قانون جديد يحظر ذبح الحيوانات قبل صعقها بالكهرباء، يتخالف مع تعاليم الدينين الإسلامي واليهودي، أعلنه وزير الزراعة والغذاء الدنماركي، دان يورغنسن.
يورغنسن دافع عن الحظر موضحاً: "على حد علمي، لا أحد يقوم بذبح الحيوانات من دون صعق كهربائي في الدنمارك منذ سنوات عدة". وأضاف: "قررنا القانون على أية حال بناء على طلبات العديد من الناس وللتأكد من عدم القيام بالذبح بهذه الطريقة في الدنمارك". أعلن يورغنسن صراحةً أن الرفق بالحيوانات يأتي في مرتبة أعلى من "الاحتياجات الدينية"، مشيراً الى أن الخطوة ليست الأولى في القارة حيث ينفذ القرار ذاته في النرويج والسويد.
ردود أفعال غاضبة
قوبل الإعلان بهجوم من جماعات دينية مسلمة ويهودية متهـِمـين يورغنسن بالاعتداء على حرية عقيدتهم الدينية، وأعلنوا اجتماعهم لمناقشة الوضع وكيفية التعامل معه.
"يجب احترام الأقليات الدينية في المجتمع حتى ولو كنتَ ترفض بعض أفعالهم"، رسالة وجهها فين شوارتز، رئيس إحدى الجمعيات اليهودية في الدنمارك، إلى يورغنسن عبر موقع "الجيروسالم بوست". وأضاف شوارتز: "لا بد أن تفتح النقاش إذا أردتَ أن تغير قواعد أساسية تخص ديانات الأقلية".
حرية الديانات
"القانون لا ينتهك حرية الديانات". هكذا نصح محامو يورغنسن، الذي أوضح أن حظر الذبح لن يؤثر على "الذبح الديني" طالما تم صعق الحيوانات حتى تفقد الوعي أولاً.
ونشرت صحيفة :كوبنهاغن بوست" على موقعها أن كل الدجاج و15% من لحوم البقر يتم ذبحها وفقاً للتوجيهات الإسلامية، كما نشرت أن الفارق الوحيد بين اللحم الحلال وغيره من اللحوم هو قراءة "صلاة دينية" أثناء الذبح ولا يشترط عدم صعق الحيوانات.
ووفقاً لدراسة للجمعية الطبية الإسلامية، لشروط الذبح الحلال أكثر من التسمية على الذبيحة، حيث تقتضي الشريعة توجيه رأس الذبيحة باتجاه القبلة، والذبح بآلة حادة، والذبح بطريقة تسمح بانسياب الدم خارجاً. كما تطرقت الدراسة الى صعق الذبيحة بالكهرباء قائلة: "تؤدي هذه الطريقة الى تثبيط عمل المخ وعمل القلب، فيبقى الدم في الجسم دون التخلص منه، وتؤدي الى نزيف داخلي في الأوردة والشعيرات الدموية وقد تؤدي الى موت الحيوان قبل النزف، كما أنها مؤلمة جدا فلا هي رحيمة بالحيوان ولا هي صحية للإنسان".
تأثير اقتصادي
نفى ينس مونك ايبيسن، مدير قسم الأغذية والطب البيطري في مجلس الزراعة والصناعات الغذائية الدنماركية، تأثر الاقتصاد الدنماركي من ناحية توريد اللحوم الى البلدان الإسلامية. وأضاف ايبيسن: "لم يُبْدِ أي من المستوردين استياءهم من القرار ولم تحدث أية تغيرات في طلبات الاستيراد حتى هذه اللحظة".
جاء القانون بعد سنوات من الحملات التي قام بها نشطاء لمنع ذبح الحيوانات قبل صعقها. تم العمل بالقانون بداية من يوم الإثنين 17 فبراير/شباط وسط مقاومات من جماعات دينية يهودية ومسلمة.
يذكر أن لوائح الاتحاد الأوروبي تتيح الذبح "الحلال"، أي الذبح من دون صعق، إن كان وفقاً لتوجيهات دينية.