منذ مطلع الثمانينيات، شكل اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي شارك زميله معمر القذافي في انقلاب عسكري على الحكم الملكي في ليبيا عام 1969، ظاهرة مثيرة للجدل، إذ برز كأحد أهم أركان القذافي العسكرية، ليقود حربًا لسنوات، جنّد خلالها الآلاف من الشباب الليبي ضد دولة تشاد.
ولا تزال الذاكرة المحلية الليبية تحتفظ بصورة مروعة لما رواه المجندون الشباب، الذين كانوا يقادون من المدارس إلى الحرب، إثر تعرض قوات الجيش الليبي على يد حفتر لانكسارات عسكرية كبيرة، فكثير من الأسر لا تزال تعتقد أن أبناءها ضمن المفقودين في حروب القذافي وحفتر.
ورغم القول إن لانشقاق حفتر عن القذافي أثرًا كبيراً في الخسارة العسكرية ضد القوات التشادية في معركة وادي الدوم عام 1987 في جنوب ليبيا، وهربه إلى الولايات المتحدة الأميركية ليقيم فيها منذ ذلك العام حتى عام 2011؛ إلا أن بعض المنشقين عن القذافي إبان ثورة فبراير عام 2011 تحدثوا عن دور كبير (لحفتر) في كشف محاولة التخلص من "الزعيم" الليبي عام 1993، وقد قادها ضباط بالجيش الليبي ومن بينهم حفتر نفسه، الذي يعتقد أنه من أبلغ القذافي عن الانقلاب العسكري الذي تمكن رفيقه القذافي من إفشاله، وقتل كامل الضباط المشاركين فيه.
علاقة حفتر بالقذافي بقيت تتسم بالغموض، لا سيما بعد أن ولد للقائد العسكري المنشق عن زعامة القذافي ابنة من زوجته عام 1993، التي لم تغادر مدينة أجدابيا إلى ذلك الحين، الأمر الذي دعا عديد المتابعين الى الاعتقاد بأن علاقة الرجلين لم تنقطع.
وأخيراً، عثر على تسجيل صوتي لزيارة قام بها القذافي عام 2005 لأسرة حفتر في القاهرة. كان القذافي يتحدث خلال التسجيل إلى أسرة حفتر ويصفه بـ"الصديق والرفيق المقرب منه"، بينما قال أحد أبناء حفتر إن والده "كان دومًا يقول قد تركت لكم من هو خير مني ومن أهلكم وهو معمر القذافي"، مؤكّدًا للأخير "محبّة والده له". اعترف حفتر لاحقًا بهذا اللقاء، خلال مقابلة أجرتها معه قناة "النبأ" الليبية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2013، مؤكدًا أن القذافي منح له ولأسرته "فيلا في القاهرة"، وأن القذافي زار أسرته خلال عام 2005.
اقــرأ أيضاً
ورغم مزاعم حفتر بأنه من أقدم معارضي القذافي، إلا أنه، خلال اللقاء ذاته، وصفه بـ"الزميل وحافظ القرآن"، وأن انقلاب 1969 "كان ثورة شعبية ولم يكن انقلابًا"، مما حدا بالبعض للقول إن حفتر كان يمارس دور العميل المزدوج أثناء إقامته في الولايات المتحدة، وأنه لم يكن منشقًّا عن القذافي.
ورغم زعمه لاحقاً بأنه انضم مبكّرًا لثورة الشعب الليبي، التي أطاحت بحكم القذافي عام 2011، إلا أنه لم يبرز على الساحة إلا إثر أحداث تتعلق بقيام ابنه صدام باقتحام مقر "بنك الأمان" وسط العاصمة طرابلس بواسطة مليشيا تابعة لمدينة الزنتان في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، ولم تتضح أسباب ونتائج الاقتحام حتى اليوم.
ورغم بروز نجم حفتر كطامح للوصول إلى كرسي الحكم، بعد نجاح ثورة فبراير؛ إلا أن دور أبنائه بقي غامضًا. غير أن تمكنه من إطلاق حملة عسكرية في بنغازي عام 2014 أفسح له المجال لإبراز أبنائه من خلال تكليفهم بمهام وأدوار ضمن عمليته العسكرية.
وقد تحدّث عديد المنشقين عن قيادة عملية حفتر العسكرية عن تعرضهم لإيذاء والتضييق من قبل أبنائه، بل أعلن المتحدث باسم ما يعرف بـ"عملية الكرامة"، محمد الحجازي، في بيان انشقاقه في يناير/كانون الثاني الماضي، عن "تحويل حفتر لمخصصات قوات الكرامة المالية لحسابات أبنائه في الخارج"، مضيفًا أنه "لم يعد يثق في أحد من المقربين منه"، كما أشار إلى أن الأخير عين بعضًا من أقربائه في مناصب عسكرية.
وأظهرت بعض الوثائق المسربة، التي نشرتها صحيفة "الإمارات 77" في نوفمبر/كانون الثاني 2015، تكليفه لابن عمه محمد المهدي الفرجاني ليكون المخوّل الوحيد والرسمي بالنسبة له للتفاوض لدى الإمارات بشأن الحصول على الأسلحة.
ومؤخرًا، أثار ظهور نجله صدام في حفل تخرج أقامه الأردن لعدد من منتسبي قواته وهو يلبس رتبًا عسكرية، موجة من الغضب في الأوساط الليبية، فرغم تبرير المتحدث باسم قواته، أحمد المسماري، ذلك بالقول إن تلك الرتبة العسكرية هي رتبة شرفية منحت له من الأردن، إلا أن نشطاء عبروا عن غضبهم من سلوك حفتر وانتهاجه نهج رفيقه القذافي في محاولة توريث أبنائه وتقريبهم من السلطة.
