2018
زلاتان إبراهيموفيتش هداف منتخب السويد الأول (Getty)
+ الخط -
سيغيب العديد من النجوم عن بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، أبرزهم النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي كان قد خطف الأنظار، في الفترة الأخيرة، عن إمكانية عودته إلى ارتداء قميص بلاده في العرس العالمي. وكان زلاتان قد أعلن اعتزاله الدولي في عام 2016 عقب بطولة "يورو فرنسا"، لكن الفوز على إيطاليا في الملحق الأوروبي وبلوغ المونديال أثار شائعات عديدة.

وأكد الاتحاد السويدي، في بيان رسمي عبر رئيسه لارس ريشت، أن زلاتان أكد له عدم نيته العودة عن اعتزاله، إذ يحترم قراره السابق، على الرغم من أن إبراهيموفيتش كان قد صرح في حلقة تلفزيونية في الولايات المتحدة الأميركية أن بطولة كأس العالم ليست حقيقية بدونه، وهذا الأمر أثار تساؤلاتٍ عديدة وطرح احتمالات كثيرة عما حصل بين النجم المخضرم والمدرب والاتحاد السويدي.

احتمالاتٌ عديدة
طُرحت العديد من التساؤلات في الصحافة العالمية والأوساط الجماهيرية عما حصل مع زلاتان، فكيف للاعب أن يخرج قبل فترة ويتحدث عن بطولة كأس العالم، ويُظهر رغبة في المشاركة ثم يأتي بيان الاتحاد السويدي ليؤكد عدم نيته التواجد مع المنتخب، وجاء البيان مقتضباً من دون كشف أي تفاصيل أخرى.

ترى الجماهير أن الاتحاد السويدي لم يكن لديه مانعٌ في عودة زلاتان إلى المنتخب والمشاركة في كأس العالم، خاصة بعدما استعاد نجوميته في الفترة الأخيرة، على إثر الإصابة التي عانى منها في الرباط الصليبي حين كان في نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي.

وبحسب تعليقات الجماهير، فإن المدرب جان أندرسون كان سبب المشكلة، فهو الذي عارض عودة زلاتان إلى المنتخب واستعادة سلطته التي كان يمتلكها في الماضي، حين كان يسيّر الأمور في المنتخب بيدٍ من حديد، ولكن مع إمكانية عودته قيل إن المدرب طرح عليه فكرة الجلوس احتياطياً، وهذا الأمر لم يرض النجم الكبير، الذي قضى سنوات طويلة مميزة ورائعة في المنتخب.

السلطان وسنوات المنتخب
بدأت مسيرة زلاتان إبراهيموفيتش مع المنتخب في مباراة ودية، يوم 31 يناير 2001، بمواجهة جزر الفارو، حينها انتهت المواجهة بالتعادل السلبي بدون أهداف، وانتظر حتى يوم 7 أكتوبر من نفس العام ليخوض مباراته الرسمية الأولى، وكان ذلك في تصفيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان أمام منتخب أذربيجان، فاستطاع تسجيل هدفٍ من بين ثلاثة وتصدرت بلاده المجموعة، ليتم بعدها استدعاؤه إلى المنتخب المشارك في الحدث العالمي، لكنه يومها أقصي من دور الـ16 أمام السنغال بقيادة الحجي ضيوف.

تأهلت بعدها السويد إلى يورو 2004 بعدما تصدرت مجموعتها، وسجل زلاتان ثلاثة أهداف فقط طيلة فترة التصفيات، ولكن بعد انطلاق المسابقة القارية ساعد إبرا زميله فريديريك ليونبرغ على تسجيل أحد الأهداف أمام بلغاريا وهزّ الشباك من علامة الجزاء، وفي المباراة التالية ضد إيطاليا سجل هدفه الشهير في مرمى بوفون في الدقيقة 85، وتأهل بعدها منتخب السويد إلى ربع النهائي، لكن الخروج جاء على يد هولندا.

وفي بطولة كأس العالم 2006 فشل زلاتان في التسجيل، بالرغم من التأهل إلى دور الـ16، لكن الخروج جاء على يد ألمانيا.

بعد هذه الفترة، عاش زلاتان مشاكل في المنتخب حين خرج مع زميله كريستيانو ويلهمسون وأولوف ميلبرغ في إحدى المناسبات لقضاء سهرة في أحد النوادي الليلة، قبل يومين من مباراة في التصفيات المؤهلة ليورو 2008، وحين علم المدرب لارس لاغيرباك استبعدهم عن التشكيلة، ولم يخالف زميلا إبر المدير الفني، إلا أن السلطان رفض القرار ودخل في مشاحنة كبيرة، وتغيب بعدها عن عدة مباريات بسبب ما حصل معه، لكنه عاد بعدها واستدعي للعب في يورو 2008، إلا أنه فشل في تجاوز دور المجموعات.

حاول بعدها زلاتان قيادة منتخب بلاده إلى كأس العالم 2010، لكنه واجه صعوبات كبيرة في ذلك، ورغم الأهداف التي سجلها لم تنجح السويد في الذهاب إلى جنوب أفريقيا، لتبدأ بعدها مرحلة التحضير ليورو 2012 التي لم يواجه فيها زلاتان مع زملائه أي مشكلة للتأهل إلى منافساتها.

في تلك البطولة سجل إبراهيموفيتش هدفاً في المباراة الافتتاحية أمام أوكرانيا، لكن الفريق خسر بنتيجة 1-2، إلا أن ذلك لم يُحبط النجم الكبير الذي قاد منتخبه للفوز على فرنسا 2-0، إلا أن الصدمة كانت بالخروج من المسابقة، بالرغم من أن زلاتان اختير ضمن فريق البطولة بسبب مستواه الرائع.

لم ينجح بعدها إبراهيموفيتش في التأهل إلى بطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم، حين تأهل المنتخب إلى الملحق الأوروبي، لكنه سقط أمام البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو، وخرج اللاعب السويدي للقول يومها: "أمرٌ واحد مؤكد، كأس العالم بدوني لا يُمكن مشاهدته".

سجل إبراهيموفيتش، يوم الرابع من سبتمبر/أيلول 2014، هدفه رقم 50 في مباراة إستونيا، وأصبح حينها الهداف التاريخي، ويوم 8 أيلول خاض مباراته رقم 100، ومع انطلاق يورو 2016 التي استضافتها الأراضي الفرنسية أعلن اعتزاله اللعب دولياً.

ويعتبر النجم السويدي الأفضل في تاريخ بلاده، إلى جانب بعض اللاعبين الذين عاصرهم وتفوق عليهم في العديد من المناسبات، أمثال هنريك لارسن، نجم برشلونة السابق، وكذلك ليونبرغ الذي لعب في صفوف أرسنال الإنكليزي. ويبلغ زلاتان من العمر في الوقت الحالي 36 عاماً. ومن دون شك، باتت أيام مسيرته في عالم الساحرة المستديرة معدودة.


المساهمون