حظر مواقع التواصل في سريلانكا... ضرورة أم تسرّع؟

الحظر شمل أكثر من منصة، على رأسها "فيسبوك" و"إنستغرام"، بينما رصدت تقارير عدم إمكانية الدخول إلى "واتساب" و"فايبر" أيضاً. 

تبرير السلطات

كان مدير مكتب الرئاسة، أودايا سينيفيراتني، قد برّر الحظر بأنه يأتي ليمنع انتشار المعلومات الخاطئة.

كما دعا رئيس الوزراء، رانيل ويكريميسينغ، المواطنين إلى عدم تصديق المعلومات الخاطئة التي تنتشر على الإنترنت.

انقسام حول القرار

انقسم المتابعون حول حظر مواقع التواصل الاجتماعي في سريلانكا، إذ بالنسبة للبعض، يعد الحظر استجابة لا مفر منها لعجز الشركات عن السيطرة على انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات الخاطئة.

وفي صحيفة "نيويورك تايمز"، وصفت الصحافية كارا سويشر القرار بأنه خطوة جذرية، لأن الكثير من المعلومات الهامة في هذا البلد يتدفق عبر هذه المنصات.

لكن في المقابل يشعر آخرون بالقلق إزاء اتخاذ الحكومة قرارات سريعة بشأن وقف تدفق المعلومات المجانية عبر الإنترنت، خاصةً في سريلانكا التي لها تاريخ في السيطرة على وسائل الإعلام.

ما هو الجانب السلبي لحظر مواقع التواصل؟

على الرغم من حقيقة أن مواقع التواصل تُستخدم لنشر المعلومات الخاطئة، إلا أنها أيضاً منصات تواصل بالغة الأهمية للعائلات التي تستميت في معرفة كل جديد عن أقاربها.

ويُستخدم "واتساب" على نطاق واسع في سريلانكا، بينما يعتبر "فيسبوك" الشكل الوحيد للاتصال عند مواطنين آخرين، وربما هم في أمس الحاجة إليه عند قطعه فجأة، تقول "بي بي سي".

لكن هل الحظر فعّال أصلاً؟

يستخدم بعض الأشخاص شبكات خاصة افتراضية للتحايل على الحظر. يمكن لشبكات VPN إخفاء موقع شخص ما عن طريق نقل البيانات عبر خادم في بلد آخر. ووفقاً لمنظمة تعقب انقطاع الإنترنت Netblocks فقد تم حظر TunnelBear، أحد هذه الخدمات.

وقالت مؤسّسة منظمة First Draft المتخصصة في المعلومات المضللة، كلير وارد، لـ"بي بي سي": "بينما من المفهوم أن ترغب الدولة في القيام بشيء ما بعد مثل هذا الحدث الخطير، فإن الأدلة على تأثير إغلاق مواقع التواصل في سياقات أخرى تبين أنه ليس لديه التأثير الذي يتوقعه الناس".

وتابعت: "عندما لا تكون هناك قنوات قوية للحصول على معلومات جيدة، فإن هذا يمكن أن يأتي بنتائج عكسية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي شريان الحياة للأشخاص الذين يحاولون الاتصال ببعضهم البعض".