ولا تزال الذاكرة المحلية الليبية تحتفظ بصورة مروعة لما رواه المجندون الشباب، الذين كانوا يقادون من المدارس إلى الحرب، إثر تعرض قوات الجيش الليبي على يد حفتر لانكسارات عسكرية كبيرة، فكثير من الأسر لا تزال تعتقد أن أبناءها ضمن المفقودين في حروب القذافي وحفتر.
ورغم القول إن لانشقاق حفتر عن القذافي أثرًا كبيراً في الخسارة العسكرية ضد القوات التشادية في معركة وادي الدوم عام 1987 في جنوب ليبيا، وهربه إلى الولايات المتحدة الأميركية ليقيم فيها منذ ذلك العام حتى عام 2011؛ إلا أن بعض المنشقين عن القذافي إبان ثورة فبراير عام 2011 تحدثوا عن دور كبير (لحفتر) في كشف محاولة التخلص من "الزعيم" الليبي عام 1993، وقد قادها ضباط بالجيش الليبي ومن بينهم حفتر نفسه، الذي يعتقد أنه من أبلغ القذافي عن الانقلاب العسكري الذي تمكن رفيقه القذافي من إفشاله، وقتل كامل الضباط المشاركين فيه.
علاقة حفتر بالقذافي بقيت تتسم بالغموض، لا سيما بعد أن ولد للقائد العسكري المنشق عن زعامة القذافي ابنة من زوجته عام 1993، التي لم تغادر مدينة أجدابيا إلى ذلك الحين، الأمر الذي دعا عديد المتابعين الى الاعتقاد بأن علاقة الرجلين لم تنقطع.
وأخيراً، عثر على تسجيل صوتي لزيارة قام بها القذافي عام 2005 لأسرة حفتر في القاهرة. كان القذافي يتحدث خلال التسجيل إلى أسرة حفتر ويصفه بـ"الصديق والرفيق المقرب منه"، بينما قال أحد أبناء حفتر إن والده "كان دومًا يقول قد تركت لكم من هو خير مني ومن أهلكم وهو معمر القذافي"، مؤكّدًا للأخير "محبّة والده له". اعترف حفتر لاحقًا بهذا اللقاء، خلال مقابلة أجرتها معه قناة "النبأ" الليبية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2013، مؤكدًا أن القذافي منح له ولأسرته "فيلا في القاهرة"، وأن القذافي زار أسرته خلال عام 2005.
ورغم مزاعم حفتر بأنه من أقدم معارضي القذافي، إلا أنه، خلال اللقاء ذاته، وصفه بـ"الزميل وحافظ القرآن"، وأن انقلاب 1969 "كان ثورة شعبية ولم يكن انقلابًا"، مما حدا بالبعض للقول إن حفتر كان يمارس دور العميل المزدوج أثناء إقامته في الولايات المتحدة، وأنه لم يكن منشقًّا عن القذافي.
ورغم زعمه لاحقاً بأنه انضم مبكّرًا لثورة الشعب الليبي، التي أطاحت بحكم القذافي عام 2011، إلا أنه لم يبرز على الساحة إلا إثر أحداث تتعلق بقيام ابنه صدام باقتحام مقر "بنك الأمان" وسط العاصمة طرابلس بواسطة مليشيا تابعة لمدينة الزنتان في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، ولم تتضح أسباب ونتائج الاقتحام حتى اليوم.
ورغم بروز نجم حفتر كطامح للوصول إلى كرسي الحكم، بعد نجاح ثورة فبراير؛ إلا أن دور أبنائه بقي غامضًا. غير أن تمكنه من إطلاق حملة عسكرية في بنغازي عام 2014 أفسح له المجال لإبراز أبنائه من خلال تكليفهم بمهام وأدوار ضمن عمليته العسكرية.
وقد تحدّث عديد المنشقين عن قيادة عملية حفتر العسكرية عن تعرضهم لإيذاء والتضييق من قبل أبنائه، بل أعلن المتحدث باسم ما يعرف بـ"عملية الكرامة"، محمد الحجازي، في بيان انشقاقه في يناير/كانون الثاني الماضي، عن "تحويل حفتر لمخصصات قوات الكرامة المالية لحسابات أبنائه في الخارج"، مضيفًا أنه "لم يعد يثق في أحد من المقربين منه"، كما أشار إلى أن الأخير عين بعضًا من أقربائه في مناصب عسكرية.
وأظهرت بعض الوثائق المسربة، التي نشرتها صحيفة "الإمارات 77" في نوفمبر/كانون الثاني 2015، تكليفه لابن عمه محمد المهدي الفرجاني ليكون المخوّل الوحيد والرسمي بالنسبة له للتفاوض لدى الإمارات بشأن الحصول على الأسلحة.
ومؤخرًا، أثار ظهور نجله صدام في حفل تخرج أقامه الأردن لعدد من منتسبي قواته وهو يلبس رتبًا عسكرية، موجة من الغضب في الأوساط الليبية، فرغم تبرير المتحدث باسم قواته، أحمد المسماري، ذلك بالقول إن تلك الرتبة العسكرية هي رتبة شرفية منحت له من الأردن، إلا أن نشطاء عبروا عن غضبهم من سلوك حفتر وانتهاجه نهج رفيقه القذافي في محاولة توريث أبنائه وتقريبهم من السلطة.