حكايات قصر هضبة العناصر

07 يناير 2016
قادر عطية / الجزائر
+ الخط -

لم يكن 2015 عاماً سعيداً على وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي التي استقبلته على رهانين غير يسيرين: مشروع تظاهرة "قسنطينة عاصمةً للثقافة العربية" المتعثّر، وحملة غير مسبوقة اتّهمتها بالفساد.

في "قصر هضبة العناصر" (مقر وزارة الثقافة)، كانت في انتظار الوزيرة القادمة من الإخراج السينمائي والعمل الأكاديمي "هدية مسمومة" من زمن سابقتها خليدة تومي التي غادرت المنصب قبيل أشهر قليلة من انطلاق "عاصمة الثقافة العربية". لم تسِر التحضيرات بالشكل المطلوب، وكان متوقّعاً أن تشهد التظاهرة بدايةً مرتبكة.

خلال الافتتاح الرسمي في نيسان/ أبريل، ظهرت لعبيدي على الهامش، كما لو أن التظاهرة لا تنتمي إلى قطاعها، بينما كانت تومي تستحوذ على الأضواء في هكذا مناسبات، ما أشّر إلى ارتباكها في تعاطيها مع التظاهرة الكبيرة التي تُسيَّر برأسين تربطهما علاقة أفقية: الوزيرة نفسُها ومديرُ التظاهرة المُعيَّن من رئيس الوزراء.

لم يكد الافتتاح يمرّ، حتى وجدت لعبيدي نفسها في مواجهة اتهامات زعيمة "حزب العمال"، لويزة حنّون، باستغلال منصبها في منح مشاريع لمؤسّستها الخاصة ولمقرّبين منها. ذهبت حنّون بعيداً حين وصفت الوزيرة بأنها "رئيسة عصابة"، مضيفةً أنها ستجد نفسها في السجن إن "استمرّت في ممارساتها".

خرجت الأخيرة عبر وسائل الإعلام للردّ على تلك الاتهامات. وفي إحدى الجلسات البرلمانية، شاهد الجزائريون، لأول مرّة، مسؤولاً يذرف الدموع دفاعاً عن نفسه.

لم تفد دموع الوزيرة في شيء. في تعديل حكومي أُجري في أيار/ مايو، وجدت لعبيدي نفسها خارج "قصر العناصر" الذي لم تمكث فيه سوى أشهر قليلةً، ليحل محلّها عز الدين ميهوبي، وهو كاتب وقيادي في "التجمع الوطني الديمقراطي"، ثاني أكبر أحزاب السلطة في البلاد.

تزامُن الإقالة مع تلك الظروف جعل متابعين يرون فيها تأكيداً على صدقية الاتهامات، لكن آخرين رأوا أن الوزيرة ذهبت ضحية رفعها دعوى قضائية ضدّ حنّون المحسوبة على السلطة، بينما ذهب اتّجاه ثالث إلى ربط الإقالة بخلافات محتملة بين لعبيدي ومدير "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" سامي بن الشيخ الحسين، المقرّب من رئيس الوزراء.

في غمرة ذلك الجدل، عاد اسم خليدة تومي ليُطرح مجدّداً؛ بعض وسائل الإعلام أشارت إلى احتمال أن تكون تومي، التي تولّت حقيبة الثقافة طيلة 12 عاماً، من يقف خلف حملة حنّون ضمن "صراع مصالح" على مشاريع وزارة الثقافة، مذكّرةً بالصداقة التي تجمع المرأتين.

التزمت تومي الصمت، ومع نهاية السنة، ظهرت بعد أكثر من سنة من الغياب، في رسالة وجّهتها مع حنون وشخصيات سياسية وثقافية إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمقابلته. تأكّدت الصداقة بين تومي وحنّون من دون أن يتأكّد أيّ شيء آخر.


اقرأ أيضاً: مجاملات أدبيّة

دلالات
المساهمون