وأكد المصدر العسكري، الذي تحدث إليه "العربي الجديد"، أن "مليشيات حفتر تقوم بالتحشيد العسكري في مناطق وادي مرسيط والعربان"، مشيرا إلى وصول تعزيزات أخرى إلى مناطق نسمة ومزدة جنوب غريان.
وقلل المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة للجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، مصطفى المجعي، إن "حفتر لن يكف عن المحاولات العبثية لإيهام الرأي العام بأنه يمتلك القوة للمبادرة".
وذكر المجعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "تلك التحركات مرصودة بدقة، وتم استهدافها من قبل سلاح الجو أمس الأربعاء في منطقتي الأصابعة والعربان"، مؤكدا أنها "لن تتمكن من إحداث أي تقدم أو فارق في المعركة".
وفيما أشار المجعي إلى موقف قوات الجيش المتقدم في محاور القتال حول طرابلس، أكد أن "العملية العسكرية الكبرى اكتملت الاستعدادات لها"، وأنها "ستكون عملية شاملة تستهدف مليشيات حفتر أيضا في مناطق خارج طرابلس".
وعن تأثير المساعي الدولية لإيقاف القتال على القرار العسكري لقوات الجيش، نفى أن يكون للمساعي الدولية أي أثر، وقال: "هذه إرادة شعب لا يمكن وقفها، وطرد المعتدي مستمر ولن يتوقف".
وبخصوص تصريحات وحديث مسؤولي الحكومة في طرابلس عن حلول سياسية للأزمة في ليبيا، قال المتحدث ذاته إن "الحكومة تبحث الحلول السياسية لمرحلة ما بعد الحرب، ولا علاقة لما يجري الآن بالحرب ضد مليشيات حفتر، والحكومة أكدت أكثر من مرة أنها لن تتوقف حتى رد المعتدي".
وأوضح أن جهود الحكومة الحالية "تتمثل في صياغة رؤية وطنية مشتركة، حيث تجري المشاورات حاليا بين كل الأطياف الليبية، وحتى العسكرية منها، لوضع حل سياسي شامل"، لكنه أكد أن هذه "الجهود ليست لها علاقة بوقف قرار الحرب الذي يمثل إرادة الليبيين، فهي جهود تناقش حلولا لمرحلة ما بعد رد عدوان مليشيات حفتر".
وختم المجعي حديثه بالقول إن "قرار إطلاق العملية الكبرى متوقف على تقدير القادة العسكريين، فالتوقيت عامل مهم لإنجاحها".
وتوقفت الاشتباكات المسلحة في محاور القتال جنوب وجنوب شرقي العاصمة طرابلس، بعد إعلان قوات الجيش التابع لحكومة الوفاق، في 28 من أغسطس/آب الماضي، عن إحراز تقدمات مهمة في محاور الزطارنة والنشيع والقربولي، وتقدمها إلى مشارف الحدود الإدارية لمدينة ترهونة، الواقعة جنوب شرقي طرابلس بنحو 95 كيلومترا، والتي تعد قاعدة الانطلاق الأولى لقوات حفتر باتجاه طرابلس.
وفيما أكدت البعثة الأممية في ليبيا سقوط أكثر من 100 قتيل وأكثر من 300 جريح في صفوف المدنيين، إلا أنها أشارت إلى عدم وجود أرقام مؤكدة عن العدد الإجمالي للمقاتلين الذين لقوا حتفهم جراء القتال حتى الآن، لكنها، في الوقت ذاته، أكدت أن "العدد بلغ الآلاف".