أبرزت التصريحات الأخيرة لعلي كنه، قائد "لواء المغاوير" الذي يعد من قوات نظام معمر القذافي، حول إعلانه عودة "قوات الجماهيرية المسلحة"، تحولاً جديداً في المشهد الليبي.
وبحسب مراقبين، فإن أتباع معمر القذافي السابقين عادوا للمشهد، بغية الانضمام إلى المعركة ضد تنظيم الدولة "داعش" في سرت، إذ يرون فيها فرصة لرد اعتبارهم أمام الليبيين، بحيث يريدون الظهور كمن سيساهم إلى جانب القوة المسلحة الأخرى في إبعاد شبح الإرهاب عن البلاد.
ووفقا للتسريبات الصحافية الغربية، فإن القوات الخاصة البريطانية والأميركية بدأت منذ عدة أشهر، وربما قبل سنة، بعمليات جمع المعلومات الاستخباراتية حول سرت، لكن المجموعات المسلحة الليبية لم تتجه إلى سرت، إلا بعد تمكن المجلس الرئاسي من دخول العاصمة، فالرهانات عالية جداً، وقد تكون معركة سرت أم المعارك في البلاد، إذ من يطرد "داعش" من هناك ستكون له الهيمنة السياسية.
وحالما أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في الحادي عشر من الشهر الحالي، عن تشكيل قوة "الحرس الرئاسي" تساءل مراقبون عن مكونات هذه القوة ولكن سريعا ما تجلى الأمر، وتبين أن مقاتلي مجلس مصراتة العسكري شكلوا النواة الأولى لهذه القوة وانطلقوا فعليا لخوض غمار أولى حروب المجلس الرئاسي ضد "داعش" حول سرت، قبل أن تصل قوات اللواء "حفتر" الموالي لبرلمان طبرق، والتي ما تزال ترابط على مشارف أجدابيا الغربية، وسط تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء توقف تقدم "جيش البرلمان" نحو سرت وهو الذي كان متحمسا بدرجة عالية للقتال.
وفي خضم هذه الاستعدادات، أعلن اللواء علي كنه، أبرز قادة كتائب القذافي إبان ثورة 2011، يوم أمس، من خلال بيان نقلته قنوات النظام السابق التي ما تزال تبث، انضمامه لهذه الحرب، معتبراً أن كل الجنوب الليبي "تحت سيطرة قوات الجماهيرية المسلحة".
وتأتي تصريحات كنه بأن قواته تسيطر على كل الجنوب، بعد يوم واحد من لقاء متلفز للواء المتقاعد خليفة حفتر، والذي أكد فيه أن قواته تسيطر على كامل الجنوب، وذلك بعد أيام من لقاءات معلنة جمعت الأخير في قاعدته بالمرج شرق البلاد مع العقيد محمد بن نائل، مساعد كنه في قيادة لواء المغاوير، وهو أيضا قيادي بارز إبان حكم نظام القذافي.
ولم يخف حفتر الذي تسيطر قواته على أجزاء واسعة من شرق ليبيا، ترحيبه بأعوان النظام السابق، فقد رحب موالوه في البرلمان بعودة الطيب الصافي، أحد أبرز رجالات القذافي، الشهر الماضي إلى طبرق مقر البرلمان، كما دعا قادة البرلمان أرملة القذافي، صفية فركاش، للعودة إلى مسقط رأسها بمدينة البيضاء مقر حكومة البرلمان.