غلب الحضور الخجول وشبه الفراغ على قاعات الدراسة في أغلب كليات الجامعة اللبنانية اليوم الخميس، إذ لم يحضر غالبية الطلاب والأساتذة رغم قرار فك الإضراب الذي دخل حيز التنفيذ اليوم، وفي جولة لـ"العربي الجديد" على فروع الجامعة؛ تباينت الآراء حول الخطط المطروحة للأيام المقبلة، لكنها التقت حول ضرورة حماية الجامعة وحقوقها.
في كلية الفنون الجميلة والعمارة في دير القمر (جبل لبنان)، افترش الطلاب بلافتات مطالبهم الملعب، وأكد الطالب فراس أبو دياب لـ"العربي الجديد"، رفضه قرار فك الإضراب الذي اتخذ بطريقة غير قانونية، مؤكداً التزام الطلاب بقرار الهيئة العامة لأساتذة الجامعة بالاستمرار في الإضراب "لأننا نحن الرهان ولسنا الرهينة".
ونفّذ عدد من طلاب الكلية اعتصاماً أمام الجامعة لرفض البرنامج الدراسي الذي وضعه الأساتذة لإنجاز العام الدراسي وتمديد أوقات الدراسة اليومية، وعبّرت الطالبة في كلية العلوم، الفرع الثاني (جبل لبنان)، ماريا زوين، عن استيائها من المسارات التي آلت إليها الأمور، "وكيف أن ما يفترض به أن يكون حقاً مكتسباً وبديهيا أصبح حلماً على الطلاب الصراع من أجل تحقيقه. حتى الأساتذة الذين حضروا لم يدرّسوا في ظل غياب معظم الطلاب".
وكان حضور الأساتذة شبه معدوم بكلية الآداب (الفرع الأول) في بيروت، وأكدت الطالبة ناريمان ياسين أن "معظم الطلاب الذين حضروا عادوا أدراجهم".
أما طالبة الحقوق، هالة سبيتي، (المجمع الجامعي في الحدث، جبل لبنان)، فكانت معتصمة مع زملاؤها في ملاعب الجامعة رافضةً حضور الصفوف، وشجعوا كل من دخل حرم الجامعة على استكمال الإضراب. وقالت لـ"العربي الجديد"، إن "أيام الانصياع لأوامر الأحزاب ولّت، والوعي السياسي لطلاب جامعة الوطن أصبح عاليا".
وقالت الطالبة ريما أبو ضاهر، من معهد العلوم الاجتماعية (الفرع الأول) في بيروت، إن الحضور في الكلية كان شبه معدوم، وأن من حضروا الصفوف هم التابعين لمجالس الطلاب (الحزبيين). "بقية الطلاب رفضوا الالتزام بقرار رئيس الجامعة تعليق الإضراب".
وقال طالب الدراسات العليا بكلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في طرابلس (شمال)، شربل يمين: "صفوفنا فارغة، وسنكمل إضرابنا حتى تحصيل حقوق الجامعة رغم اتصال بعض الأساتذة بنا لحضور صفوفهم، وهي سابقة غريبة".
وفي كلية الصحة العامة بصيدا (جنوب)، لم تختلف الأوضاع كثيراً عن بيروت وجبل لبنان، إذ لم يحضر أغلب الطلاب والأساتذة، وتخلف الذين حضروا عن حضور الصفوف، ورفضت الطالبة ريتا شقير أن يكون الطلاب "لعبة في يد أزلام السلطة من الأساتذة الذين يبدو أنهم موعودين بمناصب، أو لديهم مصالح كانت وراء قرار فك الإضراب رغم الإجحاف الممارس بحقهم".
وقالت شقير: "لن نكون كبش محرقة لأحد، فالاقتطاع من ميزانية جامعة الوطن يطاول الطلاب في شقه الأكبر، وذلك لمصالح الجامعات الخاصة التي يملكها أو يستفيد منها السياسيين المتحكمين بجامعتنا عبر أحزابهم".
وأوضحت أغنيس باسيل، ممثلة أحد الأندية المستقلة في الجامعة اللبنانية، أن النادي عمل جاهدا على نشر الوعي بين الطلاب انطلاقاَ من ملاعب الجامعة. "علينا أن نصمد لنغيّر واقع المحاصصة والمحسوبيات في جامعة الوطن، ونحقق مطالبنا التي تتلخص في عدم المس بميزانية الجامعة ولا قراراتها".
وشاركت مجموعة من الأساتذة في اعتصام اليوم، أمام المقر المركزي للجامعة اللبنانية في بيروت، ثم التقوا برئيس الجامعة، فؤاد أيوب، والذي أكد لهم أنه "يتعرّض لضغوط من الأهل وبعض الطلاب، وأن من واجبه الإداري إنهاء السنة الدراسية قبل فوات الأوان"، بحسب ما نقلت عنه أستاذة حضرت الاجتماع.
وأعلن الأستاذ في الجامعة اللبنانية، بول دواليبي، عن بدء إضراب مفتوح عن الطعام حتى تحقيق مطالب الجامعة، وأكد أن "المكسب الأول هو الحرية والكرامة. هذا المكسب هو شهادتي أمامكم، وأمام الطلاب".